يعرف الناس جميعا الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فهى عملاق الإشراف على المشروعات القومية، كما أنها ذراع الدولة للبناء والتعمير، ولكن ليس هناك كثيرا يعرف أن الهيئة الهندسية، تضم سلاحا من أهم أسلحة القوات المسلحة، بل يعتبر السلاح الأهم فى معركة العملية الشاملة سيناء 2018، إنه سلاح "المهندسين العسكريين"، الذى التقى "اليوم السابع" أبطاله خلال معايشة معهم بشمال سيناء.
يمكننا إطلاق اسم "خطوة الموت" على ما يفعله سلاح المهندسين العسكريين، فخطوتهم فى الطريق تحمى عشرات المقاتلين خلفهم، وخطوة واحدة يمكنها أن تقضى على الجميع، ومع تحديثهم بكافة الأجهزة والمعدات التى يمكنها أن تكتشف الألغام والعبوات الناسفة، يبقى العامل البشرى هو الأهم فى المعادلة، لذلك يمكنك ببساطة أن ترى فى أبطال المهندسين العسكريين ثبات انفعالى كبير للغاية، وشخصية قوية قادرة على اتخاذ القرار المناسب، فالبطل المقاتل فى سلاح المهندسين العسكريين قراره يكمن فى قطع سلك يحميه ويحمى من خلفه أو يحدث ما لايحمد عقباه.
جهود قوات المهندسين العسكريين فى تطهير الأرض
قال رقيب مقاتل بطل، من محافظة الدقهلية، إنه يعمل فى سيناء منذ خمس سنوات، ضمن سلاح المهندسين، حيث يقوم بتمشيط أمام دوريةً المداهمات، وتمهيد الطريق، وإزالة أى عقبات، وردم الخنادق والأنفاق، وإزالة الألغام، والعبوات الناسفة.
وأضاف الرقيب، أن مسئوليته فى المداهمات العمل مع القوات فيما يخص مهام سلاح المهندسين العسكريين، والتمشيط أمام القوات وإزالة العقبات فى مناطق التنفيذ، خاصة أن المعدات الثقيلة مدرعة لمواجهة أى عدائيات، مؤكدًا على أن سلاح المهندسين، يقوم بدور مهم فى العملية الشاملة، متابعا: "علشان كدة أنا طالب إنى أقعد فى سيناء".
وأكد العريف المقاتل، على أنه يشارك فى رفع كفاءة الكمائن وكذلك التصدى لأى أعمال إرهابية، قائلا: "ولا يهمنا عبوات ولا أى حاجةً، إحنا بنحارب جماعات إرهابية زرعت العبوات على محاور القوات، ودورنا تطهير تلك الطرق، حتى تستطيع القوات العبور بسلاسة ويسر.
جهود قوات المهندسين العسكريين
وأضاف، أن الخطوة التى يخطوها فرد المهندسين العسكريين محسوبة بميزان، فغلطته تقتله وتقتل كل من حوله، لأن كل خطوة تحمل موتا أو حياة، ولذلك فمن ينضم لسلاح المهندسين العسكريين، ويشارك فى العملية الشاملة، يقع عليه الاختيار بشكل دقيق، لمواجهة الضغوط المحتملة، ولأن أبطال المهندسين العسكريين يفعلون عملا عظيما، فهناك اهتمام دائم ومستمر من القيادة العامة للقوات المسلحة بتطوير كافة الأجهزة والمعدات المستخدمة لتواكب التكنولوجيا الحديثة.
جهود قوات المهندسين العسكريين فى تدمير العبوات الناسفة والموجهة
فى السياق نفسه قال أحد الضباط المقاتلين من الغربية، إن مهمته نسف أوكار العناصر الإرهابية، وذلك عبر عدة طرق تم تدريبه عليها وأجراها عشرات المرات، موضحًا أنه يعمل على تأمين القوات قبل تنفيذ أعمال النسف، والابتعاد مسافة مناسبة قبل الضغط على دائرة التفجير، وذلك حتى يتثنى حماية القوات فى مديات التفجير، والعمل على تأمين أجناب القوات المتحركة.
وأشار الضابط، إلى أنه يستخدم أجهزة حديثة فى تفجير العبوات الناسفة، وكذلك أوكار ومخازن العناصر الإرهابية والتكفيرية، منوها إلى أن دور سلاح المهندسين العسكريين عظيم ومهم للغاية فى العملية الشاملة، مشيرًا إلى أن سلاح المهندسين العسكريين، يضم معدات ثقيلة ومعدات حديثة، ويتم تطويره بشكل دائم لمواجهة كافة العدائيات المحتملة ضد القوات المشاركة فى أعمال المداهمات.
وفى سياق متصل، أكد جندى مقاتل من محافظة قنا، على أنه فى القوات المسلحة منذ 3 سنوات، وفخور بأنه ضمن صفوف المهندسين العسكريين وفخور بالأفرول الذى يرتديه فى الجيش المصرى، مشددًا على أنه تعلم كثيرا بعد انضمامه لسلاح المهندسين، من عزيمة وإيمان وتضحية وقدرة على اتخاذ القرار فى جزء من الثانية بتوجيهات من قادته.
وأضاف الجندى بلهجته الصعيدية: "احنا مش بنخاف والنَّاس بتدخل تعمل دورها ضد العناصر الإرهابية، وطالما الجيش المصرى موجود محدش هيقدر يعدى على مصر، وجدودنا فى الحرب طهروا مصر بالكامل وأعادوها واليوم مصر تفعل ذلك مرة أخرى"، موجها رسالته لكل لكل أم شهيد قائلا: "ابنك عريس واحنا بناخد حقه وهنفضل ناخد حقه لحد ما نقضى على آخر تكفيرى".
فيما يقوم سلاح المهندسين ضمن خطة عمل كاملة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى تطهير الأرض بالكامل من مخلفات الحرب، والألغام، وذلك للعمل فى التنمية المستدامة التى تضعها الدولة لشمال سيناء، خاصة فى ظل الجهود الكبيرة التى تقوم بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى مجال المشروعات القومية الكبرى التى تغطى معظم أنحاء الجمهورية، والتى تظهر فى مشاريع الاسكان ومحطات الصرف الصحى ومياة الشرب، وكذلك المدن الجديدة على الطرازات العالمية.
يذكر لسلاح المهندسين العسكريين، أن الرئيس محمد أنور السادات أطلق اسم الشهيد اللواء أحمد حمدى، أحد أهم الرموز في تاريخ سلاح المهندسين العسكريين، على النفق المار أسفل قناة السويس، تكريما للأعمال البطولية التي قام بها الشهيد في حرب 1973.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة