فى الوقت الذى استقبل فيه المسلمون أول أيام شهر رمضان المبارك، احتفل الأقباط بعيد الصعود المجيد وذلك بصلوات القداس الإلهي.
يعتبر عيد الصعود واحدًا من بين 12 عيدًا تحتفل بهم الكنيسة الأرثوذكسية، وهو يخلد ذكرى المرة الأخيرة التى ظهر فيها المسيح ليتحدث إلى حوارييه بعد موته، حيث حاورهم أكثر من مرة على مدار أربعين يوما بينها ظهوره لتلاميذه عند بحيرة طبرية، أما المرة الأخيرة فكانت على جبل الزيتون ثم ارتفع إلى السماء واختفى وراء السحب أمام أعين التلاميذ وفقا لروايات الإنجيل، وتحديدا الإصحاح الأول من سفر أعمال الرسل.
ذكر الإنجيل عيد الصعود المجيد أكثر من مرة فى أكثر من موضع مع اختلافات طفيفة فى التفاصيل، فذكرت فى إنجيل يوحنا وإنجيل لوقا، ويعتبر عيد الصعود المجيد هو نهاية فترة الخماسين المقدسة ويبدأ بعده مباشرة صوم الرسل، حيث يختلف عدد أيامه سنويا وفقا لحسابات فلكية فيتراوح ما بين 14 يوما وحتى 43 يوما، وينتهى يوم عيد الرسل وهو يوم استشهاد القديسين بطرس وبولس
فى كنيسة الملاك ميخائيل بطوسون بشبرا، ترأس الأنبا أرميا رئيس المركز الثقافى القبطى والأنبا مكارى أسقف شبرا الجنوبية صلوات قداس عيد الصعود الذى يوافق أيضًا ذكرى أربعين وفاة القمص الدكتور مكارى عبد الله فضل الله.
قال كاهن الكنيسة فى عظته، إن الكنيسة تحتفل بعيد الصعود فى اليوم الأربعين بعد عيد القيامة وهو ذكرى صعود المسيح إلى السماء، وتحتفل الكنيسة فى فترة الخماسين بدورة القيامة فى حالة إقامة صلاة قداس، حيث يطوف الشمامسة والكهنة بالصلبان كافة أرجاء الكنيسة حاملين صورة السيد المسيح للاحتفال بالقيامة، وهو ما يطلق عليه دورة القيامة.
يشير الكاهن، إلى أن الكنيسة كانت تصلى بالطقس الحزاينى طوال أسبوع الآلام تعبيرًا عن الحزن على المسيح بسبب تعذيبه وآلامه، ثم يتحول هذا الطقس إلى الفرايحى فى فترة الخماسين التى تلى عيد القيامة، وهو العيد الذى يعبر عن الفرح والرجاء وتوقف فيه الطقوس الحزينة وتنزع أستار الكنيسة السوداء التى وضعت طوال أسبوع الآلام ويعم الفرح.
يوضح الكاهن، أن الصوم يحرم فى فترة الخماسين، فهى فترة فرح، فلا يصام فيها الأربعاء والجمعة ككل أسبوع فى باقى أيام السنة.
وتساءل كاهن الكنيسة : متى صعد السيد المسيح إلى السماء؟، مجيبًا: صعد السيد المسيح إلى السماء بعد أربعين يوماً من القيامة بعد أن أتم العمل الذى جاء من أجله.
واستشهد بقول قداسة البابا شنودة الثالث، حين قال السيد المسيح قد جاء إلى العالم لكى يؤدى رسالة معينة هامة هى الفداء وخلاص العالم، وقد أضاف إليها رسالة أخرى هى تعليم الناس التعليم الصحيح.
واستكمل: "لقد غلب السيد المسيح الشيطان فى كل تجربة سواء من الشيطان مباشرة، أو من أفواه الشعب، أو على فم أحد تلاميذه لكى يصعد إلى السماء غالباً، ويعطى مثالاً صالحاً للغالبين لذلك نجده فى سفر الرؤيا يعطى وعوداً عجيبة لمن يغلب كأن يقول "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التى فى وسط فردوس الله".
من جانبه تحدث الأنبا أرميا عن فضائل القمص مكارى عبد الله كاهن الكنيسة الراحل وقال إنه ذهب لموضع الراحة الأبدية فليس هناك حزن ولا كآبة ولا تنهد.
وأكد أن القمص مكارى بالمنيا فى ٢٢ سبتمبر ١٩٢٨، حصل على درجة الدكتوراه فى الرياضة البحتة من ألمانيا عام ١٩٦٢ وعمل أستاذًا بكلية العلوم، جامعة القاهرة وأصبح رئيسًا لقسم الرياضيات بالكلية ذاتها عام ١٩٧٦ ولمدة ٤ سنوات، وظل يُدَرِّس بالجامعة لمدة تزيد عن ٤٠ عامًا، حيث جمع بين عمله الكهنوتى وعمله بالجامعة، فى وضع استثنائى يندر حدوثه.
كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام ١٩٦٨، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٧٠.
وتم (تعينه) كاهنا فى عهد القديس البابا كيرلس السادس الذى اختار له اسم (مكاري) ونال القمصية بيد قداسة البابا تواضروس الثانى فى ٥ مارس ٢٠١٣، ومن المقرر أن تقام صلوات تجنيزه بكنيسته فى الثانية من ظهر غدٍ الثلاثاء.
تحتفل الكنيسة هذا العام بعيد الصعود المقدس اليوم، أما عيد العنصرة فيحتفل به فى نهاية أيام الخماسين أى بعد خمسين يومًا من القيامة، ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعوده للسماء بعشرة أيام بحسب رواية سفر أعمال الرسله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة