إسرائيل تدخل بورصة تكهنات الرئاسة
دخلت الصحافة الإسرائيلية بورصة التكهنات حول مستقبل الحكم فى مصر، حيث قالت إذاعة صوت إسرائيل، إن الوزير عمر سليمان الذى كان مطروحاً ليكون خليفة للرئيس مبارك فى الحكم لن يستطيع أن يحكم مصر، لأن الدستور المصرى لا يعطى لسليمان - الذى وصفته بأنه من أكثر المقربين من الرئيس مبارك - الفرصة من أجل الترشح إلا بعد أن يعهد إليه بأحد المناصب القيادية فى الحزب الوطنى.
وعرضت الإذاعة لدراسة وضعها تسفى مزائيل السفير الإسرائيلى السابق لدى مصر والخبير فى شئون الشرق الأوسط، وهى الدراسة التى حملت عنوان "القادم من مصر"، والصادرة عن مركز القدس للدراسات السياسية والإستراتيجية فى إسرائيل، وقال فيها مزائيل إن هناك شكاً فى إمكانية أن يقوم الرئيس مبارك بترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2011.
وزعم مزائيل، أن يقدم مبارك استقالته، وأن تجرى انتخابات الرئاسة فى موعدها وكذلك انتخابات مجلس الشعب، وقال إن هناك إمكانية أخرى لتقديم موعد انتخابات مجلس الشعب، مشيراً فى مستهل دراسته إلى أنه على الرغم من أن وسائل الإعلام ركزت خلال تغطيتها لزيارة الرئيس مبارك الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على جهوده من أجل دفع عملية التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن الواضح هو أن هدف تلك الزيارة هو توطيد العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بات يدرك دور مصر فى الوقت الذى يظهر فيه الرئيس مبارك ثقته فى أوباما وقدرته على حل مشاكل منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث الخبير الإسرائيلى فى البداية عن مسألة دفء العلاقات المصرية الأمريكية التى تبعت تولى أوباما الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن زيارة مبارك لواشنطن تركزت فى بحث سبل دفع العلاقات بين الجانبين، وقال إن وسائل الإعلام لم تركز فى حديثها على تلك الزيارة سوى عما جرى من نقاش بشأن الجهود التى تبذلها القاهرة وواشنطن من أجل تحقيق التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين دون أن يخوض الجانبان فى الحديث عن القضايا المركزية التى تواجه مصر فى المرحلة الحالية.
وقال مزائيل، إن مبارك وضع نصب عينيه خلال تلك الزيارة العمل على توطيد علاقاته مع واشنطن بعد عدة سنوات من البرود، الذى جاء نتيجة قرارات الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس للعمل على دفع قضايا الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط وممارسة تلك الإدارة الضغوط على الرئيس مبارك من أجل الاهتمام بحقوق الإنسان فى بلاده وكذلك دفعه من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى مصر.
وزعمت الدراسة أن الرئيس مبارك وفى لحظة ضعف منه منح الفرصة من أجل إجراء انتخابات حرة لمجلس الشعب فى نوفمبر 2005 وكانت النتيجة وصول نحو 88 عضواً من جماعة الإخوان المسلمين للبرلمان وفوزهم بنحو 20% من مقاعده وهو الأمر الذى أغضب واشنطن كثيراً لكن هذا لم يثنها عن جهودها الرامية لمواصلة الضغوط على الرئيس مبارك.
وقال مزائيل أن أمريكا وفى هذا الصدد قامت بتخفيض نحو 100 مليون دولار من ميزانية المساعدات المخصصة لمصر وقامت بتخصيص نحو 50 مليون دولار لتمويل نشاط منظمات المجتمع المدنى المصرية، وذلك فى إطار مساعيها لدفع حقوق الإنسان فى مصر وهو الأمر الذى أغضب الرئيس مبارك كثيراً مما دفعه منذ عام 2004 للامتناع عن زيارة الولايات المتحدة لكن العلاقات الإستراتيجية المهمة بين البلدين استمرت كالمعتاد.
وأشار مزائيل فى دراسته إلى أن الحوار السرى بين القاهرة وواشنطن مستمر ودائم، خاصة فيما يتعلق بكيفية مواجهة إيران، وكذلك التنسيق بين الجانبين فى مكافحة الإرهاب والحوار المتواصل بينهما فيما يتعلق ببذل جهود دفع مسيرة التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.