الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى
اهتمت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بالرئيس القادم فى مصر، بعد مبارك. وقالت فى تقرير كتبه زفى مازئيل، المختص فى الشئون العربية، إن إعلان عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية لمجرد تفكيره فى خوض انتخابات الرئاسة المصرية 2011، أصاب وسائل الإعلام المصرية والعربية بحالة من الجنون، معتبرة أن موسى سيكون هو الرئيس القادم فى حال خوضه الانتخابات.
السباق للرئاسة المصرية كما عبر عنه مازئيل، كان موضوعا رئيسيا للاهتمام فى منطقة الشرق الأوسط لعدد من السنوات، مضيفا أن مصر بدأت تفقد بعض نفوذها، برغم أنها أكبر دولة عربية فى المنطقة، ويعرف عنها استخدام نهج واقعى لمعاهدة السلام مع إسرائيل وعلاقاتها القوية مع الغرب وكفاحها ضد إيران.
وأضاف مازئيل أن إمكانية ترشيح موسى تصدرت عناوين الصحف المصرية والعالمية بعد بضعة أيام من إعلان أيمن نور زعيم الحزب المعارض "الغد" ترشيح نفسه، مشيراً إلى أن نور نفسه كان مرشحا فى عام 2005، وتلقى 3% فقط من الأصوات وبعدها اتهم بتزوير الوثائق المستخدمة لإنشاء حزبه، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات وأفرج عنه بعد سنة ونصف، نتيجة للضغوط الأمريكية المكثفة وبسبب تدهور حالته الصحية.
واستطرد مازيل فى تقريره قائلا "الناس فى مصر يشعرون بالقلق إزاء الابن الأصغر لمبارك فى حال ترشيح نفسه وكثير منهم يعارضون التوريث، وخاصة بعد أن أطاحت الثورة بالعائلة المالكة عام 1952، مضيفا أن المصريين لا يحرصون على وجود سلالة جديدة تفرض عليهم من الباب الخلفى. وجمال مبارك ذو الـ46 عاما لا يزال بعيدا كشخصية جذابة، وبالرغم من أنه خبير اقتصادى جيد إلا أنه غير محبوب فى الغرب، مضيفا أن والده عينه أمينا عاما للجنة السياسات فى الحزب الوطنى الديمقراطى (الحاكم) عام 2002 لكى ينخرط فى الحياة السياسية، وعلى هذا النحو أخذ الاهتمام بشكل فعال فى مشاكل مصر الداخلية والتى تحتاج إلى أحزاب المعارضة لا أعضاء الحزب وعامة الناس على حسب تعبيره.
ووفقا لمزائيل فإن هذا على ما يبدو ليس كافيا، لأن أحزاب المعارضة الآن موحدة فى حملة تحت شعارات "لن يورث" و"ميحكمش" مما جعل الحزب الوطنى يقوم بحملات مضادة نشاطهم تحت شعار "إحنا عيزينك"، مضيفا أن كلتا المجموعتين من شعارات تم اختيارها بعناية فائقة لتأثيرها العاطفى القوى من حيث اللغة العامية المصرية والتى جسدت عمق الصراع، بل وصل الأمر أن يقوم مطرب الأغنية الشعبية فى مصر شعبان عبد الرحيم بالغناء للحزب الوطنى وجمال مبارك.
وقال مزائيل إن موقف جماعة الإخوان المسلمين المحظورة يتنافى مع مبدأ انتقال وراثى للسلطة، لأن هدفها الرئيسى هو فرض الشريعة الإسلامية والقانون الدينى فى مصر لأنه لا يوجد لديها الرغبة فى رؤية مرشح علمانى ينجح، ونظرا لأن الجماعة محظورة رسميا فإنه لا يمكنها تقديم مرشحها لرئاسة الجمهورية كما حدث عام 2005 وبالتالى سوف يتقدم مرشحوها للبرلمان على أنهم "مستقلون".
وتضيف الصحيفة أنه حتى الآن فإن قوى المعارضة فشلت فى التوحد على اختيار القائد الكاريزمى الذى من شأنه أن يشكل تهديدا حقيقيا لجمال مبارك، كمحمد البرادعى الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والدكتور أحمد زويل العالم العربى الوحيد الذى حصل على جائزة نوبل، ولكنهم يفتقرون إلى الخبرة السياسية ولا يبدو أن لديهم القدرة اللازمة لاجتذاب الجمهور نحوهم.
ولكن عمرو موسى يمتلك كل شىء باهر، ويتمتع بالكاريزمية والشعبية الكبيرة، ولأنه معارض صريح للغاية من إسرائيل والتطبيع، ولذلك سيكون قادرا على الفوز بالرئاسة فى عام 2011 نهاية فترة ولاية مبارك.
تابعوا المزيد فى أيقونة عرض الصحافة الإسرائيلية