أحمد المغربى وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية
قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوزارة الإسكان إن مخطط القاهرة 2050 والذى قامت الهيئة بإعداده والبدء فى تنفيذه منذ عامين ماضين، يشمل مصر كلها وليس إقليم القاهرة الكبرى فقط، لافتا إلى أن الهدف الرئيسى من إعداد هذا المخطط هو حل المشكلات الموجودة بالقاهرة حاليا ورفع مستوى المعيشة للمواطنين، بالإضافة إلى إعادة الريادة للعاصمة المصرية وزيادة القدرة التنافسية لها فى الشرق الأوسط بأكمله.
وأضاف مدبولى خلال الندوة التى عقدتها جمعية المهندسين المصرية مساء أمس، الأحد أنه عند البدء فى إعداد مخطط القاهرة 2050 تم التعاون مع عدة جهات دولية ومحلية، كما تم الاستعانة بالخبرات العالمية وذلك لتوفير الدعم الفنى والإدارى ومتابعة المشروع، موضحا انه تم الاستعانة بمنظمات "جايكا، هابيتات، البنك الدولى" كمنظمات دولية، فضلا عن مركز المعلومات بمجلس الوزراء والخمس محافظات التى يتضمنهم إقليم القاهرة الكبرى وجميع الوزارات الحكومية كمنظمات محلية لإعداد هذا المخطط.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوزارة الإسكان أن المخطط وضع فى الاعتبار المشاكل التى تعوق القاهرة الكبرى حاليا والتى يجب العمل على حلها، والتى تتمثل فى الكثافات المرتفعة فى قلب المدينة والاختناقات المرورية فضلا عن التدهور البيئى وانتشار المناطق الغير آمنة والغير مخططة، مشيرا إلى أنه تم الاعتماد على مجموعة من المؤشرات الدولية لتقييم اقليم القاهرة الكبرى، حيث وجدنا أن القاهرة الآن فى مكانة متأخرة بين عواصم العالم، قائلا: "وفقا لمؤشر المدن العالمية حصلت القاهرة على المرتبة 43، بينما فى مؤشر الرغبة بالاستمرار فى العيش بالمدينة جاءت بالمركز 80، وفى مؤشر تصنيف جودة الحياة حصلت على الترتيب 135، أما فى مؤشر القدرة التنافسية الحضرية العالمية حصلت على المركز 286".
وأكد مدبولى أن المخطط يستهدف الكتلة الحضرية للمحافظات التى يتضمنها هذا الإقليم وهى "الجيزة، والقاهرة، وحلوان، وأكتوبر، والقليوبية"، بعيدا عن الأماكن الريفية الموجودة ببعض مناطق هذه المحافظات، لافتا إلى أن الكتلة المستهدفة تبلغ 750 ألف فدان سيتم تطويرهم وفقا للمخطط لاستيعاب نحو 30 مليون نسمة فى عام 2050.
وأوضح رئيس الهيئة أنه بدراسة هذا الإقليم وجد أن مشاكله تتمثل ليس فى صغر حجمه ولكن فى سوء توزيع السكان عليه، حيث يتكدس نحو 75% منهم فى مساحة لا تزيد عن 20 كيلو متر بالرغم من امتداد الإقليم إلى 100 كيلو متر، فضلا عن العشوائيات ومشاكل النقل الجماعى، وقلة المساحات الخضراء، حيث يبلغ نصيب الفرد منها 3 متر فقط مقارنة بدول العالم التى يصل فيها نصيب الفرد من المساحات الخضراء إلى عشر أضعاف نصيبه فى القاهرة.
وقال مدبولى أن مخطط القاهرة 2050 يستهدف تنفيذ 22 مشروع ذات أولوية خلال الـ15 عاما المقبلة من خلال 3 خطط خمسية متتابعة، وذلك لجعل القاهرة مدينة عالمية مستدامة ومترابطة، لافتا إلى أولى هذه المشروعات وهو نقل العشوائيات وتطوير كافة المناطق الغير آمنة، وتطوير المناطق الغير مخططة كمناطق بولاق والوراق وغيرها، بالإضافة إلى إنشاء 4 خطوط جدد لمترو الأنفاق، حيث تم البدء فى تنفيذ الخط الثالث، وجارى تخطيط الخط الرابع، فضلا عن الخطين الخامس والسادس والذى سيتم التخطيط لهم خلال الفترة من 2016-2020.
وتابع: سيتم تنفيذ 9 خطوط للترام، بالإضافة إلى المترو، للوصول إلى جميع المدن الجديدة وربطها بإقليم القاهرة الكبرى، كما سيتم إنشاء 5 محطات تبادلية لوسائل النقل الجماعى لتغطية مداخل الإقليم بأكمله،مؤكدا على أن المخطط يستهدف أيضا من خلال الـ 22 مشروعا ذات الأولوية نقل جميع الوزارات بمنطقة القصر العينى إلى مركز مدينة جديد على مساحة 1850 فدانا، حيث سيتم تخصيص مساحة 350 فدانا منهم لمجلس الوزراء والوزارات، و 220 فدانا لإقامة حديقة عامة، و130 فدانا مبانى إدارية، بالإضافة إلى 520 فدانا منطقة سكنية وخدمات تعليمية وتجارية وصحية.
وأوضح مدبولى أن تطوير القاهرة الخديوية وميدان رمسيس يأتى ضمن المشروعات ذات الأولوية بالمخطط، حيث سيتم تعديل مسار كوبرى أكتوبر والواقع أمام ميدان رمسيس وعمل ساحة رئيسية بالميدان فضلا عن الجراجات والحدائق، كما سيتم تطوير منطقة روض الفرج وشارع جامعة الدول العربية حتى يصل لمحور خوفو بطول 10 كيلو متر يمتد من ميدان سفنكس حتى هضبة الأهرام، مضيفا أنه سيتم تطوير محور سقارة ومنطقة المنيب، وإنشاء منطقة تجارة مركزية فى محافظة حلوان على مساحة 2600 فدان تضم معارض السيارات والمتاجر والمخازن وأسواق الجملة.
وقال رئيس الهيئة إن المشروعات ذات الأولوية تشمل أيضا تطوير مركزين للسياحة بمدينة أكتوبر من خلال إضافة 2500 غرفة فندقية، وذلك بالتنسيق مع وزارة السياحة، كما يستهدف المخطط زيادة عدد الغرف الفندقية فى القاهرة الكبرى من 26 ألف غرفة إلى 50 غرفة فندقية خلال الـ40 عاما المقبلين، وذلك لنتمكن من استضافة أى أحداث عالمية كالدول الكبرى.
وأضاف مدبولى انه سيتم تطوير منطقتى هضبة الأهرام خلال الـ15 عاما المقبلة و نزلة السمان على مساحة 170 فدانا، فضلا عن مد المتحف وإنشاء ساحات عرض مكشوفة ومناطق تجارية وترفيهية، كما سيتم إنشاء مدينتين طبيبتين عالميتين، الأولى فى أكتوبر والتى بدأت بالفعل وزارة الصحة فى طرحها حاليا، والثانية سيتم تنفيذها فى شرق القاهرة، لافتا إلى أنه سيتم تطوير منطقة الحديقة المركزية بالقاهرة" الفسطاط" على مساحة 1400 فدان، بالإضافة لنقل ألف وحدة من المناطق الغير آمنة بهذه المنطقة، كما سيتم نقل جزء من المقابر الجنوبية فقط للقاهرة والمتأثرة بالمياه الجوفية.
وفى ختام الندوة أعلن مدبولى عن إصدار وثيقة عن مخطط القاهرة 2050 من خلال هيئة التخطيط العمرانى الشهر المقبل، وطرحها للمتخصصين والاستشاريين لفتح مجال المناقشة وتبادل الآراء بشكل أكبر، وليكن المخطط معروف ومفهوم لدى الجميع، بالإضافة إلى أنه سيتم اعتماد الاشتراطات الفنية والتفصيلية لمخطط القاهرة الفاطمية، فى الاجتماع المقبل للمجلس الأعلى لإدارة الهيئة.