القص الامريكى تيرى جونز
حالة من الغضب انتابت جميع أطياف المجتمع المصرى، مسلمين وأقباطا، بعد إعلان عدد من أقباط المهجر المتطرفين عن الإعداد لفيلم مسىء للرسول «ص» بعنوان «محمد نبى المسلمين»، ووصف سياسيون الفيلم بأنه عمل لا يقبله الأقباط قبل المسلمين، لأنه لا يعد من تعاليمهم، وطالبوا الدولة بعدم السماح بالإساءة للنبى وملاحقة المسيئين بالقانون إذا أقدموا على ذلك.
وأكد كارم رضوان، مسؤول المكتب الإدارى لـ«الإخوان» بالقاهرة، أن الجميع يرفض مثل هذه الخطوة التى تسىء إلى رسول البشرية محمد، وأن المسلمين لن يسمحوا لأحد بمثل هذه الخطوة، وأضاف رضوان أن بعض أقباط المهجر تعودوا أن يسيئوا للأقباط والدين المسيحى، ولذلك سيقف لهم الأقباط المصريون قبل المسلمين، لعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة التى لا يعقل أن يقوم بها قبطى معتدل، حيث إن الدين المسيحى لا يدعو لمثل هذه الأفعال، وطالب رضوان الدولة باتخاذ كل الإجراءات القانونية لملاحقة الفيلم، الذى يعتبر تعديا صارخا على الإسلام وتعاليمه السمحة، مشددا على أن الجماعة لن تقف مكتوفة الأيدى.
ومن جانبه، قال القيادى بحزب الحرية والعدالة الدكتور محمد عماد الدين إن أقباط المهجر لا يعبرون عن الوجه الحقيقى للمسيحية فى دول العالم، مشيرا إلى أنهم اعتادوا فى ظل النظام البائد إثارة القلاقل والفزع بين المواطنين من خلال تصريحاتهم المستفزة، مشيرا إلى أنهم لا يعبرون عن الحقيقة ولكن التزييف.. وشدد عماد الدين على أن هؤلاء يمارسون العبث حتى بعد الثورة المصرية، مستغلين الجو الديمقراطى وحرية التعبير التى نعيش فيها بأن يمارسوا هذه الأعمال بقوة فى الفترة الأخيرة، ولكن يجب التصدى لهم فى أقرب وقت حتى لا ينشروا هذه الأفكار الخاطئة، وأكد القيادى بالحرية والعدالة أنه ستتم ملاحقة أقباط المهجر قانونيا إذا استمروا على هذا النهج العبثى، وأنه يجب على الدولة المصرية ملاحقتهم بالقانون، مشيرا إلى أنهم لا يعبرون عن المسيحية السمحة التى عرفها المصريون.
ومن جانبه شدد المهندس باسل عادل، عضو مجلس الشعب السابق، على أن الأديان السماوية جميعا محفوظة ومصونة، ولها احترامها وكرامتها، وأن التعرض لأى من الأديان السماوية أمر مرفوض شكلا وموضوعا، وأكد عادل أنه لن يسمح لأى شخص أيا كان بالتعدى على حرمة الأديان، لافتا إلى أن الديانات السماوية خط أحمر لا يجوز المساس بها، وأنه غير مقبول التعرض أيضا لأى نبى نُزل بكتاب من الله سواء الديانة الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية.
واستنكر الدكتور عفت السادات رئيس حزب مصر القومى إنتاج الفيلم بمشاركة الموتورين من أقباط المهجر بصحبة القس المتطرف تيرى جونز. وأكد السادات ضرورة أن ينشر الأزهر الشريف والكنيسة المصرية حملات توعية بصحيح الأديان ورسالات الرحمة والمودة بشكل فورى، لسد الطريق أمام دعاة الفتنة والتقسيم، حتى تظل مصر وطنا يسع الجميع، وطالب السادات رئيس الجمعية التأسيسية بالنص فى الدستور على تجريم الإساءة لجميع الأديان السماوية ورموزها. وقال الدكتور صفوت عبدالغنى، رئيس حزب البناء والتنمية «الجناح السياسى للجماعة الإسلامية»، إن أقباط المهجر ليسوا كتلة واحدة، لكن من يسيئون للإسلام والمسلمين مخابرات أجنبية، مضيفا أنهم يريدون إشعال مصر بتحريفهم لآيات القرآن الكريم، وأضاف عبدالغنى لـ«اليوم السابع» أن أقباط المهجر طالبوا بقطع المعونة عن مصر، وطالبوا إسرائيل بالتدخل عسكريا فى مصر، مشيرا إلى أن الأغلبية المسيحية فى مصر ترفض أفكارهم وإساءتهم، موضحا أن هؤلاء عملاء لجهات ويدعمون من جهات مشبوهة، ولن يعبروا عن الأقباط فى مصر ولا الديانة المسيحية، وأشار عبدالغنى إلى أنهم يعتمدون على التسويق فى الغرب بأن هناك اضطهادا منظما للأقباط ويصورون ذلك فى أووربا. وأكد عبدالغنى أن أقباط المهجر اختاروا توقيتا للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وقاموا بإنتاج هذا الفيلم المسىء للإسلام وللرسول محمد «ص».
وكان عدد من أقباط المهجر، وعلى رأسهم عصمت زقلمة، الداعى إلى تقسيم مصر ورئيس الدولة القبطية المزعومة، وموريس صادق، والقس المتشدد تيرى جونز الذى أحرق المصحف أكثر من مرة، أنتجوا فيلما عن محمد «ص» للمخرج العالمى سام باسيل، وتم التصوير باستوديوهات هوليوود، وقام بالتمثيل فنانون عالميون، واستغرق إنتاج الفيلم ثلاث سنوات، والفيلم ناطق باللغة الإنجليزية وتم دبجلته أيضا بالعربية، وقال الدكتور عصمت زقلمة رئيس الدولة القبطية المزعومة فى بيان رسمى: «لأول مرة نقدم لكل العالم هذا الفيلم الذى يجسم حياة وأفعال محمد نبى الإسلام من واقع القرآن والأحاديث النبوية والسنة، واعتمادا على التراث الإسلامى وكتبه. ومقدمة الفيلم تبدأ بتصوير هجوم المستوطنين المسلمين فى مصر على طبيب قبطى وتحطيم عيادته وذبح ابنته بتصريح ومباركة من الشرطة الإسلامية فى مصر، ومدة الفيلم ثلاث ساعات. ويسعدنا أن نهدى لكل العالم مقاطع من الفيلم المنتظر عرضه قريبا فى دور العرض الأمريكية العالمية والأوروبية كما سيذاع مقاطع من الفيلم فى اليوم العالمى لمحاكمة محمد بكنيسة القس تيرى جونز بولاية فلوريدا».
وقال الدكتور موريس صادق المحامى إنه سيشارك وفد من الهيئة العليا للدولة القبطية الحضور بصفة مراقب فى هذه المحاكمة يوم 11 سبتمبر 2012 برئاسة الدكتور عصمت زقلمة وعضوية المهندس إيليا باسيلى والدكتور إيهاب يعقوب بناء على الدعوة التى وجهها القس تيرى جونز للدولة القبطيه لمشاركته الحفل العالمى لتنظيم محاكمة شعبية لمحمد نبى الإسلام. وأضاف صادق أن الفليم يوضح أن الإسلام كان سببا فى الهجوم على أمريكا يوم 11 سبتمبر 2001 ودافعا لسفك دماء آلاف الضحايا على امتداد التاريخ وأن الإسلام لا يقيم سلاما أو طمأنينة للبشر. وأشار إلى أن الفيلم يتضمن عددا من المحاور منها: «هل محمد يحمل رسالة سماوية؟ وهل أقامت هذه الرسالة سلاما على الأرض أم كان عكس ذلك؟».
الكنائس المصرية: صناع الفيلم لا يعرفون تعاليم المسيحية
◄الأنبا مرقص: نرفض الإساءة لأى رمز دينى.. والبياضى: «ناس على حل شعرها».. ورفيق جريش: هؤلاء لا يتمتعون بأدب أو أخلاق
كتب - مايكل فارس
أثار إعلان عدد من أقباط المهجر إنتاج فيلم يسىء إلى الإسلام والرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، بقيادة عصمت زقلمة رئيس ما يسمى «الدولة القبطية» المزعومة، وموريس صادق المحامى، والقس الأمريكى المتطرف تيرى جونز، استياء الكنائس المصرية الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، معتبرين القائمين على إنتاجه لا يتمتعون بالأخلاق ولا يعرفون تعاليم المسيحية التى أوصت بالمعاملة الحسنة وعدم الإساءة لأى دين أو معتقد.
ورفض الأنبا مرقص، أسقف شبرا الخيمة، الفيلم، مؤكداً أن الكنيسة ترفض الإساءة لأى رمز دينى مهما كانت الظروف فى مصر. وأوضح أن المسيحية تحترم كل الأديان والمعتقدات سواء، ولا تسىء لأحد أيا كان، موضحا أنه لا يليق لهؤلاء –قاصداً الداعين لإنتاج الفيلم- أن يسيئوا لأى شخص، فتعاليم المسيح والإنجيل واضحة.
رئيس الكنيسة الإنجيلية، الدكتور القس صفوت البياضى، أكد أن الكنيسة الإنجيلية مستاءة جداً من هذا الفعل، وترفضه بشدة، مؤكداً على أن المسيحية ترفض أى إساءة للآخر. وقال البياضى، إن القائمين على هذا الفيلم «ناس على حل شعرها»، مردفاً أنه ليس كل من يقوم بالإساءة منهم يعبر عن تعاليم المسيحية، كما أننا لسنا مسؤولين عن تلك الأفعال التى يفعلها هؤلاء فى الخارج، ويجب ألا نتحمل أخطاءهم. مشيراً إلى أنه لو أساء الآخر إلينا فلن نسىء لأن المسيح قال أحسنوا إلى مبغضيكم والذين يسيئون إليكم.
من جهته قال الأب رفيق جريش، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، إن القائمين على إنتاج ذلك الفيلم «لا يتمتعون بأى أدب أو أخلاق»، والكنيسة الكاثوليكية تحترم كل الرموز الدينية، وضد ذلك الأسلوب فى التعبير الذى ينم عن جهل بالأديان ورموزها، نافيًا أن يكون الفن وسيلة للإساءة لأى دين، حتى وإن كان فى الغرب يصدرون أفلامًا تهاجم الله ذاته، وكذلك المسيحية واليهودية بشتى الصور المختلفة من أفلام ورسوم وغيره إلا أننا نرفض ذلك فى مصر. وأوضح أنه قد يتأثر البسطاء من المسلمين فى مصر ويعتبرون ذلك فى المسيحية ولكن المسيحية منه براء.
11 سبتمبر.. الحكم فى «الرسوم المسيئة للرسول على الفيس بوك» بسوهاج
سوهاج - محمود مقبول
حجزت أمس محكمة جنايات سوهاج قضية المدرس القبطى المتهم بوضع رسومات مسيئة للرسول على صفحته بـ«الفيس بوك» للحكم بجلسة الثلاثاء القادم 11 سبتمبر.
وشهدت المحكمة تجمع عدد كبير من المنتمين للتيارات الإسلامية أمام غرفة المحاكمة، مطالبين بمناصرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» بعد ما تم نشره من إساءات على مواقع التواصل الاجتماعى مؤخراً. كما شهدت المحكمة تواجداً أمنياً مكثفاً لمنع وصول أى من المنتمين للتيارات الإسلامية إلى المتهم للفتك به.
كان مدير أمن سوهاج تلقى بلاغاً من مركز شرطة طما يفيد بسيطرة وحدة المباحث على أحداث فتنة طائفية بسبب قيام مدرس بوضع رسومات مسيئة للرسول، بالإضافة إلى بعض الشتائم ضد الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، والتى أنكرها المتهم جميعا فى محضر الشرطة وفى تحقيقات النيابة العامة. وتم تشكيل فريق بحث قاده المقدم عصام نبيل، رئيس مباحث مركز شرطة طما، وكشفت التحريات أن مقدم البلاغ محمد صفوت تمام، 32 عاماً، مهندس زراعى، يقيم بقرية سلامون، وأن شخصاً تلفظ عليه وعلى شقيقته بألفاظ خارجة، وأن هذا الشخص سب الدين، وبالدخول على الصفحة تبين أنها تخص «بيشوى البحيرى»، وموجود عنوانه على الصفحة وجميع بياناته، وبالتوجه إلى العنوان، تم إلقاء القبض عليه وتبين أنه «بيشوى كميل كامل»، وشهرته بيشوى البحيرى، مدرس. وبمواجهته أنكر صلته بالواقعة، مشيراً إلى أن الصفحة الخاصة به تمت سرقتها منذ السبت، ولا علاقة له بها من قريب أو بعيد. وأفاد تقرير التوثيق والمعلومات بأن الصفحة تخص المتهم.