مقالات

ماذا لو لم يقم السيد المسيح له المجد؟

الإثنين، 06 مايو 2013 12:27 ص

بقلم القمص بولس عبد المسيح

تعرض معلمنا بولس الرسول لهذا السؤال، بعد أن ربطه بالكلام عن ضرورة وحقيقة القيامة، بقوله: "فإن لم تكن قيامة الأموات فلا يكون المسيح قد قام" (1كو 13:15).

ولو لم يقم المسيح حسب الإجابة التى ذكرها الرسول بولس يكون نتيجة ذلك ثلاثة أمور هى كقوله "كرازتنا باطلة" و"باطل أيضاً إيمانكم" و"نوجد نحن أيضاً شهود زور لله".

أولاً: تكون كرازتنا باطلة والكرازة هى التبشير بكلمة الله، وهذه الكرازة تبشر الإنسان بأن له حياه أبدية سيحياها مع الله وينال المكافأة عن عمله، ولذلك تطالب الكرازة بضرورة العمل الصالح والبعد عن الشرور وضرورة البذل والتضحية فى خدمة الناس وسينال الإنسان عن ذلك إكليلاً سمائياً، عندما يسمع صوت الله يقول، "نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً فى القليل سأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك" كل هذا لا يحدث إن لم تكن هناك قيامة بها يبدأ الإنسان الحياة الأبدية، وهذا هو ما قاله الرسول بولس: "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا".

ثانياً: يقول بولس الرسول وباطل أيضاً إيمانكم، فالإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى،، فإذا آمن الإنسان بالأمور التى ترى من الوجود مع الله وعالم الملائكة ومجد السماء.. فإذا لم يكن هناك قيامة يكون كل هذا الإيمان باطل وهذه الثقة باطلة ولا وجود لها ولا أهمية.

ثالثاً: ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح، وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام، والشهادة هى عمل تلاميذ المسيح والآباء الرسل الأطهار لأنهم كانوا معاينين وخداماً للكلمة، معاينين للأمة وقيامته بظهوره لهم بعد القيامة، وحرصه أن يظهر لتوما بصفة خصوصية حتى يكون شاهداً عن القيامة بالرؤية، وليس بالسمع من التلاميذ لذلك أتى إليه السيد المسيح له المجد فى الأحد الذى يلى عيد القيامة، وقد أظهر معلمنا بطرس الرسول فى خطابه يوم الخمسين أن مهمة الشهادة هى المهمة الرئيسية لهم فقال: "أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصرى رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده فى وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون هذا أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيد أثمه صلبتموه وقتلتموه الذى أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منه" (إعمال الرسل 2)، وأكمل بقوله: "فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك.. ولذلك فلو لم يقم المسيح تكون شهادة التلاميذ باطلة.. المسيح قام، بالحقيقة قام.
وكل عام أنتم بخير


* كاهن كنيسة مارجرجس بمنشية الصدر وعضو المجلس الإكليريكى العام وأستاذ القانون الكنسى بالكلية الإكليريكية.