المرأة والمنوعات

موقف "يا بيه مش سويقة"..

لو هتركب "ألف مسكن" أقف فى طابور "الأسطى أشرف" عشان النظام حلو

الثلاثاء، 28 مايو 2013 03:35 م

كتبت إيناس الشيخ

طابور للركاب بموقف الحى العاشر

بين زحام الساحة وقف متوسطاً طابور طويل من الركاب انهمك فى ترتيب صفوفهم بنظام لا ينتمى لزحام "موقف الحى العاشر"، قفزات سريعة اعتاد التحرك بها وسط الطوابير، وإرشادات لا يمل من توزيعها هنا وهناك، هى ما ميزت مظهره البسيط وحركات يديه التى أكسبته هيئة "عسكرى المرور"، "من هنا يا بيه؟"، "دا طابور الستات"، "أستنى دورك" وغيرها من العبارات التى اعتاد توزيعها على الركاب بمجرد توجههم لميكروباص "الألف مسكن" فى موقف الحى العاشر الذى حوله الأسطى " أشرف" إلى ساحة "منظمة بالأدب" كما يردد دائماً لمن يتساءل عن سر طابور الانتظار الطويل أمام الميكروباص، "بالأدب كله هيركب" هى عبارته الأشهر التى يلقيها سريعاً فى تنقلاته متمماً على نظام الطوابير وترتيبها كلاً فى مكانه دون تدافع.

"الأدب حلو يا بيه" بابتسامة بدأ "الأسطى أشرف فتحى" صاحب نظام الطوابير على ميكروباص الألف مسكن حديثه لليوم السابع عن تغيير معالم الموقف الذى اشتهر بالمشاجرات اليومية بين السائقين وتدافع الركاب والزحام الذى أنهاه الأسطى "أشرف"، وكله "بالأدب"، "الزحمة بتبهدل الناس، والستات ما بتعرفش تركب، كنت تلاقى الناس بتموت بعض عشان تحجز مكانها، طب ما نقف محترمين وكله هيركب" بمنطقية قد لا يستوعب عقله البسيط قيمتها وسط غيره من "الأسطوات" يتحدث "أشرف" الشهير "بال"الغوصى"، أو "منظم الطوابير" كما يعرف فى الموقف ورواده الذين أجبرهم الأسطى "أشرف" على الوقوف فى طوابير مقسمة إلى طابور للرجال وطابور للسيدات، ووقف منشغلاً بتنظيم المرور ودور السيارات وفض الاشتباكات، وتغيير سلوكيات الفوضى التى طالما سيطرت على الموقف.

تمم على السيارة الأخيرة قبل انطلاقها وتأكد من عدد الركاب ثم التفت قائلاً "قبل الثورة يا بيه ما كنتش تشوف الموقف كان سويقة.. واللى بيعرف يبلطج هوا اللى بيركب، الناس كانت متبهدلة وكل ساعة خناقة، قررنا نعمل نظاما فى الموقف؟ فيها أيه لو كل واحد وقف فى دوره، واللى جاى الأول يركب الأول، ولا نسيبهم يقول علينا شعب همجى" بدون مقدمات يقطع حديثه لإرشاد أحد المارة عن دوره فى الطابور، ثم يعود لاستكمال حديثه "كنت بقول ايه؟.. أه النظام غير الموقف خالص، بقى فى طابور ستات وطابور رجالة، وماحدش بيزق حد".

يترك الحديث للحظات يشير فيها للسيارة صاحبة الدور فى "التحميل" ثم يعاود حديثه قائلاً: فى ناس بقى بتيجى تتخانق؟ ومش عايزة تقف فى الطابور؟ يبقى ما تركبش.ز اللى مش عاجبه النظام يا بيه يطلع يركب من برا" .

النظام والهدوء والاحترام هى اللافتات التى رفعها الأسطى "أشرف" فى الموقف وحرص على ترديدها يومياً على مسامع الزبائن الذين اضطروا للوقوف بنظام، على اليمين طابور السيدات أو الرجل الذى قصد الموقف بصحبة أسرته، وعلى اليسار طابور الرجال، وفى مقدمة الموقف طابور السيارات التى لا يتعدى أحد سائقيها على دور الأخر، وفقاً لنظام الأسطى "أشرف" الذى ترك دوره فى التحميل واكتفى بتنظيم المرور وتحويل الموقف إلى ساحة "محترمة" ما أطلق عليها راضياً، لا يكف عن ترديد جملته التى عرفه بها الجميع "كل واحد يعمل اللى عليه والدنيا هتنضف"، مبدأ بسيط لا يحمل تعقيدات مركبة ولا يحتاج "لوجع دماغ" على حد تعبيره هو مبدأ فى "الموقف" الذى غير نظامه ورضى بقواعده الجديدة الركاب دون زحام "واللى مش عاجبه يمشى".