أخبار الرياضة

عصام شلتوت يرصد..

محمد صلاح "جاب جون" فى إسرائيل

الثلاثاء، 06 أغسطس 2013 11:46 م

محمد صلاح

ربما كان هدف محمد صلاح، نجم منتخبنا الوطنى المحترف فى بازل السويسرى، فى مرمى مكابى تل أبيب الإسرائيلى، أحد أغلى وأهم أهداف اللاعب المُتألق مع ناديه بل وفى مسيرته الكروية، بل ويفتح باب إحراز مزيد من الأهداف فى مرمى إسرائيل، أهداف فى كل المجالات، خاصة عندما يتعلق الأمر بأن الهدافين من جيل الثوار.

صلاح رفض الانصياع للمُطالب الرجعية بعدم الذهاب مع فريقه إلى إسرائيل وأصرّ على أن يكون مع فريقه ليثبت أن المصريين قادرون على التحدى إذا أُُتيحت لهم الظروف، وأيضا دفعا لتهم العنصرية سابقة التجهيز.

"ميسى" العرب، أو محمد صلاح كما يُلقبه الإعلام الغربى، أثبت أن الكرة بإمكانها أن تفعل الكثير، فقد سجل صلاح هدفاً فى أرض الكيان الصهيونى، وقاد فريقه للوصول إلى المرحلة النهائية من التصفيات التمهيدية لدورى أبطال أوروبا على حساب مضيفه الإسرائيلى، مقدما نموذج لتحدى الأعداء فى التفوق والتقدم والتحضر.

هدف صلاح فى إسرائيل لم يكن هدفاً رياضياً بقدر ما كان هدفاً له معان أخرى كثيرة، فقد نجح اللاعب، الصغير سناً الكبير مقاماً، أن يرفع اسم مصر عالياً ويُجبر الجميع على أن يرفع له ولبلده القُبعة، وجعل جميع وسائل الإعلام العالمية تُردد اسمنه وتتغنى به، وبهدفه الرائع الذى قاد ناديه للتأهل للدور التالى.

كان بإمكان صلاح أن يجلس فى بيته بسويسرا يُتابع اللقاء عبر شاشات التلفزيون، ويدق بنفسه مسماراً فى "نعش" علاقته ببازل وأيضا بالتحضر، ويرسم ملامح النهاية لتجربة احترافية رائعة أذهلت كثيرين، لكن "ميسى" العرب اختار لنفسه خطوة جديدة وصعبة فى مشوار النجومية والتألق، وما أجمل أن تكون هذه الخطوة عبر تل أبيب، خاصة أن جمهورها العنصرى توعد اللاعب المصرى بهتافات عنصرية، وهو ما حدث، ليعلن عن الفارق الحضارى لصالح المصريين.

صلاح لم يرد بعنصرية لكن رده كان فى قمة الإبداع، هدف من مهارة فائقة رفع اسم بلده عالياً. أكد للعالم كله أنه ليس عنصرياً ولا يعرف سوى الولاء لناديه كمحترف وبلاده، صاحبة التاريخ والتى تأمل فى مستقبل أفضل.

ما أجمل حلم مصر المستقبل، الذى لن يثنى الشباب عن فقرات ماسخه من المزايدات على الوطنية والعروبة، مصر الشباب والثوار وإنها "ميسى" العرب ستقدم نموذجا جديدا فى إحراز أهداف المستقبل.