مقالات القراء

مينا فرج يكتب: زيتونة إسرائيل

الخميس، 03 ديسمبر 2009 10:50 ص

طبعاً ومن الوهلة الأولى لسماعك لاسم إسرائيل، يتردد فى أذنك صوت المدافع والبنادق ويعتصر قلبك وحلقك بالقسوة والمرارة، وعيناك تتوقع ما سوف يحدث من كثرة تكرارة والشر يمتثـل أمامك صورة فعلية للشيطان ..!!

كل هذة الانفعالات والتشبيهات هى واقعية ليست خيالاً هى الواقع والمرادف لكلمة إسرائيل.

اسم ليس من حقه أرض، شعب ليس من حقة دولة، الدموية والعنفوان والجبروت، يقترن اليوم بالزيتون، أنها "زيتونة إسرائيل".

هذا المصطلح ليس خيالاً بل حقيقة، إنها حجارة صغيرة فى حجم الزيتونة تباع عند العطارين، تسحق وتغلى، لعلاج حصوات الكلى.

ولكن اليوم أنا لست بطبيب معالج أو صيدلى أو امتلك شهادات الطب البديل أو صاحب وصفة عطار ولست كاتب كتب الوصفات كما داود فى تذكرته.

ولكنى أطرق باب اً..؟! كيف يقترن الزيتون أقدم الأشجار وأطهارها على الإطلاق وأنقى وأغلى ما يستخلص منها من ثمار وزيوت، باسم إسرائيل؟!، أوراقها فى يوم من أيام التاريخ كانت تضفر لعمل الأكاليل المطعمة بالورود لى يظفر بها الملوك والمنتصرون، فروعها دليل لامتداد السلام على مر التاريخ.

دليل سيدنا نوح على النجاة والخلاص فى فلكه، أغصانها كما سلام الأعلام البيضاء، مثلها مثل كلمة سيدنا محمد (ص) "السلام عليكم" وصوت السيد المسيح له المجد فى قوله: "السلام لكم، كيف تقترن هذه الزيتونة العفيفة الطيبة الرائحة والسمعة، باسم الحرب والدمار والاستعمار والاستغلال والقهر والخوف فى عيون أطفال بريئة".

كيف يستطيع الانسان أن يزرع ويحصد هذه الشجرة الغالية من أرض غالية، جرت بها الدماء أكثر من المياه، سماء أمطرت الطلاقات أكثر من النوات، أرض أنبتت بها هذه الشجرة إلى العلا شامخة مظللة، هى هى الأرض التى دفن بها الشهداء وسقط عليها الناس إما بالموت أو بالسجود تضرع إلى الله عز وجل، لعله يرحمهم.

يجوز أنه فى الماضى قد يكون مسمى "زيتونة إسرائيل" مرادف للعلاج، ولكن أنا أكتب تلك الكلمات ليس من أجل توبيخ هذا العشب، بل لكى أوضح اليوم كيف أن الكلمات تقترن بعضها ببعض، وهى ليست بمرادفات، بل متضادات!!!

تخيل نفسك أنك تنظر إلى الدنيا عن قرب، فتجد الخير مع الشر، الحكمة مع الجهل، العفـة مع الرذيلة، الرفعة مع الوضاعة، هكذا "زيتونة إسرائيل".

كلمتان مثل الاطمئنان من إيجادك لمرسى على البر، وهلاكك بأمواج البحر المظلم، الخير فى العطف على الفقير، والشر فى أن تنهر أمك، السلام الجميل المحمول على أجنحة الحمام الأبيض، والحرب القبيحة المسحوبة على جلود الثعابين، الرجال الأبطال المتسربلين بثياب بيض يدقون أجراس السلام، والأشرار المنصهرين فى بوطقة الشر والحرب.
المياه بصفائها والدم بلونه.
"زيتونة إسرائيل" عشب لعلاج جزء فى الجسد، ولكن ليست لعلاج أكمل الروح.

لم أكتب تلك الكلمات اليوم لتغيير اسم هذا العشب، أو قد أمنع الناس من شرائه، ليس لى سلطان بهذا، بل أوجه الرسالة إلى كل من هم متخيلون أنفسهم مقترنون بالزيتون، يمدون أيديهم المزيفة بالخير والسلام والفضيلة، ولكنها فى الأصل ممدودة بالشر والحرب والرذيلة!!!

لو تمنيت أمنية فى يوم من أيام الله، أمنيتى، قد أكون أول من يقومون بتغيير اسم هذا العشب، إما بـ: "حصوة إسرائيل" أو "حصوة فلسطين".

وكل من له عقل فليتعقل ..!!؟؟