مقالات

أحزاب مصر الجديدة

السبت، 12 مارس 2011 12:33 م

بقلم محمد حمدى

تعيش مصر مرحلة انتقالية فى غاية الأهمية، نتائج ما يحدث خلالها من تفاعلات، سيحدد بشكل كبير، طبيعة مصر الجديدة التى نأمل جميعا بها خلال زمن قصير، بحيث تنتهى هذه الفترة بحياة حزبية جديدة، تشهد ميلاد أحزاب حقيقية تعبر عما يجرى فى الشارع من حراك سياسى واقتصادى واجتماعى.

وفى تصورى أن دور الأحزاب السياسية فى هذه المرحلة فى غاية الأهمية، سواء كانت قديمة أم جديدة، فالأحزاب هى أهم شكل ديمقراطى للتعبير السياسى، ومن ثم التوجه لصناديق الاقتراع لنيل ثقة الشعب، وهو وحده صاحب السلطة الحقيقية، يوكلها لمن يشاء من الأحزاب، ويحجبها عمن يشاء من الأحزاب أيضا.

لذلك فإن على كل القوى التى تمارس السياسية، أو التى ترى أنها تمثل قطاعات فى الشارع أيا كان حجمها المسارعة فى تأسيس أحزاب سياسية، والاستعداد جديا لأى انتخابات مقبلة، سواء كانت برلمانية أو رئاسية.

وتموج الساحة حاليا بالعديد من القوى السياسية التى أعلنت عزمها التحول إلى أحزاب سياسية، منها ما هو ينطلق من خلفية دينية مثل الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية والسلفيين والصوفيين، ومنها ما يعتمد فى الأساس على حركات سياسية لم تحصل على شرعية فى السابق مثل الجمعية الوطنية للتغيير، وحركة كفاية، وتنظيم "الاشتراكيون الثوريون"، وغيرها من الجماعات السياسية التى لعبت دور كبيرا فى تحريك الشارع يوم 25 يناير وما تلاه.

وهناك أيضا أحزاب قديمة مثل الوفد والتجمع والناصرى، وحتى الحزب الوطنى، تمر جميعها بمخاض صعب، حيث تشهد تحركات شبابية تدعو إلى تغيير القيادة فى كل تلك الأحزاب، وفتح الباب أمام قيادات جديدة تكون قادرة على تولى زمام الأمور فى هذه المرحلة الصعبة.

وكل ما أتمناه أن تسارع القوى السياسية وغير السياسية الراغبة فى تأسيس أحزاب جديدة، وكذلك الأحزاب القديمة القائمة بالفعل إلى هيكلة نفسها، وطرح رؤاها وبرامجها على الناس، حتى يستطيع الناخبون تكوين رأى فى كل ما هو مطروح على الساحة من قوى سياسية.

وأعرف أن هناك تخوفات من ظهور مئات الأحزاب السياسية، بعضها لن يحظى بأى تمثيل برلمانى، كما أن أى انتخابات مقبلة فى ظل حالة السيولة الحالية لن تمنح أى حزب مهما كان حجمه وقوته الحصول على أغلبية برلمانية بمفرده، ما يعنى أن مصر قد تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسى لسنوات فى ظل حكومات ائتلافية، لكن حتى هذه الحكومات الائتلافية وممارساتها السياسية والبرلمانية ستؤدى فى النهاية إلى حالة فرز، ومن ثم ظهور حزبين أو ثلاثة أحزاب كبيرة على الساحة السياسية كما هو الحال فى معظم أنحاء العالم.

أحزاب مصر الجديدة عليها أن تتحرك بمنتهى السرعة الآن، وليس غداً، فحالة الفراغ السياسى تنتظر من يملأها، والأحزاب القوية الفاعلة هى أول خطوة لرسم ملامح مصر الجديدة التى نريدها وننتظرها.

mhamdy12@yahoo.com