ستة أيام

الضحايا رفعوا قضايا ضد الشركة والمحكمة طلبت التقرير

كارثة بيئية إشعاعية فى كفر الزيات

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:17 ص

هند عادل

ماجد جورج

تقرير علمى صادر عن كلية علوم طنطا يؤكد أن «المالية لإنتاج الأسمدة» مصدر للفشل الكلوى والكبدى والسرطان وتدمير الجهاز العصبى


المستوى الإشعاعى لشركة المالية والصناعية لإنتاج الأسمدة بكفر الزيات أصبح يهدد حياة الملايين من سكان محافظة الغربية عمومًا، ومركز كفر الزيات بشكل خاص، يسبب الإشعاع أمراضًا شديدة الخطورة كالأورام السرطانية، والقصور فى وظائف الأعضاء مما يعد كارثة بيئية تهدد حياة سكان المناطق المحيطة هذا ما يؤكده تقرير صادر من كلية علوم طنطا بناء على تكليف من محكمة طنطا الكلية.
التقرير اعده الدكتور طارق النمر الأستاذ بقسم الطبيعة ورئيس معمل أبحاث التحليل الإشعاعى بعلوم طنطا، ويؤكد ارتفاع المستوى الإشعاعى لشركة «المالية والصناعية بكفر الزيات للراديوم»، التقرير كشف كذلك أن نوع الإشعاعات من العينات التى جرت عليها التجارب إشعاع مؤين، ويمثل خطورة على الكائنات الحية قد تؤدى إلى الموت أو الإصابة بالأمراض الخطيرة.
التقرير الذى استمر إعداده شهرين وثلاثة أسابيع جمع عدداً من العينات البيئية من مياه ونباتات ورواسب ومصادر العوالق المختلفة من الخام للسماد بأساليب علمية دقيقة لتحديد مستوى النشاط الإشعاعى فى المنطقة المحيطة بالشركة ومصادره ومدى الخطورة الناجمة عن هذا النشاط الاشعاعى وبغض النظر عن نوع الإشعاع طالما أنه إشعاع مؤين مثل الإشعاع المنبعث من العينات ويجوز أن يصاب شخص ما بمرض خطير نتيجة التعرض لملوثات هذا المصنع بينما لا يصاب آخر وهذا يعود إلى النظام البيولوجى لكل منهما.
د.طارق النمر أكد أن معمل أبحاث التحليل الإشعاعى الذى أعد التقريرهو معمل معتمد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا، وأن مادة الفوسفات الخام التى تستخرج من السباعية وأبو طرطور تحتوى على اليورانيوم الذى يستخدم فى الوقود النووى ومن مصلحة المصريين أن يفصل اليورانيوم قبل استخدامه فى السماد كى لا يؤثر على الصحة العامة للمصريين.
النمر أضاف أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن التلوث الإشعاعى يؤثر بصورة مباشرة على الجهاز العصبى مشيرا إلى أن هناك تقريرا رسميا من المنظمة يفيد بأن 90 % من سكان مدينة كفر الزيات مصابون بالعجز الجنسى نتيجة التلوث الإشعاعى الناتج من الشركة، إلى جانب نسبة كبيرة مصابة بالفشل الكلوى والكبدى لنفس السبب.
التقرير أكد أيضًا أن الشركة تقوم بصرف مخلفاتها من مادة اليورانيوم فى النيل ونتيجة لذلك تغطى سطح المياه طبقة صفراء مثل الكعكة الصفراء التى تستخدم فى الوقود للمفاعلات النووية بإيران وتقوم الشركة باستئجار بعض المراكبية والصيادين لجمع هذه «الريمة» من على سطح المياه إلى جانب الأبخرة المتصاعدة من المداخن.
مفاجأة كبيرة فجرها د. طارق النمر بتأكيده أن كميات كبيرة من السماد المصرى ملوثة بالإشعاع، مضيفًا أن دراسات عديدة ورسائل دكتوراه وماجستير أكدت ذلك، وأوضحت الأضرار الصحية البالغة لذلك.
أسر كثيرة أقامت دعاوى قضائية ضد رئيس الشركة المالية والصناعية بعد إصابتهم بالعديد من الأمراض ووفاة أحد الأشخاص نتيجة التلوث الإشعاعى حيث قامت فاطمة عبداللطيف وعبدالقادر إبراهيم شرف الدين ومحمود عبدالقادر وأحمد عبدالقادر برفع دعوى قضائية وحصلوا على أحكام ابتدائية لصالحهم.
عبدالرؤوف خلاف ونجله محمد 9 سنوات أصيبا بالسرطان كآخرين من أهالى كفر الزيات، نتيجة للتلوث بالإشعاع ورفع الأب دعوى قضائية أمام المحاكم وحصل على أحكام نهائية ضد الشركة المالية والصناعية بعد إصابته بورم فى المستقيم أدى إلى استئصاله وحرمانه من ممارسة الحياة الطبيعية وكذلك نجله.
مخالفات الشركة لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى قيام إدارة الشركة بإنشاء مصنعين للأسمدة المحببة بدون تراخيص، وقامت إدارة البيئة بالتفتيش على الشركة 15 مرة وإحالة المسئولين فيها للنيابة فى كل مرة لمخالفاتها جميع القياسات البيئية التى تتم على الشركة، وكذلك الانبعاثات الملوثة للهواء سواء داخل أو خارج بيئة العمل بمصنع السماد المحبب بوحدتيه الإيطالى والرومانى واللذان يعملان بدون تراخيص حيث طالبت هذه الجهات بإصدار قرارات غلق واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الشركة. كما حررت إدارة الأمن الصناعى محاضر ومخالفات للشركة وطالبت باستصدار قرار إيقاف كلى لمصنع السوبر فوسفات المحبب بوحدتيه وقامت المديرية بإخطار الوحدة المحلية بكفر الزيات بكتابها رقم 3870 بتاريخ 22/5/2007.
المجالس المحلية بدورها طالبت باتخاذ التدابير الوقائية به لمنع وقوع المخالفات ومطالبة الشركة بتوفيق أوضاعها وفقًا الأحكام القانون وغلق مصنع السماد المحبب الذى يعمل بدون ترخيص منذ عام 1996 ووقف الصرف على النيل فورًا.