مقالات

أبوحامد.. ارحمنا«أبوس إيدك»

الأربعاء، 04 أبريل 2012 07:43 ص

بقلم محمد الدسوقى رشدى

المحصلة النهائية لأداء محمد أبوحامد منذ بداية الثورة حتى الآن تقول بأنه ومن هم مثله يمكنك وضعهم وأنت مرتاح الضمير على رأس قائمة الذين أضاعوا الثورة أو صنعوا خدوشا سيئة السمعة فى صورتها..

الشهور الطويلة الماضية أثبتت أن أبوحامد الذى ظهر من حيث لا يدرى أحد مجرد نسخة معدلة من مرتضى منصور، ونسخة أكثر تطوراً من توفيق عكاشة، ليس فقط لأنه يهوى الكاميرات ولا يتكلم عبر الشاشات بدون أداء تمثيلى يمنحه الشو الإعلامى الذى يبحث عنه، وليس فقط لأنه منح الناس ذكريات وانطباعات سيئة عن القوى المدنية والليبرالية فى مصر، ولكن لأنه كما توفيق عكاشة وكما حملة الأسفار الذى تعرفهم أنت جيدا يردد عددا من المصطلحات أو الحواديت ويذكر الكلم فى غير موضعه ويلجأ للصوت العالى والحديث عن الثورة المضادة والفلول كلما فشل فى الإجابة على سؤال لأحدهم حول ماضيه أو مشاريعه أو المستفاد من أدائه داخل البرلمان على الجانبين التشريعى والخدمى.

هذه كلمات كان لابد من ذكرها قبل أن أورد لكم العبارات والأوصاف التى تغزل بها السيد النائب محمد أبوحامد فى شخصية سمير جعجع قائلاً إنه: «الحكيم؛ المُلهِم الذى ألهم المصريين والعرب معنى الثورة، والصمود، والثبات على النضال والكفاح لتحرير الوطن، والمعنى الحقيقى للثورة السلمية بالفكر والكلمة، والذى لم يقبل المساومة على المبادئ والقيم الوطنية».. ولم ينس أبوحامد أن يضيف قليلاً من بهاراته حينما ختم كلامه بعبارة مصحوبة بدموع قال فيها «أشكرك سيّدَنا.. لقد ألهمتنا».

كلمات أبوحامد وتغزله فى سمير جعجع يعكس أمرين بالتأكيد لهما ثالث سنذكره لاحقاً..

الأمر الأول أن أبوحامد يعانى من جهل فاضح منعه من أنى يعرف أن سمير جعجع هو واحد من مجرمى العالم العربى لأنه أبرز من نفخ فى نار الحرب الأهلية، وهو بطل ومهندس أبشع جرائم القتل مثل «مجزرة إهدن» عام 1976 التى قتل فيها النائب طونى فرنجية، نجل الرئيس سليمان فرنجية، بالإضافة إلى قتل رئيس الوزراء اللبنانى السابق رشيد كرامى، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دانى شمعون، وحادث تفجير كنيسة «سيدة النجاة» عام 1994، هذا بخلاف أن جعجع هو ثالث القادة الميدانيين للقوات الكتائبية، التى نفذت مذبحة صبرا وشاتيلا، وأودت بحياة ثلاثة آلاف قتيل فلسطينى من ساكنى المخيمات.

الأمر الثانى أن النائب أبوحامد معجون بالموالسة والنفاق لدرجة لم تفلح فى منعه من مغازلة الرجل حينما صعد إلى المنصة ولم يجد شيئا يساعده على صناعة الشو الجماهيرى سوى تقديم وصلة نفاق بلدى لواحد من المجرمين، أو ربما يكون أبوحامد مؤمنا فعلاً بأن «جعجع» رجل محترم ومفجر ثورة، ووقتها سيصبح من الضرورى عرضه على طبيب نفسى أو الكف عن الحديث حول الحريات والمواطنة والقصاص للشهداء طالما اعتبر أن قاتلا مثل جعجع بطل.

الأمر الثالث والأقرب للصواب من وجهة نظرى أن محمد أبوحامد قال الشعر فى «سمير جعجع» معتبراً إياه نبيه وملهمه وإمام مذهبه الذى يتبعه وتظهر آثاره على النائب فى الفضائيات والبرلمان.. مذهب «الجعجعة» الذى أصبح محمد أبوحامد أهم رواده فى مصر.