التاريخ الآخر

أيقظت زوجها أنور وجدى: «قوم يا أنور صوت الأذان النهارده أحلى من الكروان.. أنا عايزه أشهر إسلامى».. ثم أطلقت الشهادتين

ليلى مراد.. الورقة التى تُلاعب بها إسرائيل مشاعر المصريين

الجمعة، 06 مارس 2009 12:08 ص

كتب سعيد الشحات

◄ذهبت إلى الأزهر مرتدية طرحة بيضاء.. وأنزل صاحب مقهى فى حارة اليهود صورتها اعتراضا على إسلامها
◄بكت خشوعا وهى تسجل أغنية «يا رايحين للنبى الغالى».. ولحظة موتها كان المصحف الشريف بجوارها
◄أثبتت بالوثائق أنها لم تتبرع لإسرائيل بخمسين ألف جنيه.. وطلب عبدالناصر من سوريا رفع المقاطعة عنها

كان الشيخ يؤذن لصلاة الفجر بخشوع، وكانت ليلى مراد تستمع إليه من مسكنها فى عمارة الإيموبيليا الشهيرة، وكأنها لم تسمعه من قبل، أيقظت زوجها الفنان أنور وجدى: «قوم اصحى المؤذن النهارده صوته أحلى من الكروان، أنا عايزه أشهر إسلامى.. رد أنور قولى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. ويبقى كده أسلمتى».

فلم تكن ليلى وحدها التى تسعى إسرائيل إلى تشويه سيرتها، وإنما فعلت ذلك مع فنانين آخرين، أبرزهم الفنان العظيم محمود المليجى الذى أشاعت عنه قبل عشر سنوات أنه كان يتجسس لصالحها وقت ذروة العداء معها فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.
وانتفض الفنانون المصريون وقتها ضد ذلك، لكن إسرائيل لا تمل من الدفع بأكاذيبها.

ماتت ليلى مراد عام 1995، وقالت الصحف وقتها إن المصحف الشريف كان بجوارها، وإذا كان ذلك تأكيدا آخر على أنها ماتت على دين الإسلام، إلا أنها عاشت مصرية الانتماء لا لبس فى ذلك، ويبقى السؤال: ماذا عن قصة هذه الفنانة العظيمة فى يهوديتها وإسلامها، ماذا عن شخصيتها التى تكونت فى مناخ من التسامح لم يكن الدين فيه هو معيار التقييم والانتماء؟

فى قصتها ثراء وفقر، حب وهجر، أحزان وأفراح، قرب وبعد من الملك فاروق، غضب من سوريا وتدخل من جمال عبدالناصر، واعتزال فى قمة المجد، ووحدة فى نهاية العمر بلغت حد أن المطرب الراحل الكبير محمد رشدى حرضنى فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى على الكتابة عن ضرورة تكريمها، ومطالبة نقابة الفنانين بتحديد معاش لها.. عاشت ليلى مراد تتقاذفها الأمواج، وفى تقليب سيرتها تكتشف أنك أمام سيرة وطن، لعب فيه الكثيرون أدوارهم، لكن الفنان أنور وجدى كان حجر الزاوية.. فكيف حدث ذلك؟

كانت قصة ليلى مراد مع الفنان أنور وجدى فارقة فى حياتها الشخصية والفنية، قصة تداخلت فيها الغيرة والنميمة والمكيدة، شهدت أحزانا وأفراحا، دموعا وضحكات، طفولة فى الحب، ونضوجا فى العقل، ومزيدا من الأحزان التى لفت حياتها منذ أن كانت طفلة صغيرة، وتركت فى عينيها مسحة حزينة رغم عشرات الأغانى التى شدت بها ورقصنا معها فرحا.

اقتحم أنور وجدى قلب ليلى مراد دون استئذان، كان ذلك أثناء تصوير فيلمهما الأول معا «ليلى بنت الفقراء»، عاشت ليلى طوال عمرها رومانتيكية الحس، وعاش أنور وجدى عمره القصير شغيلا، لا يصرفه عن عمله شىء آخر، وبين «الشغيل» والرومانتيكية، وقعت الشرارة التى لم تعمل ليلى لها أى حساب، فهى وكما ذكر الكاتب صالح مرسى فى كتابه عنها، وهو جانب من سيرتها الذاتية التى روتها بنفسها له، كانت مرت بتجربة حب عنيفة لكن الحبيب الذى ألهبها بكلمات الغزل لمدة ثلاث سنوات اشترط عليها أن تعتزل الفن حسب رغبة أسرته، لكنها رفضت وافترقا، ليكون هذا الفراق عنوانا جديدا فى قصتها مع الألم.

جاءها أنور وجدى، بعد فراق الحبيب الأول، لكنها كانت قد كتبت قصتها مع الصعود الفنى والشخصى، فمع الملك فاروق توطدت علاقتها، وأصبحت واحدة من المفضلين فى شلته، لكنها لم تقع فى حبه، بدأت علاقتها به حين فوجئت وهى فى الإسكندرية باستدعائها فى سراى رأس التين للغناء، وفى القصر ومع الحاشية غنت الكثير، وشدت بأغنيتها المفضلة عند الملك: «ياريتنى أنسى الحب ياريت»، انتهت الليلة لكنها لم تنته مع فاروق صاحب الأطوار الغريبة، عادت إلى الفندق، تسترجع فى الشرفة والظلام معتم مع صديقتها نوال ماحدث مع الملك، وإذا بها تفاجأ به يشعل الأضواء، فانتفضت: مين ؟ فرد فاروق: «أنا يالايلى»، هكذا كان يناديها فاروق، دعاها من جديد لتلحق به حتى تواصل الغناء، فعلت ذلك فى كل ليالى الإسكندرية حتى توطدت العلاقة بينهما، كما توطدت مع أحمد حسنين رئيس الديوان الملكى.

على هذا الحال كانت ليلى مراد حين أطل فى حياتها أنور وجدى، شابا فتيا مناورا تاجرا، وبعد يوم عمل فى فيلم «ليلى بنت الفقراء» الذى شاركته بطولته، قال لها مباشرة وأثناء توصيله لها: «يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك وعشت معاكى على طول»، قالها دون غزل مسبق، ومن لحظتها بدأت قصة حب توجت بالزواج بعد انتهاء الفيلم، لكنها فتحت باب الريح على ليلى مراد.

عبرت الغيرة من الباب إلى حياة ليلى وأنور، كان أنور القلق دائما هو من يؤججها، وتجلت حين وافقت على بطولة فيلم «الماضى المجهول» الذى عرضه عليها أحمد سالم بعد خروجه من السجن فى فضيحة رشوة اشتهرت وقتها باسم «الخوذات المزيفة»، ويحكى صالح مرسى عما حدث: بعد أن ذهب سالم إلى شقة ليلى وأنور للتفاوض على الفيلم، حاول أنور إفساد المفاوضات، لكن ليلى اتفقت وتقاضت ستة آلاف جنيه عربونا، وحين أمسكت بالقلم للتوقيع، هاج أنور وطارت المائدة الصغيرة فى الهواء لترتطم بالحائط، وتطايرت قطع الأثاث، وضع أحمد سالم العقد فى جيبه بهدوء وغادر البيت، ودخلت ليلى إلى غرفتها وأغلقتها على نفسها، وعندما فتحته لم تجد الاثنين، أحمد سالم، وأنور وجدى الذى عاد بعد تدخل الأصدقاء، ولم يستطع أمام عنادها وتصميمها أن ينفذ تهديده لها بالطلاق.

عادت ليلى وبدأ الشرخ، ومعه تواصلت ثورات أنور وجدى، كان يغضب لأى سبب، يصيح فى وجهها: «البيت مافيهوش كمون يا هانم»، فترد: «وماله نشترى كمون»، كان الطريق مفروشا بالنهايات، لكن النهاية المؤلمة كانت فى اكتشاف مذهل زلزل كيانها، بدأ مع إصابة أنور بالمرض فى الكلى، وسافر إلى فرنسا للعلاج، وبينما كان يلهبها بخطابات الغرام من باريس، عاد بعشيقة فرنسية عاشت معه فى شقة استأجرها لهما بالزمالك، تأكدت من الأمر بنفسها بضبطهما معا بعد أن ظلت تنتظرهما فى سيارته الواقفة تحت عمارة الزمالك، فوجئ أنور بها، ولما عادا إلى مسكنهما بـ«الإيموبيليا»، حزمت حقيبتها للخروج قائلة له:
«على فكرة أنا مش زعلانة منك، بالعكس.. أنا فرحانة جدا»
رد أنور: «عاوزه تقولى إيه.. فيه واحدة تفرح لما تضبط جوزها مع واحدة تانية!».
ردت ليلى: «أصل الناس كانوا دايما يقولوا لى إنى اتجوزت واحد مالوش قلب، مايعرفشى يحب غير الفلوس، لكن انا كنت باقول إن لك قلب وطلعت أنا صح»
رد أنور: «انت فاكره نفسك مين؟ شكسبير؟».
«ولا شكسبير ولاحاجة، أنا باقولك اللى أنا حاسه بيه..أشوف وشك بخير».

ذهب الاثنان كل فى طريق، اشتد المرض على أنور وجدى، وتتسلل السأم إلى ليلى، حتى جاءت العاصفة من الناحية التى لم تتوقعها أبدا، جاءت من إسرائيل، فكيف حدث ذلك؟
لنمسك الخيط من بدايته، وبدايته تقول إن ليلى هى ابنة فنان يهودى هو زكى مراد، كان رجلا وسيما تعشقه النساء، عاش الحياة بطولها وعرضها، ثريا كان، وفقيرا أصبح، بدأ حياته تاجرا فى محل أقمشة بمدينة الإسكندرية، قبل احتراف الغناء انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد «أهل الموسيقى»، ثم أثبت جدارته لرخامة صوته، مما جعل فنان الشعب سيد درويش يسند إليه بطولة أوبريت «العشرة الطيبة»، وسجل بعض الأسطوانات بصوته منها قصيدة «أراك عصى الدمع» للشاعر أبى فراس الحمدانى والتى غنتها أم كلثوم فيما بعد من ألحان رياض السنباطى.

ولدت ليلى فى السابع عشر من فبراير عام 1918، وكانت أقرب بناته إلى قلبه، كان يسمح لها بحضور جلسات الغناء التى يعقدها فى منزله، ومن ضمن حضورها الموسيقار اليهودى أيضا داود حسنى الذى أولاها رعاية خاصة أيضا، وفى عام 1932 كان موعدها مع الجمهور لأول مرة، وهى بعد لا تزال فى الرابعة عشرة من عمرها، كان الحفل على مسرح رمسيس «الريحانى حاليا»، وأقامه جدها لوالدتها إبراهيم روشو، وأسهم فيه أمير الشعراء أحمد شوقى، وحضر الحفل بمصاحبة صديقه الفنان محمد عبدالوهاب، اكتظت قاعة المسرح بالجمهور، فخافت ليلى من مواجهته، وبعد أن فتحت الستارة لعدة دقائق ارتعشت، مما اضطر الأديب والسياسى فكرى أباظة صديق والدها إلى دفعها بيديه، حتى وجدت نفسها فجأة أمام الجمهور الذى استقبلها استقبالا حارا فاكتسبت الثقة فى نفسها، لم تغن ليلى فى الميكروفون، فلم يكن أحد من المطربين يفعل ذلك، يعنى أن الصوت الناجح هو الذى يغنى بلا ميكروفون.

لم يكن الفنان وقتئذ يتم تقييمه على أساس ديانته، وإنما بوصفه فنانا حقيقيا، وبالعودة إلى قائمة الأسماء السابقة التى أسهمت فى مسيرة ليلى، سنجد منها ما يدل على ذلك، فوالد ها يهودى، وداود حسنى يهودى، وأحمد شوقى الذى أسهم فى أول حفل لها مسلم، وكذلك محمد عبد الوهاب، وفكرى أباظة، والجمهور الذى صفق لها كانوا مسلمين ومسيحيين ويهود، والأهم أنهم مصريون، هذا المناخ جاء فيه أيضا من الفنانين اليهود كاميليا، وراقية ابراهيم، وتوجو مزراحى المخرج، ونجوى سالم، ونجمة ابراهيم، ومنير مراد شقيق ليلى، وفيما بعد عمر الشريف الذى اكتشفه يوسف شاهين، وقدمه فى أول أفلامه «صراع فى الوادى» ولم يشهر إسلامه إلا للزواج من الفنانة فاتن حمامة، لم يكن الأمر فيه شىء ينغص عليهم .

كانوا جميعا يعيشون فى مصر كمصريين، ومما يروى فى ذلك ما جاءت به مجلة المصور عن قصة طرفها يعقوب صنوع (1839-1912)رائد المسرح الحديث، قالت المجلة، إن ليلى صنوع التى أقامت فى باريس رفضت أن تبيع أوراق والدها لإدارة المحفوظات الإسرائيلية، وقالت للمصور: «أبى لم يكن يهوديا، كان مصريا، إن تراثه لملك مصر». وبالعودة إلى ليلى مراد، نقول هى استمرت على ديانتها مع شهرتها الكبيرة، وبقيت كذلك حتى زواجها من أنور وجدى.

فى عام 1947 وكما روت الصحف وقتها: «أيقظت ليلى زوجها أنور وجدى وهى تردد: أنور قوم اصحى صوت المؤذن النهارده جميل، صوته فى أذنى أحلى من أى يوم، أحلى من صوت الكروان، أنا عايزه أشهر إسلامى، فرد أنور: قولى أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله، ويبقى كده أسلمتى، نامى يا ليلى أنا طول النهار تعبان والليل تعبان باصور فى الاستديو.

ظلت ليلى مستيقظة حتى التاسعة صباحا، وارتدت ملابسها المحتشمة وعلى رأسها طرحة، وإلى مشيخة الأزهر ذهبت لتشهر إسلامها، فى الأزهر استقبلها الشيخ محمود بكرى، وعلى يديه أشهرت إسلامها، وعادت لتنحر الذبائح ووزعتها على الفقراء والباعة الجائلين، لم تكتف ليلى مراد بذلك، فوقت تصويرها فيلم «ليلى بنت الأكابر» بطولة وإنتاج أنور وجدى، جاء موسم الحج فطلبت تأدية الفريضة، لكن إدارة استديو مصر طلبت ضرورة الانتهاء من تصوير الفيلم خلال أسبوعين، فاضطرت إلى البقاء متنازلة عن أمنية غالية، لكنها طلبت من المؤلف أبو السعود الإبيارى أن يكتب لها أغنية فى وداع المسافرين إلى الحج، وطلبت من العملاق رياض السنباطى تلحينها، فكانت تحفتها: «يارايحين للنبى الغالى.. هنيالكم وعقبالى»، بكت ليلى وهى تسجل الأغنية، ونزلت بردا وسلاما على الجمهور حين عرض الفيلم عام 1953، ومازلنا نحن نرددها شوقا إلى زيارة الحبيب النبى.

لم يكن فى إسلام ليلى مراد أى انتهازية سياسية، فالعام الذى أسلمت فيه كان قبل عام 1948، عام النكبة التى هزمت فيه إسرائيل الجيوش العربية، وتأسست دولة إسرائيل، تأصلت بعد ذلك كراهية المصريين والعرب تجاه إسرائيل، ومن سار على دربها من اليهود المصريين الذين هاجر بعضهم إليها، قبل ذلك كان اليهود يعيشون حياتهم الطبيعية، وبالتالى يقفز السؤال: ماذا كان تأثير إسلام ليلى مراد عليهم؟

الإجابة تأتى من كتاب الدكتور محمد أبوالغار «يهود مصر»، ويحكى فيه أن اليهودى المصرى موريس شماس الذى هاجر إلى إسرائيل، قال: فى مقهى لانسيانو الذى كان يقع فى حارة اليهود، اجتمع عدد من يهود الحارة ليناقشوا مشكلة كبيرة تخص مطربتهم المحبوبة ليلى مراد، فهم علموا أنها تحولت من اليهودية إلى الإسلام بعد زواجها من الفنان أنور وجدى.

كان صاحب المقهى، وهو يهودى مصرى من أصل إيطالى يدعى لانسيانو أكثر الغاضبين، وأعلن أنه سيغلق راديو المقهى أثناء إذاعته أغنيات ليلى مراد، وأنزل صورتها المعلقة على الحائط، إلا أن «سعدية» اليهودية الفقيرة، ثارت على هذا التصرف، وصاحت: لماذا هذا الغضب؟ هل هى قريبتكم؟ هل هى أختكم؟ ما علاقتكم بها؟ وأضافت سعدية: الأمر بسيط لقد أحبت وأرادت الزواج مثل أى امرأة.

لم يسفر النقاش عن شىء، واستمر الغضب حتى تبدل الحال فى اليوم التالى بعد أن انتشر خبر فى حارة اليهود، بأن ليلى زارت سرا معبد ابن ميمون اليهودى فى الحارة وذلك فى منتصف الليل تماما، وطلبت من القائمين على المعبد عزف الموسيقى على روح أبيها الفنان زكى مراد، ثم غادرت فى هدوء، انتشر الخبر فى الحارة فعم الارتياح، وأعاد صاحب المقهى تعليق صورة ليلى على الحائط، وفتح الراديو للاستماع لأغانيها.

هكذا هدأ اليهود، لكن باب الجحيم انفتح عليها فيما بعد، ويراه البعض سببا رئيسيا فى اعتزالها الفن، وهى فى أوج مجدها الفنى، ففى سبتمبر عام 1952 وبعد نحو شهرين من ثورة يوليو، انتشرت شائعة تتهمها بزيارة إسرائيل والتبرع لها بمبلغ خمسين ألف جنيه، كانت الشائعة بمثابة الفاجعة لليلى مراد، خاصة بعد أن تناولتها الصحف المصرية، فجاء تعليقها الأول: «أنا مسلمة مصرية»، وطارت إلى فرنسا لإحضار شهادة من البنك الذى قيل إنها قامت بتحويل التبرع من خلاله إلى إسرائيل، وأعطاها البنك بالفعل شهادة موثقة بأنها ليس لها حساب به، كما استخرجت من البنوك المصرية ما يفيد بأن كل أرصدتها فى البنوك المصرية منذ عامين لا تكمل الخمسين ألف جنيه، وساعدها فى ذلك وجيه أباظة عضو تنظيم الضباط الأحرار الذى قاد ثورة يوليو، وكان يشغل وقتها مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وصار زوجها لفترة فيما بعد.

طال الاتهام وقتئذ أنور وجدى بأنه السبب فى تسريب هذه الشائعة نتيجة الخلافات التى نشبت بينهما وانتهت بالطلاق، لكن أنور دفع إلى الصحف بخطاب يؤكد فيه أن ليلى مراد: «مسلمة عربية صميمة يحبها كل العرب وتبادلهم هى بدورها هذا الحب»، وقال أنور وجدى إن الاختلافات الدينية أو السياسية لم تلعب أى دور فى طلاقهما، انتهت القضية فى مصر وتأكد زيفها، لكن الحكومة السورية أصرت على فرض حظر شامل على أغانيها وأفلامها، وظل هذا الموقف السورى قائما حتى تدخل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر شخصيا لإزالته أثناء مفاوضته معها للاتفاق على الوحدة المصرية السورية عام 1958، واستجاب السوريون لمطلب عبد الناصر بإلغاء تلك المقاطعة، جاء القرار بعد اعتزالها بسنوات،وعادت للظهور مرة واحدة عام 1981 لكن الزمن كان يزحف عليها فلم تكررها مرة ثانية.

لمعلوماتك...
مسلمون ويهود ومسيحيون لعبوا أدوارا رئيسية فى تكوينها الفنى دون حساسية أختلاف الأديان
الشاعر أحمد شوقى ساهم فى تكاليف الحفل الأول الذى ظهرت فيه على مسرح رمسيس
وجيه أباظة أحد ضباط ثورة يوليو 1952 تزوجها بعد أن ساعدها فى محنتها باتهامها بمساعدة إسرائيل
1935ظهرت ليلى مراد فى فيلم الضحايا بصوتها فقط
1938اختارها محمد عبدالوهاب لبطولة فيلم «يحيا الحب» وتردد المخرج محمد كريم فى قبولها
1945تزوجت من المخرج فطين عبدالوهاب
1946زواجها من أنور وجدى، وكان أول تعارف بينهما قبل ذلك بنحو خمس سنوات
1949شاركت نجيب الريحانى فيلم «غزل البنات» الذى بكى فيه الريحانى مع أغنية «عاشق الروح» لعبد الوهاب
1952تم الطلاق الثالث بينها وبين أنور وجدى ليفترقا إلى الأبد
1953شاركت مع عشرات الفنانين فى قطار الرحمة المتجه إلى صعيد مصر لأغراض خيرية، ونظمته ثورة يوليو
1955قدمت أغنيتها الوطنية الوحيدة «على الإله القوى الاعتماد»، وكان آخر ظهور لها فى فيلم «الحبيب المجهول»
1977ظهرت بعد اختفاء 22 عاما لاستلام شهادة تقدير من جمعية نقاد وكتاب السينما
1981رحل شقيقها الفنان منير مراد فى يوم 17 أكتوبر، ولم يتم العثور عنده على أى إثبات شخصية مصرية
1984أقنعتها شركة إنتاج تليفزيونية بالظهور مقابل خمسة آلاف جنيه، وكان ظهورها صدمة لكبر سنها
1995رحلت ليلى مراد يوم 21 نوفمبر وكان المصحف الشريف بجوارها