صحة وطب

دكتور أحمد السواح يكتب: ما هى مضاعفات الجلطات القلبية

الجمعة، 16 نوفمبر 2012 03:19 م

دكتور أحمد السواح

تعتبر الجلطات من أكثر الأمراض شيوعا، وقد تؤدى فى كثير من الحالات إلى مضاعفات خطيرة، بما فيها الوفاة، وتتكون الجلطة من كرة من الدم المتخثر والنسيج الجسدى والكولسترول، تنتقل مع الدم حتى تصل إلى أحد الشرايين الضيقة فتغلقه، وبالتالى يحدث انقطاع للدم عن الجزء الذى يتغذى بهذا الشريان.فتتكون الجلطة، فى الغالب، لأسباب وراثية، أو لأسباب مكتسبة، وتزيد خطورة ونسبة التعرض بعد: إجراء عملية جراحية تحت التخدير العام، السمنة، السرطان وبعض أمراض الدم وأمراض الأوعية الدموية والأمراض الالتهابية، الجلوس لفترات طويلة من دون تحريك الأرجل، وكذلك قلة الحركة، الحمل، زيادة الوزن، الجراحات، الارتعاش القلبى ومن ذلك يتضح أن الجلطات تتكون إما فى الأوردة أو فى الشرايين، ثم تنتقل إلى مكان آخر ضيق، مسببة الانغلاق، وبالتالى تحدث الأعراض والمضاعفات حسب موقع وحجم الانغلاق مثل العمى، الشلل (سواء الجزئى أو الكلي)، أو النوبات القلبية التى تنتهى باحتشاء عضلة القلب وقد ينتهى الأمر بالوفاة، لا سمح الله.

وهناك علاقة مؤكدة بين الوفاة وحالات الجلطات الوريدية.. ففى أوروبا هناك أكثر من نصف مليون حالة وفاة بسبب الجلطات الوريدية العميقة، وهذا العدد يمثل ضعف عدد المتوفين بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، يضاف إليه المتوفون بسرطان الثدى وسرطان البروستاتا وحوادث السيارات.

ولكن الأهم ما هى الأدوية المستخدمة فى علاج أو تجنب مثل هذه العواقب وأرى أن نبدأ بدور الأسبرين وهنا أؤكد على أهمية وفعالية الدواء السحرى «الأسبرين» فى الوقاية من الجلطات من خلال أكثر من 400 تجربة دراسية عن دواء الأسبرين تبين أنه دواء آمن وفعال وقليل التكلفة، يعالج حالات الجلطات القلبية الحادة ويمنع حدوث المرض لدى المصابين به سابقا إن إعطاء الأسبرين مضافا إليه الهيبارين يعتبر العلاج الأول الناجح لتقليل حدوث الذبحة الصدرية لمن لديهم انغلاق جزئى أو كلى للشريان التاجى ولقد عُرف الأسبرين بأنه من الأدوية الفعالة ضد تجلط الدم وأنه يعطَى للوقاية من النوبة أو الذبحة القلبية؛ حيث يساعد فى منع انغلاق الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب ويجب ألا يتناوله المصابون باضطرابات الجهاز الهضمى أو من يعانى قرحة فى المعدة أو الإثنى عشر ولا يعطى لمن سوف تجرى له عملية جراحية أو للمصابين بنزيف كما لا يعطى للحامل والمرضعة لما له من مضاعفات عليهم ويتم إعطاء بدائل فى هذه الحالة لتجنب الحساسية من الأسبرين أو إعطاء أنواع مغلفة تحمى المعدة إلى حد ما من الآثار الجانبية للأسبرين وهناك الكثير من العلاجات الجديدة ألقى عليها الضوء فى عجالة وبصورة مبسطة أولها دواء جديد وواعد اسمه ريفاروكسابان Rivaroxaban، دواء فموى مانع للتخثر الدموى سريع المفعول بالتركيز الموحد وبجرعة واحدة يوميا ولا يحتاج إلى التحكم أو لقياس سيولة الدم، كما أنه لا يُحدث تفاعلا مع الطعام أو الأدوية الأخرى، يسوق باسم تجارى هو زارلتو Xarelto لمنع التجلطات، خاصة الناتجة عن جراحة الركبة والحوض لدى الشباب وقد أثبت الدواء فعاليته فى أكثر من 100 دولة حول العالم وقد تمت تجربته على 65 ألف مريض فى منع حوادث التجلطات الحادة والمزمنة. ومن أهم هذه التجلطات التى تحدث فى الأوعية الدموية العميقة التى تعرف بـDVT Deep Vein Thrombosis.

ويضاف إليه دواء جديد يسمى دابيجاتران واسمه التجارى pradaxa وهو مضاد أيضا لتخثر الدم وفعال لمرضى الارتجاف الأذينى ولكن يحظر استعماله فى حالات تغير الصمامات وقد تم عمل بحث ظهرت نتائجه قريبا وقد تم إجراؤه بصورة غير رسمية واستخدم الدواء للمرضى الذين قاموا بتركيب الصمامات الصناعية كبديل للماريفان وتسبب ذلك فى ارتفاع عدد الحالات المصابة بخلل فى الصمام الصناعى ولذلك كما أنصح عادة بعدم استخدام الدواء دون الرجوع لطبيب القلب المختص وذلك تجنبا لأى أعراض جانبية غير محسوبة.