مقالات

جبهة «الضمير»

الإثنين، 11 فبراير 2013 10:18 ص

بقلم سعيد الشحات

حكمت جبهة «الضمير الوطنى» على نفسها بالفناء فى نفس اللحظة التى أعلنت فيها عن نفسها.

انظر إلى أعضاء اللجنة، من الدكتور جمال جبريل إلى الدكتور رمضان بطيخ، إلى الدكتور محمد البلتاجى، والدكتور حلمى الجزار، وعصام سلطان، والدكتور محمد محسوب، وحاتم عزام، ود. عبد الله الأشعل، وغيرهم، حتى تعرف أننا أمام شخصيات، كانت سببا رئيسيا فى تأجيج الأوضاع الحالية، وكانت لهم أعظم المساهمات فى تعميق حالة الاستقطاب السياسى الحادة التى نعيشها منذ الإعلان الدستورى الاستبدادى للرئيس مرسى.

دعك من حكاية «الضمير» الذى أطلقه مؤسسو الجبهة على جبهتهم، وتذكر أنك أمام أطراف أغلقت أذنها أمام تحذيرات الآخرين مما احتواه الدستور الذى أعدوه، وتزاحموا أمام الفضائيات، ليقولوا أنهم أعدوا أعظم دستور فى تاريخ مصر، ليس هذا فحسب، بل زادوا فى القول أن الدستور هو الأعظم بين دساتير دول العالم، وفيما بعد كانت المفاجأة فى اقتراح الرئاسة بأن يتم الاتفاق على نصوص الدستور محل الاختلاف لعرضها على مجلس النواب القادم لتعديلها، مما أثبت أننا كنا أمام دستور يشمل عوارات، فلماذا تم طرحه للاستفتاء ليشق صف المصريين، وتسيل دماء بسبب من صمموا على صناعته، ومن سار على دربهم.

كيف سيثق الآخرون فى جبهة، حتى لو حملت اسم «الضمير»، وكل أطرافها قضيتهم
الرئيسية هى الهجوم الكاسح ضد جبهة «الإنقاذ»، وكل الذين يعارضون حكم الرئيس مرسى؟، كيف سيثق فيهم آخرون وهم يصدرون خطابا مسبقا بأنهم حراس الثورة، والمعنيون بالدفاع عنها، أما غيرهم فهم فلول، ومخربون وبلطجية ومشاغبون، وغيرها من التوصيفات السياسية غير الأخلاقية، والتى تنم عن إفلاس عميق، لأنها تذكرك بالضبط بنفس قاموس النظام السابق فى مواجهة معارضيه، وتذكروا فى ذلك آراء شخصيات فى الجبهة مثل الدكتور محمد البلتاجى، الذى لم يجد فى جعبته سبيلا لمواجهة المظاهرات ضد الإعلان الدستورى، فقال إن أغلبيتهم من الأقباط.

نحن الآن أمام إعادة إنتاج لوجوه، لم تكن يوما على الطرف الذى يبحث عن نقاط يلتف حولها آخرون، وإذا كانت هذه الوجوه ترمى جبهة الإنقاذ بصفة «الخراب»، لأنها تعارض حكم مرسى، فيما يعنى تحديد هدف جبهتها مسبقا، فلا تتوقعوا من هذه الجبهة عمار مصر، طالما أعطت لنفسها مهمة «حراسة الثورة»، وأخرجت الباقى من صف هذه الثورة.