السكران: الحقبة المسيحية قبل دخول الإسلام لمصر "تغتصب" تربويًا

الأحد، 17 يوليو 2011 05:29 م
السكران: الحقبة المسيحية قبل دخول الإسلام لمصر "تغتصب" تربويًا جانب من فعاليات المؤتمر السنوى للاتحاد تحت عنوان "الثقافة المصرية.. وتحديات التغيير"
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد السكران، أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة الفيوم، إن بعض الفترات التاريخية الناضجة فى حياة الأمة يتم اغتصابها تربويًا، ودليلنا فى ذلك فترة الحقبة المسيحية قبل دخول الإسلام إلى مصر.

وأوضح محمد السكران، خلال مشاركته فى الندوة الثانية التى عقدت فى الواحدة بعد ظهر اليوم، الأحد، بمقر الاتحاد بالقلعة، ضمن فعاليات المؤتمر السنوى للاتحاد تحت عنوان "الثقافة المصرية.. وتحديات التغيير" أنه فى الكتب الدينية على وجه الخصوص، أو تلك الكتب العامة التى تحمل نصوصاً أو شخصيات دينية، يتم التناول المقتضب لحقوق الإنسان، بل وما يتم طرحه منها إنما يخضع لاختيارات المؤلف، دون ربطها بالنصوص الدينية، غير أن الأخطر من هذا وذاك هو أن التناول يقوم على تأكيد تميز هذا الدين على غيره، لا وفقاً للنصوص الدينية وإنما وفقاً لهوى وتفسير القائم بتأليف هذه الكتب أو بتدريسها، مسلماً كان أم مسيحياً، وليس بخاف خطورة مثل هذا التوجه التمييزى فى تكريس ثقافة التطرف والنظرة الدونية الاستعلائية.

وقال السكران إن شيوع ظاهرة "المدارس الدينية" التى تكرس ثقافة الفتنة الطائفية، وتزايد المدارس الأجنبية التى تعد اختراقاً ثقافياً لمقومات الهوية القومية وتشكل تهديداً خطيراً للمواطنة، مؤكدًا على أنه لا خلاص من هذا الواقع المأزوم إلا بالمراجعة النقدية للمناهج الدراسية، وغرس ثقافة المواطنة داخل هذه المؤسسات.

وأكد السكران على أن الدين، فى كثير من الأحيان، تحول إلى خادم للسياسة يعمل كما تريد الأحزاب لا كما يريد الدين، وتحول على يد البعض إلى وسيلة للكسب المادى والمتاجرة باسمه وإلى أداة للقهر والإرهاب، موضحًا أن الدين بعامة والإسلام بخاصة، وما يتصل بها من تدين وتسامح دينى، انحرف بقيمه الدينية، وبإسلامه، وبدت على السطح مظاهر التعصب، وبدلاً من أن تسود قيم الصوفية فى العمل سادت قيم "الكلفتة والفهلوة" والحصول على أكبر عائد بأقل جهد ممكن، وبدلاً مما يدعو إليه الدين من المساواة فى الحقوق والواجبات حدثت المساواة بين الجيد والرديء الصالح والطالح وطغى الفساد والإفساد، وبدلاً من أن يتحول الدين إلى طاقة دافعة للعمل وبذل الجهد تحول على يد البعض إلى أداة للتخويف والإرهاب، والتواكل والكسل والهروب من الواقع ومن مواجهة التحديات والضغوط، وبدلاً من أن يكون الدين علماً وعقلاً تحول على يد البعض إلى تهويمات وتخريفات وأشباح تظهر وتختفي، وتحول إلى تفسيرات معقدة بعيدة عن الواقع، وروح العصر.

وانتقد السكران الغياب الواضح "لثقافة المواطنة" فى مناهج التعليم، بكافة مراحله ومستوياته، حيث تعانى هذه المناهج من غياب التناول الموضوعى للمبادئ والقيم والأخلاقيات، الحقوق والواجبات التى تشكل ثوابت المواطنة، واهتمامها بالأمور الدعائية، دون الاهتمام بالأبعاد السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية التى تعمق ثقافة المواطنة.

كما انتقد الغياب الواضح لمفاهيم ومبادئ "حقوق الإنسان" فى مجمل الحياة المصرية وفى مناهج التعليم المصرى بصفة خاصة، فما تتضمنه المقررات الدراسية وما يتم طرحه من هذه الحقوق لا يتناسب وما ينبغى أن تكون عليه فى مختلف المجالات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، ويأتى تناول هذه الحقوق ومعالجتها بطريقة شكلية وبأسلوب خطابى تلقينى، بل تحمل بعض المعالجات نوعاً من المراوغة وعدم الوضوح، والهروب من الإجابة عن الأسئلة التى تطرحها بعض القضايا الشائكة.

وانتقد السكران الطابع الذكورى الذى يغلب على المقررات الدراسية، ونادراً ما تشارك المرأة فى التأليف، أو فى نوعية الحقوق، حيث يتم تأكيد حقوق الرجل، وإهمال حقوق المرأة حتى فى لغة المخاطبين، ومن يوجه إليهم الخطاب، فدائماً ما يكون هذا الخطاب بلغة المذكر، بل وعند عرض بعض الشخصيات التاريخية فالغلبة فيها للشخصيات الذكورية.

وشدد السكران على أنه لا بد من وجود تربية تنشد غايات وأهداف تربوية تسعى إلى الارتقاء بالواقع الاجتماعي، وغايات وأهداف تربوية ليست ثابتة جامدة، وإنما متغيرة وفقاً لما تمليه الحاجة، وتنطلق من فلسفة اجتماعية واضحة تتصف بالتكامل والشمول.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

قارئ

وزير؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة