أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد شعيب

محمد سيد ياسين

الجمعة، 28 مايو 2010 02:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن كثيرين يعرفونه، رغم أن مصانعه كانت الأشهر فى مصر قبل 1952، ربما لذلك قد يكون من المفيد استعادة حكايته، ففيها الكثير من الدروس.
كان والده سيد بك ياسين من كبار مقاولى مصر، وعندما مات ترك له دين قدره 30 ألف جنيه ضخم بأرقام بدايات عام 1900، واستطاع السداد، رغم أن كل هذه الديون كانت "دين شرف" أى ضمانات لأصدقاء صهينوا عن الدفع".
وفى فبراير عام 1921 خرج من محطة قطار القاهرة قادما إلى الإسكندرية، يحمل حقيبة ثقيلة والمطر لا يتوقف، والطين يملأ الشوارع، وعربات الترام متوقفة بسبب إضراب العمال. ولم يكن أمامه سوى الإشارة إلى عربة حنطور، لكن صاحبها طلب منه 7 أضعاف الأجر المعتاد.. وسأل نفسه ماذا يفعل الفقراء الذين لا يملكون المال؟
فى هذه اللحظة قرر ياسين أن تكون هناك لأول مرة أتوبيسات رخيصة لنقل الركاب. وحول عددا من سيارات النقل إلى أتوبيسات. فى البداية كانت الناس خائفة، وظل شهورا يتحمل الخسارة حتى وثق فيها الركاب ونجحت الفكرة. لكن احتكار الأجانب ملكية وسائل النقل، وتضامن الإنجليز معهم، جعل الحكومة وقتها تسحب الترخيص وتعطيه لشركة إنجليزية، ودفعت تعويضا للرجل.
لم ييأس ياسين، وكما جاء فى كتاب "عاشق الزجاج" للصديق مصطفى بيومى، والصادر عن وزارة الاستثمار، قرر تأسيس صناعة الزجاج، فى أوائل الثلاثينيات، حيث كان يتم الاكتفاء بالاستيراد. سافر إلى أشهر مراكز صناعة الزجاج فى أوروبا، واستعان بخبراء لتعليم المصريين الذين كانوا هم الأشهر فى هذه الصناعة منذ الفراعنة. وظل الرجل المغامر يخسر لسنوات، حتى خرج أول منتج وهو "اللمبة الجاز" وكانت وسيلة الإنارة الوحيدة وقتها. وتبعتها الأكواب والأدوات المنزلية، وأصبح اسم زجاج ياسين أو مصانع ياسين هى الأشهر فى مصر.
فى أوائل الستينيات تم تأميم مصانع ياسين للزجاج، وهو الرجل الذى وصفه الصحفى الكبير الراحل أحمد بهاء الدين بأنه "أحد زعماء الوطنية الاقتصادية فى مصر"، وكانوا يصرفون له راتبا شهريا لا يكفى ثمن علاجه.
الآن وبعد مرور حوالى خمسين عاما على التأميم، فشلت المصانع، وتسعى الحكومة للتخلص منها بالبيع، وسيتم كالمعتاد التسريح الإجبارى للعمال.
انتهت الحكاية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة