أكرم القصاص - علا الشافعي

مقابر المماليك بقايتباى.. محراب شلبى وكلمة السر فى عالمه الخاص

الأحد، 09 سبتمبر 2012 04:10 ص
مقابر المماليك بقايتباى.. محراب شلبى وكلمة السر فى عالمه الخاص خيرى شلبى
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن تتخيل وأنت تنظر إلى مقابر المماليك الكائنة بمنطقة قايتباى بالقاهرة القديمة، أن هذه المنطقة بها حياة، وبشر يعيشون فيها، وحتى لو تخيلت ذلك، فسيكون بعيدا عن ذهنك تماما، أن تجد شخص بقيمة وقامة الكاتب الراحل خيرى شلبى هناك، ولن تتصور أنه دائم الإقامة على قهوة "الجنيه"، التى سميت بهذا الاسم نسبة إلى مسجد قايتباى الكائن هناك، والمرسوم على العملة الرسمية للبلاد، "الجنيه"، فكلما اختفى شلبى عن أماكنه التى تعود الجلوس فيها مثل مقهى ريش أو غيره من مقاهى وسط البلد، يعرف المقربون منه على الفور أنه هناك وسط المقابر، على مقهى الجنيه، فقضى وسط هذا المكان ما يقرب من 17 عام، وكان له بمثابة اكتشاف، وغالبا كل من فى المكان يعرفونه جيدا، بداية من عامل المقهى، وحارس مسجد قايتباى الأثرى "أحمد علون"، الذى كان يعرف شلبى جيدا، وكذلك كان يعرفه شلبى جيدا، يعلم مفاتيح شخصيته وكيف يتعامل معه، لذلك كان ينصح أصدقائه قبل الذهاب إلى هذا المكان ببعض النصائح حوله ويدلهم على طرق التعامل معه لتسهيل مهامهم فى هذا المكان.

كان هذا المكان بالنسبة لشلبى كالمحراب، يذهب إليها بحقيبته الصغيرة التى كان يضعها دائما على مقعد بجواره، وبجوارها الأوراق التى يكتب فيها، يشرب الشاى، ويتأمل البشر فيها، ويكتب عنهم، وخلال السنوات التى قضاها شلبى هناك كتب قصة بعنوان "مجايب قطة" تدور أحداثها فى هذه المنطقة، حصل بها على جائزة نجيب محفوظ، وبطل القصة رجل يدعى أحمد سعيد محفوظ، قاطع طريق، تاب توبة نصوحة ولازم مسجد قايتباى وكان يعطف على القطط والحيوانات الضالة، حتى اكتشف قط مختلف عن باقى القطط، وصفه الكاتب بأنه قط ابن ناس، بالغ الجمال والسحر مختلف عن باقى القطط فى الخيوط والألوان، حتى لون عيناه الأخضر، بالغ العفة والنظافة والوداعة، يحترم نفسه وقوى الشخصية، يخرج فضلاته فى دورات المياه، لا يصاحب القطط الضالة وهو ما جعل الجميع يشك أنها غير مصرية أو على أقل تقدير قط ابن ناس تائه من بيت غنى، وبمراقبة هذا القط وجده يختفى ولا يظهر إلا فى أوقات الصلاة، يذهب إلى المسجد قبل الجميع، يتوضأ بمد يده على المياه ويمسح بها جسده، ويصلى فى المسجد، فظن الجميع أنها روح لولى من أولياء الله الصالحين، وفور موته فكر الجميع فى إنشاء مقام له.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة