شريهان.. ملكة الفوازير التى ملأت السينما بهجة وفتاة أحلام الملايين

تربعت النجمة شريهان على عرش عالم الفن والاستعراضات لسنوات طويلة ولم تستطع أى فنانة أخرى أن تأخذ مكانها أو تملأ الفراغ الكبير الذى تركته فى عالم الاستعراض بعد أن ابتعدت عنه طوال السنوات الماضية، لذا فهى تستحق كل لقب نالته ومنها السندريلا الصغيرة أو حسناء هوليود الشرق أو كوبرا المسرح كما أطلق عليها ملك الترسو فريد شوقى هذا اللقب لتجسيدها ببراعة تامة التمثيل والرقص والغناء الذى لم يشهد له مثيل أبدا فى عالم الفن طوال عرض المسرحية التى جمعته بها "شارع محمد على".

تكثر الألقاب والنتيجة واحدة وهى شريهان النجمة التى لن تتكرر مجددا والتى تحتفل غدا الجمعة ونحتفل معها بعيد ميلادها الذى يوافق يوم 6 ديسمبر، فشريهان ليست مجرد نجمة استعراض شهيرة أو إحدى الجميلات فى السينما العربية، أو أهم الفنانات التى قدمت الفوازير فى مصر والعالم العربى والتى ارتبط اسمها بها حتى الآن، فشريهان أكثر من ذلك بكثير فهى جزء من تاريخ هذا البلد وتشكل حقبة هامة جدا منه وهى منتصف الثمانينيات وبداية التسيعينيات، ففوازير شريهان وأعمالها الفنية باتت جزءا من تاريخ هذا البلد وليس تاريخه الفنى فقط، فلا أحد يستطيع التأريخ لمرحلة الثمانينيات دون ذكر اسم شريهان وأعمالها الفنية التى كانت مسيطرة على قلوب معجبيها وجمهورها وملأت الدنيا بهجة.

قصة تعلق شريهان بالفن وعالم الاستعراضات بدأت منذ صغرها وهى فى سن السادسة، حيث فتحت عينيها على هذا العالم الساحر مبكرا وقدمت له أفضل ما لديها وأحبته بصدق وإخلاص مما جعله يخلص لها هو الآخر ويرفعها على الأعناق، وتعلمت شريهان فن الباليه والرقص التعبيرى فى إحدى مدارس باريس، حيث كانت تتمنى منذ ذلك الحين أن تصبح راقصة محترفة وممثلة معروفة، حتى جاء عام 1970 ليأتى أول ظهور لها على الشاشة الكبيرة مع الفنان فؤاد المهندس وشويكار وعبد المنعم مدبولى فى فيلم "ربع دستة أشرار" وكانت شريهان وقتها لم تتجاوز السادسة من عمرها.


وقدمت بعدها فيلم "قطة على نار" عام 1977، ثم كانت النقلة الكبيرة فى حياتها الفنية بفيلم "الخبز المر" الذى قامت ببطولته أمام الفنان الكبير فريد شوقى وكان عمرها حينها 18 عاما وأنتجته لها والدتها عواطف الهاشم، وشكل الفيلم علامة بارزة فى حياة شريهان، حيث حاز على إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، ومنذ ذلك الوقت أصبح لشريهان شعبية كبيرة وأصبحت تعد واحدة من ألمع النجوم، بل أصبح اسمها ضمانا لنجاح أى فيلم، وبدأت مشوارها الفنى الذى ضم عشرات الأعمال السينمائية، حيث قدمت مجموعة من أهم الأفلام السينمائية فى تاريخ السينما المصرية منها "العذراء والشعر الأبيض"، و"خللى بالك من عقلك"، "ريا وسكينة"، و"المتشردان"، و"المرأة والقانون، و"فضيحة العمر"، و"كريستال"، و"100 فل"، ومن أهم الأفلام التى قدمتها والتى أثبتت بها نضجها الفنى فيلمى "الطوق والأسورة" و"عرق البلح" والذى تسبب فى مشكلة بينها وبين المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين، حيث طلبت منه تفسيرا عن رفعه لفيلم "عرق البلح" من دور العرض بعد 4 أيام فقط من عرضه وهو من إنتاج شركة "أفلام مصر العالمية"، كما كان حدث بينهما موقف آخر عندما عرض عليها شاهين العمل معه فى فيلم "المصير" إلا أنها طلبت منه أن يجعل الدور له مغزى وأهمية فى الفيلم ولا يكون مجرد سنيد لأدوار أخرى لأنها لاحظت أن أدوار النساء فى أفلامه ليست رئيسية لكن لم يصلها منه رد بعد هذه المقابلة وفوجئت بإسناده الدور إلى ممثلة أخرى.

وكانت النقلة الأكبر والأهم فى حياة شريهان هى تقديمها للفوازير والتى كانت ملكة متوجة على عرشها ومازالت حتى الان فأى فنانة تفكر فى القدوم على تلك التجربة كل ما تخشى منه هو أن يقارنها الجمهور بشريهان وهى تعلم جيدا أن المقارنة لن تكون فى صالحها على الإطلاق، حيث أحب الجمهور المصرى شريهان كما لم يحدث مع أية فنانة أخرى، لدرجة أن الشوارع كانت تخلو من المارة أثناء عرض الفوازير فى رمضان وكان ينتظرها الجمهور كل عام بفارغ الصبر، وبدأت قصة شريهان مع الفوازير عام 1985 حين أسند إليها المخرج فهمى عبد الحميد بطولة الفوازير، وقدمت معه أجمل الفوازير التى مازال يتذكرها الجمهور حتى الآن ويحلم بمثلها ومنها فوازير "حول العالم" و"ألف ليلة وليلة" والتى قدمتها عدة سنوات، و"حاجات ومحتاجات"، وكانت وقتها حلم كل الشباب والنموذج المثالى لكل فتاة لتقليدها.

كما قدمت شريهان مجموعة من أهم المسرحيات الاستعراضية والتى شكلت نقطة هامة أيضا فى مشوارها الفنى ومنها مسرحيات "سك على بناتك" عندما طلبها الفنان الكبير فؤاد المهندس للقيام ببطولة المسرحية بعد ان شاهدها فى بعض الأعمال السينمائية والتليفزيونية ولفتت نظره بشدة، كما قدمت معه أيضا بعد ذلك مسرحية "علشان خاطر عيونك"، كما تعاونت مع الملك فريد شوقى فى مسرحية "شارع محمد علي" والتى حققت نجاحا غير مسبوق، واستأجرت شريهان وقتها مسرح وسينما "ريتس" بشارع عماد الدين ودفعت أكثر من مليونى جنيه لإعداده بشكل يتناسب مع إنتاج وحجم مسرحية "شارع محمد على".

ومن الأعمال المسرحية التى أرادت تقديمها لكن لم يحالفها الحظ مسرحية "عاوزين نطير" و"روميو وجولييت"، وأيضا كان هناك عدد كبير من الأفلام الاستعراضية التى توقفت لأسباب عديدة منها "ألف ليلة بيضا" والذى تحمس له المنتج واصف فايز إلا أنه لم يكتمل بسبب ظروف إنتاجية، وأيضا "بنت الحاوى" مع محمد عبد العزيز و"اللهلوبة" مع المخرج إبراهيم عفيفى.

كما قدمت شريهان مجموعة من الأعمال الدرامية المميزة، حيث كان أول ظهور لها على شاشة التليفزيون عام 1973 وكان ذلك فى مسلسل "المعجزة" الذى أنتجته لها والدتها أيضا وذلك بسبب معرفتها لحب ابنتها الشديد للفن والتى كانت وقتها فى سن التاسعة من عمرها، وقدمت بعده عددا من المسلسلات الناجحة منها "رحلة هادئة"، و"دعونى أعيش"، و"بطل الدورى"، و"الامتحان"، و"نار ودخان"، و"رحمة"، و"حسن ونعيمة".