أكرم القصاص - علا الشافعي

ناصر عراق

هكذا أصبح عميدًا للأدب

الجمعة، 31 أكتوبر 2014 01:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت وأنا وهى وهو وهن وهم وكل من يقرأ هذا المقال مدين بشكل أو آخر إلى عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين الذى أطلق قبل عقود صيحته المدوية «التعليم كالماء والهواء» يجب أن يتوفر بالمجان لكل أفراد الشعب، وقد حقق هذه الصيحة عندما كان وزيرًا للمعارف فى حكومة الوفد عام 1950، إذ صار التعليم الابتدائى فقط بالمجان، فلما جاء عبدالناصر فى 1952 بسط خيمة المجانية على كل مراحل التعليم مستلهمًا صيحة الأستاذ العميد.

لكن.. من أين جاء هذا اللقب؟ ومتى أصبح اسم طه حسين مقرونا بعميد الأدب نطلقه فى مصر ويردده العرب عن طيب خاطر؟

تعال أقص عليك سريعًا بمناسبة مرور 41 عامًا على رحيله «28 أكتوبر 1973» حكاية الدكتور طه مع أنبل لقب حصل عليه مثقف مصرى أو عربى على مر العصور كما ذكرها المؤرخ الراحل يونان لبيب رزق فى كتابه المدهش «فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول».
فى الفترة من سنة 1930 حتى 1934 كابدت مصر حكما ديكتاتوريًا عصيبًا، إذ كان رئيس الوزراء إسماعيل صدقى يمسك البلد بيد من حديد بالاتفاق مع المستبد الأول الملك فؤاد، فألغى الدستور وعطل الحياة النيابية، ثم أسس حزبا خاصا من الأثرياء الكبار - حزب الشعب - ليواجه به حزب الأغلبية «حزب الوفد»!
المثير أن صدقى باشا حاول استقطاب طه حسين عميد كلية الآداب آنذاك ذى السمعة النقية ليتولى رئاسة تحرير صحيفة الحزب، لكنه رفض، فطلب منه أن يكتب افتتاحية العدد الأول فقط، فاعتذر صاحب الأيام قائلا: «إن كتابتى فى جريدة الشعب تضرنا جميعًا ولا تنفع أحدًا».
لم ينسها رئيس الوزراء وأسرّها فى نفسه، وهكذا أصدر حلمى عيسى باشا وزير المعارف فى 3 مارس 1932 قرارا بنقل طه حسين عميد كلية الآداب إلى وظيفة مراقب عام التعليم الابتدائى بالوزارة. هنا رفض الدكتور طه تنفيذ أمر النقل ورفع قضية على الحكومة، ثم تكشفت أسرار جديدة عندما كتب طه حسين فى الجرائد أن وزير المعارف طلب منه يوم 9 يناير الماضى أن تمنح الجامعة المصرية ألقاب الشرف لأربعة من «المصريين النابهين» بمناسبة زيارة الملك فؤاد للجامعة. رفض الدكتور طه مطلب الوزير لأن من رشحهم مجرد مجموعة من السياسيين ينتمون لحزب الشعب إياه، وليسوا علماء أو مفكرين.

احتج الطلاب والأساتذة على نقل طه حسين احتجاجًا شديدًا، فخرجت المظاهرات وعم الإضراب الذى بدأه طلاب كلية الآداب ثم انضم إليهم طلبة كليتى الطب والعلوم، فجن جنون صدقى ودعا حكومته إلى اجتماع عاجل يوم 30 مارس 1932 وأصدر القرار الآتى بالنص «فصل طه حسين أفندى الموظف بوزارة المعارف العمومية من خدمة الحكومة».

لم ييأس الطلاب ولا المثقفون فى مصر والعرب وقالوا إن طه حسين ليس عميدًا لكلية الآداب فحسب، بل هو «عميد الأدب العربى» كله.

هكذا نال العميد لقبه من الشعب بجدارة، وأسقط التاريخ صدقى وحلمى عيسى وظل طه حسين شامخا مقترنا بلقب ساحر يمنحه المجد من قرن إلى آخر!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

احنا برضه بنرد الدين طوال 33 سنه - يا عزيزى الماء ملوث والهواء ملوث من اين يأتى التعليم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد طاهر

حكومة الوفد كانت بتفهم وعندها ثقافة لانهم جعلوا طه حسين وزيرا للتعليم رغم محاربة وهجوم الازهر عليه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد احمد

الذين حاربوا فكر تصحيح المسار لطه حسين المجدد_هم نفس الذين حاربوا محمد عبدة المجدد والافغانى العظيم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة