الجامعة العربية تعقد اجتماعا لبحث التحركات المطلوبة لمواجهة الإرهاب

حذرت جامعة الدول العربية من تنامى ظاهرة الإرهاب فى المنطقة والتى تستهدف تقويض الاستقرار الإقليمى، وأعلن الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية عن عقد اجتماع خاص لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى لبحث التحركات المطلوبة فى مواجهة الإرهاب.

وقال الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلى، أمام مؤتمر "مجتمع مصرى آمن.. الحقيقة والخداع"، الذى بدأت أعماله اليوم الخميس، بالجامعة العربية، إن الأجهزة العربية المعنية تعكف حاليا على إعداد الخطط والإجراءات العملية لتنفيذ قرار مجلس الجامعة بتاريخ 7 سبتمبر الماضى، الذى ربط لأول مرة الإرهاب بتهديده للأمن القومى العربى، مشيرا إلى أن الأمين العام للجامعة العربية وجه إلى الدول الأعضاء مؤخراً دراسة أعدها عدد من الخبراء والمسئولين فى الأمانة العامة وخارجها تعرضت إلى أسباب وعوامل بروز ظاهرة الإرهاب بهذا الشكل الجديد والتحولات التى تشهدها الظاهرة، كما تضمنت الدراسة مجموعة من الاقتراحات العملية لمواجهة الإرهاب، وذلك تمهيدا لعرض ما تتوصل إليه الأجهزة العربية على الاجتماع الوزارى لاعتمادها والبدء فى تنفيذها.

ونبه السفير أحمد بن حلى إلى مخاطر التأثيرات الكارثية للإرهاب على مستقبل الوطن العربى إلى أن لم يتم التعامل معه بالحسم السريع، وبكافة الوسائل القانونية المتاحة والعمل على إقصاء المنحرفين الذين يحاولون استحضار الفترات المظلمة من التاريخ الإسلامى والأحداث المقيتة المثيرة لغرائز الحقد والبغضاء ونوازع الفتنة الطائفية والصراع المذهبى.

ولفت السفير أحمد بن حلى إلى أن هذا المؤتمر يندرج فى إطار تعزيز التحرك الشامل الذى تشهده مصر لإبراز الصورة الحقيقية للواقع المصرى، وما تشهده مصر من تطورات عميقة وهامة من أجل استكمال خارطة المستقبل وتصويب المسار فى اتجاه بناء ديمقراطية راسخة الأسس، واعية بقضايا المجتمع وانشغالاته ومواكبة لمجرى التاريخ أيضاً من حولها لأنها صانعة هذا التاريخ الحضارى والإنسانى، والانخراط ضمن مصاف الدول البازغة نحو بناء مستقبل آمن ومستقر.

وتابع السفير أحمد بن حلى: عندما أتكلم عن مصر فإننى أعنى بذلك أيضا بقية الدول العربية، لأننا كمجتمعات ودول عربية كلنا فى سفينة واحدة، ما يحتم على الجميع التكاتف والتعاضد والتضامن وشد أزر بعضنا البعض وخاصةً فى الأزمات، لمواجهة هذه الأمواج الهائجة والرياح العاتية من حولنا وفى البعض منا داخل بلداننا".

ولفت السفير أحمد بن حلى إلى تفاقم درجة الجرائم الإرهابية بشكل بالغ الخطورة فى الآونة الأخيرة، كما برز على الساحة العربية نوع من الإرهاب المهجن الذى أصبح يحتل الأرض ويسقط الحدود الجغرافية بين الدول ويعمل على تقويض الدولة الوطنية والنظام العربى والاستقرار الإقليمى.

وعبر بن حلى عن ترحيب الجامعة العربية بالدور المتنامى لمنظمات المجتمع المدنى خاصة تلك الوليدة من رحم العمق الشعبى والحس الوطنى وليست رافدة أو موحية لها من الخارج، باعتبار منظمات المجتمع المدنى أصبحت تشكل إحدى الركائز الأساسية للدولة الحديثة ولصناعة القرار، لافتاً إلى أن الجامعة العربية تبذل جهودا لإعداد معايير محددة، لتمكين مختلف منظمات المجتمع المدنى فى الدول العربية من التمتع بصفة المراقب فى منظومة العمل العربى المشترك بدءاً بالمشاركة فى أعمال المجلس الاقتصادى والاجتماعى، مشيرا إلى أن مشروع تعديل ميثاق الجامعة المزمع عرضه على القمة العربية المقبلة التى ستحتضنها مصر، قد منح حيزاً هاماً للبعد الشعبى فى منظومة العمل العربى المشترك، كما أن عملية التغيير التى تشهدها المنطقة العربية تتطلب مشاركة كافة القوى الوطنية فى مشاريع الإصلاح والتطوير وتفادى الاهتزازات والانزلاقات التى تحيد عن الطريق السوى الذى تنشده الإرادة الشعبية، وتعمل الحكومات المعبرة عن هذه الإرادة على تجسيد تطلعات الشعوب وتحقيق آمالها.