أكرم القصاص - علا الشافعي

"الإفتاء" تعلن الحرب على التطرف: التصدى له مسئولية الجميع.. وتوجه العلماء بضرورة مواجهة الفكر المتشدد ومنع وصوله للنشء.. وتشدد على دعم الانتماء الوطنى واحتواء من وقعوا فى براثن "الغلو"

الأحد، 31 أغسطس 2014 11:37 ص
"الإفتاء" تعلن الحرب على التطرف: التصدى له مسئولية الجميع.. وتوجه العلماء بضرورة مواجهة الفكر المتشدد ومنع وصوله للنشء.. وتشدد على دعم الانتماء الوطنى واحتواء من وقعوا فى براثن "الغلو" د. شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت دار الإفتاء، أن التصدى للفكر المتشدد والمتطرف هو مسئولية الجميع، علماء الدين والدعاة والأئمة على وجه الخصوص، لما لديهم من أفق واسع ورؤية تتسم بإدراك حقائق الإسلام ومقاصده وغاياته فى إطار المنهج الوسطى الذى يتبناه الأزهر الشريف بمؤسساته، والتى يجب أن يكون لها الصدارة فى اجتثاث تلك الأفكار المتطرفة من جذورها.

وأضافت دار الإفتاء، فى تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة، من خلال دراسة معمقة للوضع المعاصر، اليوم الأحد، أن قضية التطرف والغلو والعنف شغلت بال الكثيرين من علماء الدين فى المرحلة الراهنة من تاريخ الأمة، لما ترتب على هذا الفكر من سفك وإراقة للدماء وعنف وتدمير وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، وتقويض للدول، واعتداء على حرية ومعتقدات الآخرين، باسم الدين، وذلك نتيجة للفتاوى المغلوطة الصادرة عن أناس غير متخصصين، تحرض على القتل والعنف تارة، وتارة أخرى تدعو إلى التخوين وبث الرعب فى نفوس المواطنين الآمنين.

وطالب تقرير مرصد الإفتاء بضرورة التنبه للظاهرة من البداية، والعمل على غرس القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة والثقافة الإسلامية الصحيحة فى نفوس النشء ليشبوا على ما تربوا عليه، ليكون لديهم حصانة مانعة من تسلل الفكر المتشدد والمتطرف والأفكار الهدامة إلى عقولهم قبل أن يقعوا فريسة سهلة لتلك المعتقدات الخاطئة، وبذلك يتحولون إلى أداة هدم وتخريب تنشر الفوضى والخراب والدمار فى المجتمع، بدلا من البناء والتعمير الذى أراده المولى عز وجل وأمر به فى قرآنه.

وذكر أن الفكر المتشدد والمتطرف نشأ فى عقول الشباب بسبب قراءة بعض الكتب الدينية بطريقة فردية وعشوائية، وأخذ المعلومات الدينية من أشخاص هواة ليس لهم قدم راسخة فى العلم الشرعى، وهذا يستلزم العودة إلى مصادر العلم الأصلية، باعتماد الشباب على المناهج المنضبطة التى تدرس على أيدى العلماء والأساتذة فى الأماكن المعدة لذلك فى الأزهر الشريف وما يماثله فى منهجه الوسطى من معاهد وجامعات فى العالم، وعلى العلماء تقدم الصفوف فى نشر المنهج الإسلامى الوسطى والبدء فى برامج إعادة تأهيل الشباب الذين سقطوا فى براثن التطرف والعنف، وإعاقة أى عمليات تجنيد جديدة من خلال الحملات التوعوية والبرامج الإرشادية والملتقيات الدينية.

ونصح التقرير العلماء باتخاذ أساليب وطرق مختلفة لاحتواء الشباب ووقايتهم من مخاطر التطرف والعنف، من خلال الالتزام بتقديم نموذج وسطى للتدين والسعى الجاد فى أن تكون الوسطية ثقافة عامة سائدة وترسيخ واستنهاض مشاعر الترابط بين جميع فئات وشرائح المجتمع، وتوعية المجتمع بأضرار وعواقب التعصب والتشدد وأخذ العبرة من المجتمعات التى تعانى من هذه الآفات الفكرية التى تفتك بنسيجها الوطنى، وتوجيه طاقات الشباب واستثمارها لصالح الوطن والحرص على مشاركتهم لرصد رؤاهم تجاه الوطن، والتواصل مع شباب الجامعات، من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات والمحاضرات، داخل الحرم الجامعى وفى الملتقيات الدينية والثقافية، واعتماد الحوار كوسيلة للتغيير، ومقابلة الكلمة بالكلمة، والفكر بالفكر، والحجة بالحجة، والدليل بالدليل.

واقترح أيضًا تبنى سياسة الاحتواء الفكرى لمن وقعوا فى براثن التطرف، معللًا ذلك بأن الاحتواء سيحدث تقاربًا بينهم وبين محاوريهم من العلماء، ويفتح آفاقًا للحوار والسماع، فإن استمتعوا وفتحوا آذانهم وقلوبهم كان هذا أدعى لإقناعهم.

وأشار إلى أهمية عقد جلسات إعادة تأهيل يقوم العلماء من خلالها بالرد على الشبهات المتطرفين فكريًا، من خلال التأصيل والعلمى وبحث بيان مواطن الخلل فى الاستدلال، سواء تعلق هذا بالفهم الخاطئ، أو إيراد الأدلة فى غير موطنها، أو تحميلها ما لا تحتمل، أو إخراجها عن سياقها الدينى والتاريخى.

واختتم التقرير توصياته بضرورة دعم الانتماء الوطنى، مؤكدًا أن الانتماء الوطنى يعد من المشاعر والروابط الفطرية التى ينمو ويكتسب ليشد الإنسان إلى وطنه الذى استوطنه، مشيرة إلى قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، حين أخرجه قومه من مكة (لولا أن قومك أخرجونى منك ما خرجت).

وشدد تقرير "دار الإفتاء" على أن الانتماء الوطنى يقتضى مراعاة ما يرتضيه المجتمع من أسلوب حياة، فإن كان المجتمع قد ارتضى أن تكون المنظومة الأخلاقية ضابطة لحركة المجتمع، فالانتماء الحق لهذا الوطن يجعل تعاليم الدين الصحيحة نبراسًا للمجتمع، وأن الخروج عن هذا الفهم يسبب الاضطراب الفكرى للمجتمع ككل.


موضوعات متعلقة:


دار الإفتاء تحذر من الفكر المتطرف وتشدد على العلماء ضرورة مواجهته










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين

فعلا ..كلام في غاية الأهمية ورؤى وخطوات محمودة من الإفتاء المصرية لمواجهة التطرف والتشدد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سليم

دار الإفتاء تقف بالمرصاد للفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة والمتطرفة

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر علي

الأزهر الشريف ومؤسساته وحدة واحدة أمام التطرف والغلو في الدين

عدد الردود 0

بواسطة:

هنا حسين

النشء والشباب يجب إعداة تأهيلهم لخلق بيئة بعيدة عن التطرف والتشدد

عدد الردود 0

بواسطة:

صبري

يجب تكاتف الجهود لعلاج التحديات الفكرية على الساحة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبدالفتاح

لابد أن يواجه الفكر بفكر مثله .. والحجة بالحجة

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي

قطاع كبير من الشباب تم التغرير بهم للطعن فى ثوابت الإسلام وعقيدته

عدد الردود 0

بواسطة:

فارس

قضية التطرف والغلو والعنف .. قضية كل عالم وعالمة أب وأم أخ وصديق .. إنها قضية مجتمع

عدد الردود 0

بواسطة:

هاني رجب

المصريين يثقون دائما وابدا في علماء الأزهر الشريف الوسطيين

عدد الردود 0

بواسطة:

شوقي

ليس من الإسلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة