أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة يكتب: د.عادل عدوى يكتب "شهادة وفاة" فيروس "سى".. تحدث فى مؤتمره الصحفى بلغة أقرب للمواطن العادى الذى يشعر بمعاناة المريض.. وعلى وسائل الإعلام منع "الدجالين" من مهاجمة العقار الجديد

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014 09:35 م
محمد فودة يكتب: د.عادل عدوى يكتب "شهادة وفاة" فيروس "سى".. تحدث فى مؤتمره الصحفى بلغة أقرب للمواطن العادى الذى يشعر بمعاناة المريض.. وعلى وسائل الإعلام منع "الدجالين" من مهاجمة العقار الجديد وزير الصحه عادل عدوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، هكذا حال مرضى فيروس سى فى مصر، فالمرض اللعين يمثل عبئاً ثقيلاً على المرضى وحالة مستعصية نظراً لأن تكلفة علاجه باهظة الثمن من ناحية، ولكثرة أعداد المرضى من ناحية أخرى، والتى تفوق كثيراً قدرة الدولة على توفير العلاج المناسب، فصارت مسألة القضاء على هذا المرض اللعين شبه مستحيلة، بل أصبحت فى حاجة إلى معجزة من السماء.

وهنا تأتى أهمية المؤتمر الصحفى الذى عقده مؤخراً الدكتور عادل عدوى وزير الصحة للإعلان عن البروتوكول العلاجى الجديد لعلاج مرضى الالتهاب الفيروسى «سى» فى مصر، والذى سيبدأ حسب قوله بعلاج نحو 60 ألف مريض كأول مرحلة من أجل القضاء على المرض، فضلاً عن ذلك، فقد كان هذا المؤتمر بمثابة نقطة تحول كبرى فى حياة المرضى الذين شاء القدر أن يكونوا من المصابين بفيروس سى، فقد جاء فى لحظة فارقة فى حياة مرضى فيروس سى، لا تقل فى أهميتها عن تلك اللحظات المبهجة التى عشناها على مدى الأيام الماضية، وما زلنا نعيشها فى ظل أجواء مفعمة بالوطنية، حيث تقوم الدولة بتدشين العديد من المشروعات العملاقة التى بكل تأكيد سوف تتحول مصر من خلالها إلى دولة فى مصاف الدول الكبرى.

ولكن ما أثار انتباهى واستفزنى هو هذا الكم من الأشخاص الذين ظهروا فجأة عبر بعض وسائل الإعلام للحديث بشكل مغاير للحقيقة عن العقار الجديد، مشككين فى نتائجه، وكأنهم قد عز عليهم أن يروا ذلك الأمل الذى ارتسم على وجوه المرضى الذين استبشروا خيرا بالدواء الجديد، الذى سيكون سبيلهم للقضاء على هذا الداء اللعين، والمثير للدهشة أن الغالبية العظمى من هؤلاء المروجين والأفاقين يتحدثون عن جهل، وبنوع من الإصرار، علماً بأنهم لا يستندون إلى أى حقائق علمية، ولكنهم فى حقيقة الأمر يغفلون ذلك من أجل الحفاظ على مصالحهم مع تلك الشركات المنافسة، التى ليس من مصلحتها أن يشعر المواطن المريض بالطمأنينة، ولا أدرى لماذا تسمح بعض وسائل الإعلام بظهور مثل هؤلاء «الدجالين» الموتورين والرافضين لكل ما هو ناجح، والذين تغضبهم أى إنجازات طالما لم يكن لهم من ورائها أى استفادة على المستوى الشخصى.

وكأن الدكتور عادل عدوى وزير الصحة لم يشأ أن يكون مثله مثل الآخرين، وزيراً عاديا للصحة، فقد أسهم وبشكل ملموس فى وضع حد لهذا المرض اللعين، الذى كان ولا يزال يفتك بأكباد المصريين التى أنهكتها الظروف الاجتماعية الصعبة وأحوالهم المعيشية المتردية، فقد تحققت فى عهده المعجزة التى طال انتظارها، حيث أصبح متاحاً للمرضى فى مصر العلاج باستخدام مستحضر أقراص «سوفالدى»، الذى أثبتت الدراسات والأبحاث فاعليته فى علاج المرضى من الالتهاب الكبدى الوبائى سى، بنسبة تتعدى %90 من الحالات المصابة.

ومن هذا المنطلق جاء المؤتمر الصحفى للدكتور عادل عدوى وزير الصحة حول تفاصيل العلاج بهذا العقار، وكأنه يحرر شهادة وفاة رسمية لهذا المرض اللعين، الذى ظل يمثل مصدر ألم وحزن للكثير من الأسر المصرية، التى شاء حظها العائر أن يكون من بين أفرادها أحد المصابين بهذا الفيروس، الذى كان ولا يزال لغزاً حير الجميع، فالإصابة به متعددة، والتخلص منه يتطلب الكثير والكثير من الجهد والصبر والمثابرة، وهنا تكمن أهمية وقيمة المستحضر الجديد، حيث تستغرق مدة العلاج به 12 أسبوعا فقط، بما يساوى 3 عبوات من السوفالدى أقراص، بواقع قرص واحد يوميا، وذلك للنوع الجينى رقم 1 ورقم 2 ورقم 4 للفيروس. أما بالنسبة للنوع الجينى رقم 3 للفيروس، يستغرق 24 أسبوعا، بما يساوى 6 عبوات من أقراص السوفالدى.

وليس خافياً على أحد أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا بمعدل الإصابة بفيروس سى. وعلى الرغم من ذلك فإن مشاكل مرضى الكبد فى مصر لم تكن مقصورة على انتظارهم لخروج عقار جديد لعلاج فيروس «سى»، بل امتدت لأبعد من ذلك، فهم عانوا من قبل وما زالوا يعانون من ارتفاع أسعار الإنترفيرون، الذى يعد العقار الأكثر فاعلية فى علاج الفيروس الكبدى «سى»، فضلاً عن ذلك أن مرضى الكبد أغلبهم من القرى والنجوع الفقيرة التى تختلط بها مياه الشرب مع مياه الصرف الصحى، وتوجد بها عادات بالية تزيد من معدلات الإصابة بأمراض الكبد، وهذا ما يحول دون قدرتهم المالية على شراء الأدوية الأولية لعلاج الفيروسات الكبدية، بل ما يؤسف أكثر أنهم لا يستطيعون أن يجروا تحاليل الـ«بى. سى .ار» التى تصل إلى 700 أو 800 جنيه، والخاصة باكتشاف معدلات الإصابة بالفيروس، حتى يتثنى لهم الاكتشاف المبكر ومكافحة المرض.. مما يعظم من دور الدولة فى القيام بتوفير علاج آمن وسريع وبأقل تكلفة ممكنة.

ومن يرى وجوه المرضى وهم متفائلون بهذا العلاج الذى اعتبروه طوق النجاة من الغرق فى بحر الأوجاع والآلام يعى جيداً أن من يتحدث بقصد أو بدون قصد عن العقار الجديد مشككين ومثبطين لهم، يعى جيداً أن أصحاب الضمائر الميتة، وأصحاب المصالح لا يجب السكوت على تجاوزاتهم، وعلى انفلاتهم فى الأحاديث عبر وسائل الإعلام، ويجب أن تكون هناك وقفة مع هؤلاء الذين لا يفعلون ذلك لوجه الله، وإنما لخدمة مصالحهم وأهدافهم الشيطانية، التى لا تشعر على الإطلاق بخطورة هذا الداء اللعين الذى يراه عدد كبير من الأطباء أصحاب القامات العالية فى مجال الطب أنه يمثل أحد أبرز أسباب تفاقم أزمة مصر الاقتصادية، وذلك بشكل غير مباشر، فكلنا نعلم أن الآثار السلبية للمرض تجعل الأشخاص المصابين به غير قادرين على العمل بأى شكل من الأشكال، وإذا قاموا بأداء عمل ما فإنه يكون دون المستوى، بينما هم فى حقيقة الأمر لا يملكون دخولاً كافية تساعدهم على الإنفاق على أسرهم أو على شراء الأدوية المطلوبة التى تعتبر من أغلى أنواع الأدوية بعد أدوية السرطانات.

واللافت للنظر أن الدكتور عدوى قد تخلى عن كونه وزيرا مسؤولاً عن الصحة، وهو يتحدث فى مؤتمره الصحفى، فقد جاءت لغته التى تحدث بها أقرب إلى لغة المواطن العادى الذى يشعر بمعاناة كل مصاب بفيروس سى، والذى يعى جيداً حجم المعاناة والآلام التى يكتوى بها المرضى، فقد تحدث بلغة راقية تفوح منها المشاعر الإنسانية التى خرجت من قلبه الذى ينبض بالحب والبساطة دون أى تكلف، فدخلت القلوب بسهولة ويسر أيضاً، وهو يعلن بكل فخر ويزف إلينا خبر الانتهاء من البروتوكول الخاص بتنظيم قواعد تلقى طلبات علاج فيروس سى، وأنه قد تم وضع تصور واضح لأولويات العلاج خلال الـ 6 أشهر القادمة، وفقا لتدفق المرضى، وأيضا فى ضوء تسجيل أدوية جديدة منتظرة بداية العام القادم، معرباً عن سعادته وهو يؤكد أن الدولة، متمثلة فى وزارة الصحة والسكان، تبعث برسالة طمأنة للمواطن المصرى، مفادها أنها ستظل دوما سنده، وأنها لا تدخر وسعا وتعمل بكل طاقاتها من أجل حماية حياته، والحفاظ على سلامته الصحية، ووقايته من الأمراض القاتلة. ولم يغفل وزير الصحة التطور الهائل الذى شهده المجتمع فى التعامل مع وسائل التكنولوجيا، حيث تم استحداث موقعا للتسجيل الإلكترونى تيسيرا على المرضى، ومنعا للزحام الشديد واحتمالية التدافع.

والحديث عن الإصابة بفيروس سى يقودنا وبشكل مباشر إلى مسألة أراها فى غاية الأهمية، وهى نظافة المستشفيات، وضرورة تحقيق أعلى معدلات الوقاية للمرضى، لضمان عدم تزايد حالات الإصابة بهذا الفيروس، وهنا لا يسعنى إلا الإشادة بما قاله لى وزير الصحة عن عزمه على حملة توعوية تكون مهمتها فى المقام الأول خلق حالة من الاهتمام بنظافة المستشفيات، وهى مسؤولية تقع على عاتق المجتمع ككل وليس على الدولة فقط، فالمواطن مسؤول عن نظافة المستشفى باتباع سلوكيات إيجابية فى هذا الصدد، وفى المقابل فإنه على الدولة تقديم الدعم والرعاية للمستشفيات، وعلى وجه الخصوص التركيز على تنفيذ برامج حماية البيئة التى يترتب عليها فى الغالب تحقيق مستوى عال من النظافة المطلوبة فى المستشفيات، مما ينعكس بالإيجاب أيضا على تقليل نسبة الإصابة بالأمراض المعدية، فضلاً عن أن ذلك سيصب فى الوصول إلى نتائج طيبة رفيعة المستوى.

وإحقاقاً للحق فإن بعض المستشفيات والمستوصفات تعانى سوءاً فى خدمات النظافة، سواء فى الغرف، أو دورات المياه، أو الممرات الداخلية للمرفق الطبى، فى الوقت الذى تتعاقد فيه مستشفيات وزارة الصحة مع شركات متخصصة للتخلص الآمن والسليم من نفايات الرعاية الصحية الأولية، فيما ألزمت الدولة مختلف مستشفيات القطاع الخاص بالتعاقد مع تلك الشركات المتخصصة، بهدف المحافظة على النظافة، وضمان عدم انتقال الأمراض، وسلامة صحة المرضى والعاملين فى المرافق الطبية، مما يتطلب اهتماما بالغا بالجوانب الحساسة التى تلامس صحة المرضى فى المستشفيات، وكذلك الزوار، إذ يشكل العامل الوقائى الجانب الأهم فى التصدى لانتقال الأمراض والأوبئة إلى الأصحاء من جهة، والحفاظ على الوضع الصحى للمرضى من جهة أخرى، الأمر الذى يطرح التساؤل حول خدمات النظافة التى ينبغى توافرها فى المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة على حد سواء، والسبل الكفيلة بالارتقاء بهذه الخدمات، وعلى وجه الخصوص تلك المستشفيات المنتشرة فى قرى ونجوع مصر، والتى فى أشد الحاجة إلى اهتمام كبير بمسألة النظافة.

وكلنا نعى جيداً أن النظافة مطلب أساسى وملازم لسير العمل العلاجى، لذا فإن النظافة بشكل عام تعكس المستوى العام للمستشفيات والتى يجب أن تكون على مستوى عال، وتعكس الوجه الحضارى والاقتصادى الذى تأمل الدولة فى الوصول إليها.. وهو ما يزيد من ضرورة وأهمية تنفيذ فكرة حملة التوعية الإعلامية، من أجل نظافة المستشفيات والتى اقترح أن تحمل اسم «نحو مستشفيات نظيفة وخالية من الأمراض»، كما أقترح أن يشارك فى هذه الحملة نخبة من رموز المجتمع فى مجالات الفن والثقافة والرياضة، لما لهؤلاء من جماهيرية وشعبية كبيرة لدى المواطن المصرى، مما يجعلهم أدوات سريعة فى توصيل الرسالة والفكرة بسهولة ويسر، وبأشكال إيجابية، وأنا على يقين من أن تلك الحملة ستحظى باهتمام بالغ من الدكتور عادل عدوى وزير الصحة، فالرجل لا يكل ولا يمل من الحركة الدؤوبة يومياً، من أجل تطوير المنظومة الصحية فى مصر، كما أنه يضع نصب عينيه استراتيجية واضحة المعالم تتمثل فى أن صحة المواطن البسيط الذى يعيش فى أقصى مكان على أرض مصر، سواء كان فى قرية أو نجع لا تقل فى الأهمية عن صحة المواطن الذى يعيش فى العاصمة، صحيح هو لا يمتلك عصا سحرية لحل المشكلات والأزمات، وصحيح أنه قد ورث تركة مثقلة بالأزمات الطاحنة فى مجالات الصحة المختلفة، ولكنه فى نفس الوقت يؤمن وبشكل مطلق بأن المرض هو المرض، ولابد من التصدى له ووضع حد لتغلغله فى جسد المجتمع المصرى أينما كان، وبأى شكل من الأشكال دون تفرقة بين مواطن يعيش فى العاصمة، وآخر يعيش فى مناطق نائية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرحمن محمود

بداية على الطريق الصحيح

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد جمال الدين

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسمين عز العرب

نقلة نوعية فى علاج فيروس سى

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى نشأت

لحظة فارقة

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال أبو دياب

أعداء النجاح يتألقون فى وسائل الإعلام

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل مصطفى

هل العقار فى متناول الجميع ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

فتحى عمران

إعلاء شأن الجوانب الإنسانية

عدد الردود 0

بواسطة:

يسرى وجدى

مقال رائع لكاتب مرموق

عدد الردود 0

بواسطة:

التونى محمدين

معلومات مهمة حول العقار الجديد

عدد الردود 0

بواسطة:

ريتاج مصطفى على

نظافة المستشفيات ضرورة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة