أكرم القصاص - علا الشافعي

روشتة للفتيات لتخطى الانتهاكات والتحول من "ضحية" لـ"بطلة".. تعلم مهارات جديدة وإلهام الأخريات يعزز الثقة بالنفس.. الاعتماد على النفس والتحليل المتوازن يساعدان على تقدير الذات

السبت، 20 سبتمبر 2014 10:37 ص
روشتة للفتيات لتخطى الانتهاكات والتحول من "ضحية" لـ"بطلة".. تعلم مهارات جديدة وإلهام الأخريات يعزز الثقة بالنفس.. الاعتماد على النفس والتحليل المتوازن يساعدان على تقدير الذات هبة سامى المحاضر فى علوم التغيير والعلاقات الإنسانية
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تحرش، عنف منزلى، ختان، اعتداء بدنى أو اغتصاب"، انتهاكات عديدة تتعرض لها المرأة، وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة "تومسون رويترز"، مما يجعلها كثيرًا ما تكون ضحية لسلوكيات عنيفة، أو عادات وتقاليد خاطئة؛ إلا أن هذا لا يعنى أن تضع نفسها دائمًا فى هذا القالب، وتستسلم لكونها ضحية، حتى تتحول إلى جانية فى حق نفسها، بل يجب أن تتخطى هذه المحنة والتجربة السيئة نفسيًا وعمليًا لتتحول إلى بطلة بدلاً من ضحية ضعيفة.

تقول "هبة سامى" المحاضر فى علوم التغيير والعلاقات الإنسانية،: "المرأة الضحية التى لا تتعلم وتتخطى وتحول كل محنتها إلى منحة ترتضى بشدة بهذا الدور فتعيش فى دائرة مستمرة من الأسى، لتصبح فى النهاية ضحية نفسها، ورؤيتها السلبية لحالها، فتتحول شخصيتها إلى الأسوأ حتى إذا توفرت لها ظروف جيدة".
وتضيف: "مع الوقت والاستمرار فى قولبة نفسها فى دور الضحية، يتحول حبها وحاجتها لحب الآخرين إلى محاولة لشراء عواطفهم ودعمهم، وأحيانًا تتحول إلى فتاة حقودة حسودة تتجرد من مبادئها وتبحث عن ذاتها فى نفوس الآخرين، وتضع كرامتها تحت قدمها وتقدمها لأى شخص يسهل لها الطريق لشىء ما تعتقد أن حصولها عليه انتقام لنفسها".

وتتابع: "لعب دور الضحية طوال الوقت قد ينفر الناس منها، وبعد التعاطف معها لبعض الوقت يبدأون تجنبها وتخسر كل علاقاتها الاجتماعية، فضلاً عن أن هذا يجعلها عاجزة عن نسيان الحادثة وتخطيها".

* كيف تنجحين فى تخطى أى حادث سلبى وتتحولين من ضحية لبطلة؟

تقول المحاضرة فى علوم التغيير وتطوير الذات: "لا ننكر أن الكثير من النساء يتعرضن لانتهاكات، وهناك ضحايا لمواقف وتجارب سيئة وأشخاص كذلك، ولكن البراعة تكمن فى الخروج من فخ الاستسلام لدور الضحية، والتحول إلى ناجية، تكتسب خبرة من تجربتها وتستغلها لتكون أقوى"، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع عدة خطوات منها:

1 - تحاول صرف ذهنها عن التفكير الدائم فى كونها ضحية، لأنه يرسخ هذه الفكرة فى عقلها ويجعلها تدمن هذا الدور، ويمكنها أن تفعل هذا من خلال الانخراط فى أى نشاط اجتماعى أو علمى أو ثقافي، وإحداث تغيير إيجابى فى حياتها ليفصلها عن الحادثة، كتعلم أى شىء جديد كلغة أو مهارة، لأن ذلك سيكسبها ثقة بنفسها كذلك.

2 - تقدر ذاتها:
- تعطى لنفسها وقتا سواء أكانت أما أو فتاة، وتوازن دائمًا بين واجباتها وحقوقها على نفسها، فتخصص وقتا للاهتمام بنفسها بكل تفاصيلها من الجانب الجسدى والنفسى والروحى.
- تغيير طريقة تحليلها للأمور وتتجنب جلد الذات المبالغ فيه والذى تقع فيه الكثير من النساء، فتعطى الأمور حجمها الطبيعى ولا تنصب لنفسها مشنقة أو تحاسب نفسها على أشياء لم ترتكبها، ولم تكن السبب فيها.
- تعتمد على نفسها كلياً فى الخروج من الأزمة، وتتحدى العقبات بنفسها، ومن الممكن أن يساعدها شخص واحد مستشار نفسى مثلاً، أو صديقة على وعى ونضج كبير لتساعدها فى مرحلة التغيير.

3 - تتعلم من التجربة وتحول محنتها إلى منحة تُعلم آخرين وتلهمهم:
- يجب أن تبذل جهدًا للتفكير فى ما حدث، وتحاول استنباط الحكمة الإلهية منه، وتكتشف كيف تستغل هذه الأزمة للدفع بحياتها للأفضل، ويمكنها أن تفعل ذلك من خلال إحضار ورقة، تكتب فيها أثر الحادثة، والشىء الذى تعلمته وتتذكره دائمًا، خاصة فى أيام ما بعد تفريغ الطاقة والمشاعر السلبية والتعبير بالبكاء مثلاً، ثم تقرأ الورقة وتكتب فى النهاية ما تعلمته فى جملة واحدة ملهمة، وكلما تتذكر الحادثة تلجأ إلى الورقة لتتذكر الفائدة التى استخلصتها من الحادثة.

- المرحلة الثانية تأتى ما بعد التعافى من الأزمة، عندما تلاحظ وجود نتائج مثمرة فى حياتها بعد تخطى الأزمة، وتشعر أن تجربتها ستفيد الكثيرين، هنا عليها أن تحاول إلهام الآخرين وتكلمهم عن تجربتها مثلاً فى دور رعاية مراهقات أو مسنات أو حتى إناث تعرضن للحادثة نفسها، فتحكى قصتها وتجربتها فى تخطى الأزمة وتقنعهم أن بإمكانهم أيضًا تخطيها.

تساعدها هذه الخطوة على تخطى الأزمة بنسبة 100%، وستزداد خبرة وحكمة وصقل نفسى واجتماعي، كما ستكتسب ثقة كبيرة فى نفسها خاصة حين تؤثر فعلاً فى أخريات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة