أكرم القصاص - علا الشافعي

تقرير التنافسية العالمية حول جودة الإدارة المدرسية يضع مصر فى ذيل القائمة.. وخبراء تربويون: المدارس أصبحت هياكل فارغة لا معنى لها.. والمنظومة التعليمية فى حاجة لتوجه مجتمعى لوضع خطة تطوير واضحة

السبت، 06 سبتمبر 2014 10:18 م
تقرير التنافسية العالمية حول جودة الإدارة المدرسية يضع مصر فى ذيل القائمة.. وخبراء تربويون: المدارس أصبحت هياكل فارغة لا معنى لها.. والمنظومة التعليمية فى حاجة لتوجه مجتمعى لوضع خطة تطوير واضحة مدارس ـ أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظهر تقرير التنافسية العالمية لعام 2014-2015 الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى، أن مصر تحتل المركز رقم 144، والأخير، فيما يتعلق بجودة الإدارة المدرسية، بنسبة 2.2%.

كما احتلت مصر المركز 141 فى جودة التعليم الأساسى بنسبة 2.2%، ورقم 136 فى تعلم الرياضة والعلوم بنسبة 2.4%، والمركز رقم 136 بنسبة 2.4% فى تعلُم الرياضة والعلوم، بينما حصلت فى الاهتمام بالبحث والتدريب على ترتيب 124 بنسبة 3.2%.

وجاء ترتيب مصر 131 بنسبة 2.5 % فى وصول الإنترنت إلى المدارس، أما عن المراكز الخاصة بنسب الالتحاق بالتعليم فكانت للمرحلة الثانوية الدولة رقم 81 بنسبة 86.3 %، وللتعليم الجامعى 80 بنسبة 30.1%.

وهو ما اعتبره الدكتور كمال مُغيث، الخبير التربوى، أمرا يعنى أن المدارس أصبحت هياكل فارغة لا معنى لها، وفقدت فائدتها من كونها مُلتقى لتلقى التعليم والتربية، بالإضافة إلى تلاشى دورها الثقافى والسياسى، مشيرا أنها أصبحت مبنى يحمل مُسمى "مدرسة".

ولفت إلى أن حصول البلاد على مراكز متقدمة فى نسب الالتحاق بالتعليم الثانوى والجامعى، يعنى أن الشعب يريد إيصال معلومة للحكومة أنه الأفضل وأنضج فكرا منها، ويفعل ما فى وسعه للتأكيد على تمسكه بالتعلم رغم ما به من مشاكل، إلا أن الدولة تعجز فى كل مرة من تطوير وإصلاح الأمر.

وأكد مُغيث لـ"اليوم السابع"، أن التعليم فى مصر بحاجة إلى توافر إرادة سياسية تقف طويلا أمام حال المنظمة التعليمية كاملة، لتعترف أن هذا التعليم بكافة مفرداته لم يعد صالحا للمستقبل، ويحتاج لوقفة حادة فى كافة مفرداته من حيث التدريب والتمويل والتلاميذ، والمناهج وطرق التدريس والمعلم، لإعادة النظر فيها، مشددا أن الأمر مُوكل إلى وجود إرداة سياسية أكثر من اعتماده على قرارات من الدكتور محمود أبو النصر، كوزير للتربية والتعليم.

وأضاف الخبير التربوى: "لا أمل فى تقدم التعليم فى ظل استمرار المُعطيات الموجودة، وفى ظل اهتمام الدولة بمشاريع كبرى دون التعليم، فالأمر لم يأخذ من الدولة اهتمام سوى 4 ساعات عرض فيها الدكتور محمود أبو النصر استراتيجية التعليم على الرئيس عبد الفتاح السيسى، تلك الإستراتيجية الحبر على ورق!".

وشدد على أنه طالما لم تلتفت الإرادة السياسية للتعليم فلن ترتفع الدرجات المُتدنية التى قيم بها العالم منظومة التعليم فى مصر.

فى سياق مُتصل، قال الدكتور سلامة العطار، وكيل كلية التربية بجامعة عين شمس، إن التعليم بشكل عام يرتبط بهوية المجتمع، مشيرا إلى أنه فى حين النظر إلى التعليم الجامعى وما قبله، نجد أن التعليم قبل الجامعى مرتبط بأساسايات المواطنة والمحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع، اما الجامعى فهو يؤكد على بناء الشخصية القادرة على الإنتاج والمنافسة.

وأضاف العطار، لـ"اليوم السابع": "مصر حصلت على المركز 144 فى الإدارة المدرسية و141 فى جودة التعليم، لأن مصر لديها العديد من المشاكل خاصة بالإدارة تجلعها بعيده عن أى معيار سيتم القياس عليه فيما يتعلق بالمنافسة العالمية، فإذا اخترنا الإدارة التحويلية أو الإبداعية، أو من حيث بالأهداف أو الجودة الشاملة سنجد أننا ليس لدينا قدرة على المنافسة على مستوى العالم، وهو يرجع لمنظومة التعليم (المتهرئة) للغاية".

واستطرد: "وإذا أمعنا النظر فى كثافة الفصول ومقارنته بالمعايير الدولية، أو جودة المدرس نفسها والمعلم وطُرق إعداده وتأهيله للتدريس، أو النظر للتخطيط كعملية أولية فى الإدارة المدرسية، فلن نجد لدينا أى خطط لوضع رؤية واضحة لتطوير العملية التعليمية، أوتحديد أهدافها ورسالتها وتنفيذها ومتابعتها على مستوى المدرسة، كل هذا نفقده من حيث إعداد المدرسة داخل الكوادر داخل المدرسة أو أثناء عملية التعلم نفسها."

وأشار وكيل كلية التربية بجامعة عين شمس، أن نمط الشخصية الإدارية فى مصر تقليدى "جدا"، وكافة الشخصيات الموجودة فى وظائف إدارية هم شخصيات تعتمد فى الأساس على إصدار الأوامر بعيدا عن مبدأ الديمقراطية والمشاركة.

ولفت إلى أن مفهوم الاتصال التربوى داخل المدرسة أو خارجها بالشكل الرأسى قائم على تنفيذ الأوامر، وأغلبهم يتصفون بالتسلط، لا يحاولون أخذ رأى الآخرين، الأمر الذى يترتب عنه عدم وجود أى معيار يمكن وضعه يُساعد مصر فى احتلال مركز مُتقدم عما هى جاءت به، مشددا أن الأمر ليس مفاجأة بالنسبة للجميع.

وأوضح أن فى حال دراسة المنظومة المجتمعية ككل والمنظومة المدرسية، سنجد أنها جزء من الكل، وكل ما هو موجود فى المجتمع منعكس فى المدرسة، بحيث تجد بالمدارس عدم القدرة على الاتقان، أو الوصول إلى معايير الجودة، الإخلاص فى العمل ولا الدقة فى المواعيد، وتفشى البيروقراطية، بالإضافة إلى أن القائمين على إدارة العملية التعليمية غير مُتخصصين بها من الأساس.

أما عن حصول مصر على المركز 131 فى وصول الإنترنت إلى المدارس ، فأكد أن الإنترنت بالمدارس ليس له قيمة وظيفية فى ظل مدرسة لم تستطع توفير المهارات الأساسية للتعامل مع تلك الشبكة، بحيث يصبح الأطفال والتلاميذ لديهم قدرة فى التعامل مع الانترنت تفوق أساتذة الجامعات، وبالتالى لا يمكن توظيف وتوصيل شبكات الإنترنت لمدارس لا توفر مقعدا لطلابها، أو سبورة، ناهيك عن انقطاع التيار الكهربى بشكل مستمر، وانقطاع طلاب الثانوية عن الذهاب إلى المدارس بشكل نهائى.

وأشار العطار أن النت فى مجتمع يُعانى من الأمية، وبنيته التحتية متدهورة، مضيفا:" نحن نسير خلف صيحات عالمية كالسبورة الذكية أو الانترنت بالمدارس وغيرهم، ولا بنية أساسية وضعت على أساسها، والأزمة الحقيقية هى المنظومة كلها بداية من فلسفة التعليم فى المجتمع لوضع سياسياته وصنع القرار كل هذا عمليات تحتاج لإعادة تحديد التوجه فى ظل توجه مجتمعى يبدأ برئيس الجمهورية لوضع خُطة تطوير واضحة للتعليم".


موضوعات متعلقة

التنافسية العالمية:مصر تحتل المرتبة 142 فى عجز الموازنة "2014-2015"









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

من ولى أمر

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله

خلونا نتكلم كفنيين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة