أكرم القصاص - علا الشافعي

بالصور.. الموسيقار التونسى أمين بوحافة يحقق العالمية مبكرا.. حصل على دبلومة الموسيقى فى سن 12 عاما.. وقدم "باب الخلق" و"مكان فى القصر" و"جبل الحلال" وفيلم "تمبكتو" يحصل على جائزتين بـ"كان"

الأحد، 07 سبتمبر 2014 05:38 م
بالصور.. الموسيقار التونسى أمين بوحافة يحقق العالمية مبكرا.. حصل على دبلومة الموسيقى فى سن 12 عاما.. وقدم "باب الخلق" و"مكان فى القصر" و"جبل الحلال" وفيلم "تمبكتو" يحصل على جائزتين بـ"كان" الموسيقى التونسى أمين بوحافة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الموسيقى فن يمثل كل الفنون.. وهى الفن المزدهر خارج الزمن" هكذا كان يقول الفيلسوف والشاعر الألمانى نيتشه، يؤازره فى رأيه هذا الفيلسوف الألمانى آرثر شوبنهاور بقوله "الموسيقى حديث الملائكة"، وأما الإنجليزى وليام شكسبير فيقول "الموسيقى خمر الحب"، ولا يختلف معهما الألمانى جوتة الذى كان يقول : "كل الفنون تسعى كى تكون موسيقى".

تعد الموسيقى التصويرية هى المعادل المسموع للمشهد السينمائى أو المسرحى أو التليفزيونى أو الإذاعى، وهى أحد الأبطال الرئيسية فى أى عمل، وعلى أساسها تساهم فى نجاح العديد من الأعمال الدرامية، والتى جعلتها تصل إلى أن بعض الكتاب اتجهوا لصناعة موسيقى تصويرية لرواياتهم مثل الكاتب أحمد مراد الذى أصدر موسيقى تصويرية لرواياته "فيرتيجو، تراب الماس، الفيل الأزرق، 1919"، وكذلك الكاتب أشرف العشماوى عن روايته "البارمان".

وقد سبقت الموسيقى التصويرية على الحوار فى الأفلام الصامتة فى فجر صناعة السينما العالمية، والتى من أبرزها أفلام شارلى شابلن، فنظراً لعدم توافر تكنولوجيا الصوت فى ذلك الوقت، كان يتم التعبير عن المشاهد من خلال عرض الفيلم الصامت على الشاشة ويقوم الموسيقى أو عازف البيانو بعزف المقطوعات التى تناسب المشاهد المختلفة.

وفى هذه الآونة أصبحت الموسيقى التصويرية فى الأعمال الدرامية فى التليفزيون، والتى تعرض خاصة فى شهر رمضان، من الأعمال الشاقة، التى تستلزم استعدادات طويلة، وكان من بين أعمال هذا العام مسلسل "جبل الحلال" للساحر محمود عبد العزيز، و"السيدة الأولى" للفنانة الكبيرة غادة عبد الرازق، والذى قدمها الموسيقى التونسى الشاب أمين بوحافة – مواليد 1986 - والذى وصفه الموسيقار الكبير الراحل عمار الشريعى بــ"المتألق" وذلك بعدما قدم موسيقاه التصورية عن مسلسل "باب الخلق" للساحر محمود عبد العزيز 2012.

"اليوم السابع" تواصل مع أمين بوحافة حول أعماله وكان لنا هذا الحوار.

فى البداية حدثنا عن بدايتك مع الموسيقى كيف كانت؟ وبمن تأثرت؟
بدأت العزف على البيانو فى سن الثالثة وبعدها تعرفت على الموسيقى العربية، ثم أجريت دبلومة للموسيقى العربية فى معهد الموسيقى العربية فى تونس، فى سن الثانية عشر، وأكملت دراستى للموسيقى فى فرنسا، ودرست البيانو الكلاسيكى والهارمونى وعزف الأوركسترا مع أفضل مدرسى المعهد فى فرنسا، وطوال الوقت كنت محبًا للموسيقى العربية، لأننى كنت أجدها عاطفية جدًا، وحساسة، وكنت أحب أن أستمع إلى عبد الوهاب، والذى اكتشفته من خلال أمى، كما كنت أحب سماع السيدة أم كلثوم، والموسيقار القصبجى، وسيد درويش، وفيروز، والرحبانية بالتأكيد، وأداتى الأولى كانت البيانو، وتطورت مع حبى للسيمفونيات الغربية المختلفة لكل من بيتهوفن وبرامز، وديبوسى ورافيل، وريتشارد شتراوس، وبروكوفييف وسترافينسكى.

اكتشفت السحر الذى تستدعيه الموسيقى فى الأفلام من حيث العاطفة والضوء، وتستطيع أن تؤكد القوة غير المرئية للصوت، حيت وجدت نفسى محبًا لماكس شتاينر، جون ويليامز، برنارد هيرمان، جيرى الصائغ، والموسيقى التى أقدمها هى خليط من هذه الأنواع مع ربط قوى للهوية العربية، فالموسيقى لغة عالمية أحاول استخدام عالميتها لأتحدث للآخر عن ثقافتى باللغة التى يفهمونها، فأنا محب للنكهات العربية خاصة الغنية بخليط من السيمفونيات والأوركسترا وهو ما يجعلها أغنى وأعمق مع الهارمونى لأقدم موسيقى عربية ساحرة.


كيف تتعامل مع الموسيقى التصويرية.. هل تبدأ بعد تصوير المشهد أم تقرأ لتصل إلى فكرتك؟

أنا أحب القراءة أولاً، فعندما يكون لدى الفرصة للمشاركة فى العمل فى وقت مبكر، فقراءة السيناريو تساعدنى على اكتشاف القصة، والشخصيات، وهذه وسيلة جيدة لبدء إعداد الحوار مع المخرج، فمثلاً مع المخرج عادل أديب، والذى شاركت معه فى مسلسل باب الخلق (2012، لمحمود عبد العزيز)، ومكان فى القصر (عام 2013، غادة عادل)، وجبل الحلال (2014 محمود عبد العزيز)، كنت أقرأ دائمًا السيناريو، ثم تبدأ مناقشاتنا، وهو ما يفسر لى رؤاه من المشاريع، والموضوعات الشاملة، والشخصيات وعلاقاتهم.

نحن أيضًا نتناقش حول بعض المشاهد الرئيسية، والحاجة العاطفية فى هذا الحوار أو هذا الوضع، ثم يبدأ العمل على ما نسميه المواضيع الرئيسية (2 أو 3) من المشاريع، ثم تبدأ عملية التهديف والمقصود بها كتابة الموسيقى إلى المشاهد، وفى تلك العملية أحاول استخدام الموضوعات الرئيسية، وفيها أحرص على استخدام كافة السبل الممكنة، وذلك باستخدام التزامن والوئام والترتيبات والوتائر المختلفة من أجل متابعة جميع الحالات التى يتم تصويرها من قبل المخرج، ومساعدة الإضاءة والمشاعر والعواطف والتوتر، لتصل إلى العمل وأى حالة أخرى فى الفيلم، ثم نبدأ جلسات التسجيل هذا الجزء هو المفضل إلى جدًا، حيث الاستماع والاستمتاع بالموسيقى التى قضيت أسابيع فى كتابتها، ليشاركنى فيها بعد ذلك 92 من الموسيقيين والأوركسترا، إنه شعور خلاب لا مثيل له.

وإلى أى الأعمال تميل.. المسلسلات أم الأفلام؟

كلاهما مثير فى العمل، ولكن العملية الإبداعية لكل منهما مختلفة، فمثلاً كان مسلسل "السيدة الأولى" تجربة خلابة، فبعدما انتهينا من الموضوع الرئيسى وعملنا مباشرة على الانتهاء من الحلقات كان علينا أن التحقق من صحة النتائج المسجلة على الحلقات النهائية، ثم ذهابنا لتسجيل أوركسترا كبيرة، وقمنا بذلك فى فترة قصيرة من الوقت ولكن مع جودة مهنية عالية، كان مشروعًا صعبًا للغاية، شهد الكثير من العمل والتوتر والكواليس، والكثير من العاطفة أيضًا.
أما فى الفيلم، فعادة ما يأتى المؤلف الموسيقى فى نهاية عملية الإنتاج وبعد ذلك يتم تحريرها، وفى الحقيقة أنا أحب العمل فى التليفزيون لأن الموسيقى تلعب دورًا مهمًا جدًا فى الناس، ويدفعها الانتباه إلى الموسيقى، وهناك الكثير من الأوقات الموسيقى يمكن أن تكون مهمة جدا لنجاح المسلسل.

وأنا أحب العمل أيضا للسينما، ومؤخرًا قمت بتأليف موسيقى تصويرية للمخرج الفائز عبد الرحمن سيساكو، والذى كان فى المسابقة الرسمية فى مهرجان كان، وحصلت على جائزتين.

وما رأيك فى الاتجاه المازج بين الموسيقى الصوفية والغربية هذه الآونة؟
الموسيقى لغة عالمية، ولا يوجد بها أى حدود طالما نجد الجمال، فالسيمفونية الموسيقية الواحدة غنية بالعديد من الألوان والتقنيات، والنقطة الرئيسية هى أن القدرة على خلق جانب موسيقى على الجانب الآخر، فالموسيقى الصوفية روحانية، تلمس روحك وقلبك بأثر عميق جدًا، ويعطى الإحساس مساحات واسعة يدفعك للتأمل.
وفى "جبل الحلال" فكر المخرج عادل أديب فى التعبير عن الصوت الداخلى من خلال الصوفية، لإعطاء نبض الإيقاع الموسيقى وقد لعبت هذا الصوت أحيانا من قبل آلة الــ"Duduk" وأحيانًا الناى، ثم عملنا على تذويب ذلك مع أوركسترا سمفونية مكونة 92 موسيقى، وكانت الموسيقى جميلة مزيج من صوت الأوركسترا.

لمشاهدة كواليس أوركسترا مسلسل "جبل الحلال"


لسماع أحد المقطوعات الموسيقية لمسلسل "مكان فى القصر"


لسماع أحد المقطوعات الموسيقية لمسلسل "باب الخلق".



الموسيقى الشاب التونسى أمين بوحافة من مواليد 1986


أمين بوحافة يراجع أحد النوتات الموسيقية للموسيقى التصويرية لمسلسل "جبل الحلال".


جانب من العمل على الموسيقى التصويرية لـ"جبل الحلال".


جانب من الموسيقيين المشاركين فى الموسيقى التصويرية


جانب من كواليس إعداد موسيقى "جبل الحلال".


الموسيقى الشاب أمين بوحافة











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة