آخر الرجال المحترمين..مواطن يدفع نور عينيه ثمنا لشهامته..تدخل للدفاع عن فتاة فأطلق مسلحون النار عليه ففقد بصره..ويؤكد لليوم السابع:"اللى عملته واجب وأحتسب عينى عند الله".. والداخلية تعالجه على نفقتها

ربما قلت الشهامة وأصبحت سلعة ثمينة، وربما اختفت الرجولة وعز شأنها فى زمن انشغل الجميع بحاله، فأخلاق أولاد البلد التى كنا نتباهى بها ندر وجودها، إلا أنه مع تلك التغييرات الاجتماعية التى أصابت المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة ما زال هناك رجال على استعداد لدفع أرواحهم ثمنا للدفاع عن امرأة أو شخص ضعيف، كما فعل المواطن حسن طه محمد خليل مندوب مبيعات بإحدى الشركات الخاصة ساقه قدره أن يسير بسيارته التى يستخدمها فى نقل البضاعة إلى منطقة الهرم فى طريقه إلى مقر عمله ليفاجأ بمسلحين يهددان فتاة بالأسلحة ويحاولان الاستيلاء على حقيبتها، ما دفعه لاتخاذ قرار بالدفاع عنها ليعترض طريق المسلحين قبل هروبهما بواسطة دراجة بخارية محاولا الإمساك بهما بالرغم من حمل أحدهما لسلاح نارى، وأثناء منعهما من الهرب أطلق من بحوزته السلاح النار عليه فأصابه بوجهه ليتم نقله إلى المستشفى فاقدا لبصره، ومع تلك التضحية قرر وزير الداخليه علاجه على نفقة الوزارة بمستشفى الشرطة بالعجوزة تقديرا له على دوره وتضحيته.

"اليوم السابع" يلتقى بآخر الرجال المحترمين

"اليوم السابع" التقى بـ"حسن" آخر الرجال المحترمين أثناء تلقيه العلاج بالمستشفى وقال "أنا متزوج ولدى 7 أبناء، وأعمل مندوب مبيعات بإحدى شركات القطاع الخاص الكائنة بمنطقة الهرم، فى اليوم الذى شهد الحادث أثناء قيادتى السيارة متوجها إلى عملى وخلال سيرى فى اتجاه شارع الشيشينى فوجئت بفتاة تستغيث وتصرخ متشبثة بحقيبتها التى يحاول شخصين الاستيلاء عليها تحت تهديد السلاح النارى الذى بحوزة أحدهما، وعلى الفور قررت التدخل لمساعدة الفتاة والتصدى لبلطجة الشخصين قبل إصابتها بمكروه أو إطلاق النار عليها لسرقتها".



وأضاف "حسن": "أسرعت بالهجوم عليهما بالسيارة وأغلقت الطريق أمام الدراجة البخارية التى كانا يستعدان لاستخدامها فى الهرب، ما دفعهما لمحاولة الهروب بالدراجة وأثناء فرارهما سقط أحدهما أرضا ومع محاولتى الإمساك به أطلق الثانى النار من فرد خرطوش كان بحوزته على وجهى، فسقطت أرضا وفقدت الرؤيا على الفور، وتدخل عدد من فاعلى الخير ونقلونى إلى مستشفى الهرم وتم إجراء الإسعافات الأولية لى، إلا أنه اتضح أن المستشفى ليس بها وحدة لعلاج الرمد فتم تحويلى إلى مستشفى قصر العينى، وأثناء تواجدى بمستشفى الهرم حضر أحد ضباط الشرطة وأكد لى أن سيارتى ونقودى وهاتفى المحمول بأمان وفى عهدته".

وزير الداخلية يأمر بعلاجه على نفقة الوزارة

وتابع "حسن حديثه قائلا: "تم نقلى إلى مستشفى قصر العينى وإجراء الكشف الطبى على عينى وطلب منى الأطباء إجراء بعض الفحوصات والإشاعات بالخارج لكونها غير متوفرة بالمستشفى، وأثناء نقلى بواسطة كرسى متحرك وسمعت أحد الأشخاص ينادى اسمى وأخبرنى أنه ضابط شرطة، وذكر لى أن وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار أصدر قرارا بعلاجى على نفقة الوزارة تقديرا للدور الذى قمت به، وتم نقلى على الفور بواسطة سيارة إسعاف كانت بصحبة الضابط إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، حيث فوجئت باستقبال هائل وحميم من كل الأطباء والعاملين بالمستشفى وتم إجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة لعينى بإشراف العقيد الدكتور محمود البغدادى رئيس الأقسام الداخليه بالمستشفى".



وقال حسن: "أخبرنى الأطباء أنى فقدت عينى اليسرى وأصيبت العين اليمنى بانفجار نتيجة الرش الخرطوش الذى أصابنى بوجههى، وبالرغم من حزنى على فقد بصرى إلا أننى مقتنع أن ما فعلته واجب واحتسب عينيى عند الله".

ومن جانبه قال العقيد الدكتور محمود البغدادى رئيس الأقسام الداخلية بمستشفى الشرطة أن "حسن" وصل إلى المستشفى مصاب بانفجار بمقلة العين اليمنى واليسرى نتيجة إصابته بطلق نارى خرطوش، وأن حالته فى تحسن وسيتم إجراء عملية جراحية له، مؤكدا أن هناك اهتماما بالغا بحالته، نظرا للتضحية التى قدمها فى سبيل الدفاع عن فتاة لا يربطه بها أى صلة.



من جهة أخرى حرص العميد ياسين صيام مدير إدارة الإعلام والعلاقات بمديرية أمن الجيزة على نقل الحالة الصحية لـ"حسن" إلى اللواء طارق نصر مدير أمن الجيزة وإظهار التضحية التى قام بها ليشدد مدير الامن على سرعة تكثيف التحريات لكشف هوية المتهمين والقبض عليهم.

ومن خلال جمع المعلومات تبين للمقدم أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قسم شرطة الهرم أن مرتكبى الجريمة هما "إسلام.ب" وشقيقه "سيد" عاطلين، وبإعداد عدة أكمنة لهما تمكن النقيب محمد عتلم معاون مباحث قسم شرطة الهرم من ضبطهما وبحوزتهما فرد خرطوش و3 طلقات و5 حقائب يد حريمى و6 هواتف محمولة مسروقة، وبمواجهة المتهمين اعترفا بارتكاب الواقعة، ما دفع مدير الأمن لتكريم النقيب محمد عتلم القائم بضبط المتهمين تقديرا لدوره فى سرعة ضبط الجانيين.