وتعليقاً على انتشار هذه الظاهرة؛ قال الشاعر إبراهيم أبو سنة، "انا شخصيا أقدس الكتاب الورقى الصامت الذى أقرأه بعيونى وبعقلى واسرح معه فى سياج ورحلة ممتعة عبر صفحاته لأستطيع أن اتخيل أحداثه وأتغلغل بين ثنايا سطوره، اما عن انتشار هذه الظاهرة الجديدة، فلا بأس من إضافة وسائل جديدة لتحصيل المعرفة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها كلياً لتحل محل الكتاب الورقي".
واضاف أبو سنة، من يستمتعون بالقراءة الورقية لا يؤمنون بالظاهرة، فربما تناسب العصر بسرعته وزحامه والهدر فى وقته، ولكن فى النهاية لا يمكن أن يتغلغل القارئ فى المعنى والمضمون الحقيقى للكتاب، ربما يستطيع أن يقتنص الأفكار العابرة والإلمام بما يحيط بنا فقط، ولكن لا نستطيع الاعتماد عليه لتأسيس ثقافة حقيقية او معرفة علمية، أو تحقيق الاستمتاع بجماليات الفنون والآداب والإحساس بعمق المعرفة من خلاله.
وتابع ابو سنة؛ لن اعترض لو تحولت كتبى لهذا الشكل الجديد، للوصول لشريحة أكبر من القراء، وخاصة أن الكتب الورقية تعانى من انصراف القراء والناشرين عنها، فنحن مضطرون لمواكبة هذه الوسائل لترويج أعمالنا الادبية.
ومن جانبه ذكر الكاتب القصصى سعيد الكفراوى أن مثل هذه التقنيات يصب فى النهاية فى تطوير أدوات النشر، فهى طرق للاستفادة من تقنيات العلم وتلبى حاجة الشباب للتواصل عبر وثائق الاتصال الحديثة، حيث قال: "بالنسبة لى ولجيلى نحن كُتاب بدأنا بالورق وسوف ننتتهى بالورق، فنحن نحبذ الكتاب، فالصلة بين الكتاب والقارئ أكثر حميمية من أى وثائق نشر آخرى، مضيفاً؛ كل عصر يفرض شروطة وانتشار مثل هذه الوسائط القرائية الجديدة هو تعبير عن العصر والتطور، الذى لا يمكن أن يلاحقه جيلى بحكم تكوينه القديم.
وذكر الكفراوى؛ جيلى اترب على الورق وعلى الكتابة بالقلم، ونحبذ أن يكون النص داخل كتاب وليس على شاشة مقروءة أو مسموعة، ولكن فى النهاية لا نستطيع إلا القول لا يمكن أن يقف أحد فى وجه هذا التطور، فهو شكل من أشكل توصيل الثقافة للجيل الجديد الذى يلبى حاجاتهم فى تحصيل العلم والمعرفة.
ومن جانب آخر ذكر الناقد رضا عطية، لا يمكن أن تكون الكتب الصوتية وسيلة لحل محل الكتاب الورقي، خاصة أنها لا تستطيع أن تحول كل الخطابات التى يحتويها الكتاب الورقى إلى صوتى إلا فى حالات الكتب الإبداعية كالشعر والمسرح ومن فقدوا نعمة البصر، أما الخطابات المعقدة والفلسفية والمعارف العلمية وحتى الرواية يكون الأمر صعباً للغاية.
موضوعات متعلقة:
مناقشة رواية "المجهول" لـ"يوسف القعيد" بمكتبة مصر العامة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة