على عبد الرحمن يكتب: الأمطار أغرقت الإسكندرية والبحيرة فهل استعدت بقية المحافظات؟
الأربعاء، 11 نوفمبر 2015 05:37 م
أمطار الإسكندرية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرضت محافظة الإسكندرية أواخر أكتوبر الماضى لموجة من الأمطار الغزيرة، لقى على إثرها ما يقرب من 8 مواطنين مصرعهم فيما غرقت بعض المنازل نتيجة تراكم المياه فى الشوارع لسوء حالة شبكة الصرف، وأغلقت الطرق الرئيسية والكورنيش وتعطل الترام، وهى الأزمة التى استقال على إثرها محافظ الإسكندرية هانى المسيرى، كما أن الكارثة تركت آثارها حتى الآن، حيث تنهار بشكل شبه يومى فى الإسكندرية عقارات قديمة أو تتصدع أجزاء منها متأثرة بمياه الأمطار، بلغت حتى يوم الجمعة أكثر من 22 عقارا.
لكن يبدو أن محافظ البحيرة الدكتور محمد سلطان، لم يستوعب الدرس من مأساة جاره هانى المسيرى، وما حدث لمحافظته التى لا تبعد عنه سوى بضع كيلو مترات، ولم يستعد جيدا لمواجهة كارثة كان يدرى أنها لا تبعده عنها سوى أيام وربما ساعات، وهو ما ظهر جليا فى تعرض محافظة البحيرة قبل أيام لموجة شديدة من السيول، تسببت فى خسائر فادحة، أبشعها كان وفاة 16 شخصا وإصابة ما يقرب من 30 آخرين وتلف أطنان من المحاصيل وغرق الأراضى الزراعية والمنازل والمدارس، وأماكن أثرية فى المحافظة، حيث وصلت المياه لبعض الكنائس الأثرية منها التى ترجع إلى القرن الرابع والخامس الميلادى، كان أبرزها سقوط جزء من سور دير الأنبا بيشوى، وغرق كنيسة الأنبا كاراس، ومخزن الدير ومزرعة المواشى، كما تأثر سقف مكتبة الدير، إضافة إلى غرق قرية العفونة بالكامل وإجلاء سكانها خوفا من انهيار منازلهم عليهم.
كوارث محافظتى البحيرة والإسكندرية أعادت إلى الأذهان كارثة سيول نوفمبر عام 1994 التى بدأت بمحافظة أسيوط والمنيا، وامتدت لمحافظات أخرى مثل اسوان والفيوم والسويس والغربية وجنوب سيناء وكفر الشيخ والمنوفية لامطار شديدة الغزارة بعد الفجر تسببت فى ارتفاع منسوب المياه فى الشوارع بصورة لم تشهدها مصر منذ اكثر من 60 سنة، حيث تعرضت أسيوط لأمطار طوفانية استمرت عدة ساعات بدون توقف، ما أدى لحدوث سيل عنيف فوق الجبل الغربى وخاصة بقرية درنكة، وتسبب السيل وقتها فى غرق القرية بالكامل وتحطم الطرق بصورة كاملة وانهيار المنازل، بل وتسبب السيل فى احتراق مستودعين للبنزين داخل القرية ما أدى لاحتراق القرية بالكامل.
ووصلت الأمطار إلى مدينة القاهرة، حيث تعرضت كل مناطق القاهرة لأمطار رعدية شديدة الغزارة استمرت حوالى ساعتين تسببت فى ارتفاع المياه فى الشوارع بصورة غير مسبوقة، خلفت الموجة خسائر مادية وبشرية كبيرة للغاية، حيث لقى أكثر من 600 مواطن فى أسيوط مصرعهم أغلبهم من قرية درنكة التى اختفت من الوجود من ذلك اليوم، كما تسببت الأمطار فى انهيار آلاف المنازل فى أسيوط وسوهاج والمنازل بالمناطق الشعبية فى القاهرة، وتحطم طرق كاملة فى صعيد مصر، وقدرت الخسائر المادية وقتها بحوالى 2 مليار جنيه.
ومثلما لم يتعلم المسئولون فى مصر على مر التاريخ من كوارث الماضى، فإن كارثة الإسكندرية والبحيرة من المتوقع أن تتكرر فى محافظات أخرى من جديد لو ظل المسئولون يشاهدون هذه الكوارث عبر شاشات التلفزيون داخل مكاتبهم المزودة بمدافئ تحميهم من برد الشتاء، ويكتفون بمصمصة الشفاه والترحم على الضحايا، وإصدار التصريحات الوردية والبيانات الصحفية العقيمة التى تزعم أن الحياة فى محافظاتهم وردية وأنهم على أتم استعداد للتصدى لأى طوارئ وأى كوارث مثلما صرح محافظ الاسكندرية قبل الكارثة بأيام.
وبحسب بحث للمركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، نشرتها مجلة القطاع الهندسى لجامعة الأزهر فى عددها الصادر يوليو 2009، فإن المناطق المعرضة للسيول فى مصر يمكن تقسيمها لأربع مناطق هى: "الأولى هى وادى النيل من القاهرة حتى أسوان وتضم المنطقة من القاهرة إلى أسيوط، والمنطقة من أسيوط إلى إدفو، والمنطقة من إدفو إلى بحيرة ناصر "أقل المناطق تعرضا"، والثانية منطقة البحر الأحمر، ويوجد بها عدد لا حصر له من الأودية الصغيرة، والمنطقة الثالثة تقع فى شبه جزيرة سيناء "جنوب سيناء- شمال سيناء"، وأخيرا محافظة مطروح "هضبة السلوم".
وأكدت الدراسة أن المنطقة الواقعة من القاهرة إلى أسيوط من أكثر المناطق تعرضا للسيول، والتى تضم 6 محافظات.
وقبل أن تقع الكارثة، ونبكى على ما جرى، ونقول يا ليتنا اتخذنا إلى ذلك سبيلا، يجب على المسئولين اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة، مثل تطهير وتطوير مخرات السيول القائمة سواء كانت طبيعية أو صناعية، وإزالة التعديات التى تتم عليها، وإنشاء سحارات تحت الأرض، وتطهير وإصلاح بالوعات الصرف فى الشوارع والميادين، وتجهيز طرق وتحويلات بديلة حال حدوث سيول
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة