أكرم القصاص - علا الشافعي

بمعرض الشارقة الدولى للكتاب ..

مؤرخ ينادى بضرورة الاهتمام بالتعليم والبحث حتى تأخذ حضارتنا مكانها الريادى

الخميس، 12 نوفمبر 2015 04:10 ص
مؤرخ ينادى بضرورة الاهتمام بالتعليم والبحث حتى تأخذ حضارتنا مكانها الريادى جانب من الندوة
رسالة الشارقة ــ أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا المؤرخ الدكتور محمد مؤنس، أستاذ بجامعة الشارقة، بضرورة الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى، حتى تأخذ الحضارة مكانها الريادى، مشيراً إلى أن الحضارة الغربية ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن إن لم تعتنى بالعلم والمعرفة فعلى سبيل المثال فمكتبة الكونغرس الأمريكى وحدها بها 25 مليون كتاب.

وقال محمد مؤنس، إن الحضارة من أكثر المصطلحات التى ساهم المؤرخون والكتاب فى تعريفها، وقدمت لها أكثر من "130" تعريفاً، وعرفها ابن خلدون فى مقدمته على أنها غاية العمران البشرى، كما عرفها ول ديورانت بأنها التحدى والاستجابة بين الطبيعة والإنسان، والحضارة نشأت من خلال رغبة الإنسان فى البقاء، وتطويع الطبيعة من أجل مواصلة الحياة، وتطوير نفسه وتحدى الصعوبات التى تواجهه.

جاء ذلك خلال ندوة حول "قراءة فى كتاب صُنع الحضارة"، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، فى دورته الـ34، وأدارها أمل بدر، المحاضرة بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا.

وأضاف محمد مؤنس، وفى حديثتى عن الحضارة أنطلق من قول هيرودوت بأن مصر هبة النيل وهبة الإنسان المصرى، وهذا لا ينكر أن هنالك حضارات قامت فى العراق وبلاد الشام، فلدينا ظهير حضارى فى التاريخ العربى القديم، ويجب علينا ألا نهتم بحضارة دون الأخرى فالحضارات تتكامل وتتمازج، فمنطقتنا العربية نشأت بها أكثر الحضارات الإنسانية أهمية فى العالم، وذلك نتيجة للجغرافيا التى يقع فيها العالم العربى، وعلاقتها بالشمس التى تهب الضياء والحياة الإنسانية، فالشمس هى مصدر الحضارة، وقد أكد المؤرخون على أن آخر المناطق التى وصلت إليها الحضارة الإنسانية هى الدول الاسكندنافية (السويد والنرويج) وذلك لبرودة طقسها.

وحول المراحل التى تمر بها الحضارة قال "مؤنس"، الحضارة مثلها مثل الكائنات الحية تتطور وتنهار وتضمحل، لكن عندما يفهم الإنسان دوره الطبيعى فى المجتمع وفى عملية صنع الحضارة، وعندما تكون هنالك نخبة وصفوة تعرف دورها الرئيسى وتنسى خلافاتها عندها يحدث التقدم فى التاريخ، وفى أحيان آخرى يحدث تراجع للحضارة ويكون ذلك لعدم استجابتها الكاملة للتحديات وانهيار منظومة القيم والأخلاق فيها، كما حدث مثلاً لروما عندما سقطت فى أيدى الألمان، والحقيقة أنها لم يسقطها الألمان بل سقطت من الداخل نتيجة لانهيار منظومة الأخلاق وجاء الجيرمان ليضعوا النهاية لهذه الحضارة التى لم تستطع الصمود والصعود إلى أعلى.

وأكد "مؤنس"، على أن الحضارة الغربية نشأت وترعرت فى الحضارة العربية والإسلامية، وأخذت منها الكثير من العلوم والمعارف فى كافة المجالات العلمية، ولكن المركزية الغربية تنكر ذلك ولا تعترف به، مضيفاً الحضارات الأولى نشأت فى المنطقة العربية فى مصر والعراق وبلاد الشام، ولكن المركزية الغربية لا ترى فى المرآة سوى نفسها، ولا تمتلك الشجاعة بأن تعترف بأن من ساهم فى تأسيسها وقيامها هى العلوم العربية التى سرقها منا الغرب، فمثلاً ليونارد دافينشى صاحب الموناليزا لم يكن له أن يرسم لوحته إذا لم يقرأ كتاب المناظر للحسن الهيثم، فعلماء عصر النهضة جميعهم أخذوا من الحضارة الإسلامية والعربية، ونحن آثرنا الصمت فى مواجهتنا لهذا الواقع، وعليه يجب علينا أن نعتز بثقافتنا وحضارتنا ونأخذ من الغرب ما يمكن أن يفيدنا كما أخذ منا فى السابق، ونوازن ما بين الأصالة والمعاصرة، ويجب أن نضع فى اعتبارنا أن الحضارة الاسلامية قامت على الحوار بين الشعوب".

وحول المعالم الحضارية فى الدين الإسلامى قال "مؤنس"، إن أول كلمة نزلت فى القرأن هى كلمة "اقرأ" وأعتبرها كلمة إعجازية، كما أعتبر أن التاريخ البشرى بعد هذه الآية انقسم إلى حقبتين الأولى ما قبل اقرأ والثانية مابعدها، فمنذ أن جاء الإسلام ظل ينادى بالعلم فى الدائرة الإيمانية، وهذا أكبر دليل على أن ديننا الحنيف هو دين حضارى وإنسانى، فأركانه حضارية وتعاليم رسوله وأفعاله أخلاقية، وكذلك أفعال صحابته رضوان الله عليهم، أما إذا أردنا أن نتحدث عن إسهامات العلماء المسلمين فإننا نحتاج إلى مجلدات فلدينا 4000 مؤرخ فى 50 مجال".

وأكد "مؤنس" على أن الحديث الذى يقال حول أن الإسلام هو دين إرهابى لا يعدو كونه مجرد أُكذوبة، وذكر العديد من الشواهد التاريخية التى تؤكد صدق ذلك ومنها أن الطبيب الخاص لصلاح الدين الأيوبى، كان يهودياً يدعى موسى بن ميوم، مشيراً إلى أن عالمية الإنسان ظهرت قبل بروز مفهوم العولمة الذى اختزل وأذاب الحضارات فى حضارة واحدة.


وختم الدكتور مؤنس حديثه بتكريم الإسلام للمرأة باعتبارها كل المجتمع وليست نصفه، وقال:" أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم كانت امرأة وهى السيدة خديجة، والإسلام كرم المرأة واحترمها، من خلال نظرته المتكاملة لمفهوم الحرية، والذى يختلف عن مفهوم الغرب الذى يختزلها فى ألا تمس بحقوق الآخرين، هذا المفهوم الذى تكون معه السلوكيات بلا ضابط ولا رقيب وتغفل الجانب القيمى والأخلاقي، فالحرية فى الدين الإسلامى تدور فى الدائرة الإيمانية".


موضوعات متعلقة..


ننفرد بنشر صور لبعض مقتنيات مقبرة "توت عنخ آمون" لم تنشر من قبل








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مرعوب

تناقض

من الملاحظ هوس الاطراء المستمر لصلاح الدين ليلا ونهارا وخلق تاريخ مختلف وخاص والادهى ان الامانه العلميه فى النقل مغايره تماما لما وقع فى التاريخ من قتل وذبح فقط للكره الشديد لال البيت محمد وتمجيد اشخاص فقط لانهم قضوا على نسل بنت رسول الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة