"فيمينست إيه.. احنا بنتشعبط فى رضا ربنا".. كيف اختلف مفهوم الدفاع عن حقوق المرأة فى زمن " الفيمينست"؟.. التعرى والتدخين والانفصال عن الأهل أحلام المنظمة على السوشيال ميديا.. وباقى القضايا تبحث عن حلول

السبت، 14 نوفمبر 2015 10:06 م
"فيمينست إيه.. احنا بنتشعبط فى رضا ربنا".. كيف اختلف مفهوم الدفاع عن حقوق المرأة فى زمن " الفيمينست"؟.. التعرى والتدخين والانفصال عن الأهل أحلام المنظمة على السوشيال ميديا.. وباقى القضايا تبحث عن حلول التدخين أحد أهداف منظمة "فيمينست"
كتبت رضوى الشاذلى - سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ناشطة نسوية" "مدافعة عن حقوق المرأة" "الفيمينست".. مصطلحات مختلفة من المفترض أنها تعبر عن هدف واحد وهو ناشطة تحاول القضاء على مختلف أشكال القهر المرتبط بالنوع الجنسى، عبر تاريخ طويل من النضال لم يعد أحد يذكره الآن وأصبحت "الفيمينست" مرادفة لـ"بتوع حقوق المرأة".

فجوة كبيرة بين المسمى والهدف الحقيقى لفكر نصرة المرأة، وبين الواقع الحقيقى الآن خاصة فى مصر، ونظرة المجتمع لمن تعتبر نفسها من المدافعات عن حقوق المرأة، ويراها إما "ست فاضية" أو "عايزة تخلى الستات يمشوا على حل شعرهم"، فى حين أن " الفيمينست" نفسها لم تعد تدرك الدور الحقيقى لها، وكانت النتيجة أن كلمة "الفيمينست" تحولت إلى "سبة" وضاعت حقوق المرأة وسط المعارك حولها.


كيف اختزلت "الفيمينست" اليومين دول قضايا المرأة فى آرائها الشخصية؟


بين التحرر والتعرى فارق كبير لم تدركه هذه الفتاة المُتحمسة لحقوق بنات جنسها، وقت أن لخصت قضاياهن فى "سيجارة" أو "نفس شيشة"، سنوات من "الفيمينست المضروب" أساءت فيها مثل هذه الجميعات والشخصيات فهم القضايا الحقيقة للمرأة وأخطأت فى التعبير عنها، وتسبب تناولهن السطحى والساذج لقضاياهن فى أن تتحول جبهات الدفاع عن حقوق المرأة والجمعيات النسوية إلى نكتة ساخرة.

الحرية مش إنها تقرر مصيرها أو تختار شريك حياتها.. الفيمينست الجدد بيقولوا "العرى" يعنى إننا أحرار
لم تعلم الفيمينست المستحدثة وهى تخطو خطواتها الأولى شيئًا عن تاريخ الحركات النسوية وكيف وصلن إلى حقوق كانت فى الماضى آمالا وأحلاما صعب الوصول إليها، ورغم تاريخ هذه الحركات المُشرف إلا أن الفيمينست الجدد، أو مشاهير السوشيال ميديا اللاتى يرغبن فى جمع متابعين، ويجدن فى مثل هذه الأفكار متنفس لهن، ورغم أهمية القضايا التى يجب على من يرفع لواء حماية حقوق المرأة أن يثيرها، إلا أن الكثير منهن انشغلن بقضايا أخرى أقل أهمية، لا علاقة لها بما تعانيه المرأة فى الريف، ولا علاقة لها بنسبة 36% من الفتيات فى قرى مصر لا يقدرن على مواصلة تعليمهن بسبب رفض الأهل، ولا يجدن حل لغيرهن من المراهقات اللاتى يتعرض 44% منهن للعنف الجسدى بداية من سن الـ15.

ما لخصته الفيمينست المضروبة عن قضايا المرأة لم يخرج عن إطار القلع، وتحديداً كما جسدته علياء المهدى فى أكثر من موقف اختارته وسيلة للاعتراض فى موقف مثل الدستور، كما فعلتها مرة أخرى فى اليوم العالمى للمرأة، وقت أن تعرت تماماً هى ومجموعة من الفتيات وكأن هذا هو السبيل لنصرة حقوق النساء، التعرى هو الحرية التى تناضل من أجلها هذه الفتاة، فضلاً عن قضايا مثل الإلحاد التى يتحدث عنها الكثير منهم باعتبارها هو الحق الأصيل للمرأة، وهو أزمة "الستات" فى مصر.

لم يكن "التعرى" هو القضية الوحيدة التى روجت لها الحركات النسائية المضروبة، ولكن كان أبرزها الحجاب، الذى تحدثت عنه الأشهر فى هذا المجال "نوال السعداوى" التى أكدت أن الحجاب مظهره سيئ وشكله غير لائق، وأن من حق النساء خلع الحجاب، وتعجبت لماذا لا يرتدى الرجال الحجاب كذلك.

أما غدير أحمد واحدة من الناشطات فى هذا المجال أكدت أنه من حق الفتاة أن تنفصل عن أهلها طالما بلغت سن الرشد، ولماذا يرتبط الاستقلال فقط بالزواج، وأن هذا حق أصيل لها، هذه القضية التى أثارتها غدير ربما هى بالنسبة لها الأهم على الإطلاق، ولكنها لم تلتفت إلى أن هناك 22% من الفتيات القاصرات يتزوجن قبل سن الرشد أصلاً.

المساواة من وجهة نظر الفيمينست المضروبة "الراجل لازم يرضّع"


جزء آخر من المعركة التى تُديرها الفيمينست المضروبة على قدم وساق، دون أن تلتفت إلى ما تعانيه المرأة فى منزل الزوجية، باحثة عن حقوق المرأة فى عدم "غسل المواعين" والتى تصفها عدد من الناشطات على أنه لا يجوز أن يحدث، مؤكدين "الست مش خدامة"، ولم ينتبهن إلى ارتفاع نسب الاغتصاب الزوجى التى تخجل الزوجة من أن تعبر عنه أو تبلغ أحد من أقاربها فقط تكتفى بالصمت والفضفضة لمنتديات الستات على الإنترنت.
اليوم السابع -11 -2015

أما عن حقها فى "التدخين" فترى الفيمينست المضروبة أن المعركة الأهم من حق المرأة فى حياة كريمة مثل الرجل يتخلص فى "سيجارة" أو "نفس من الشيشة"، ولم تناد بحق المرأة مساواة فى الأجور مثلاً وفى حياة كريمة، خاصة أن مصر تحتل مرتبة متقدمة جدًا فى قائمة البلدان الأسوأ بالنسبة للمرأة، وعلى الرغم من ذلك ينادى الفيمينست فى مساواة وهمية تتلخص فى معركة "نشر الغسيل" و"الطبخ" و"الرضاعة" أحياناً.


نظرة الفيمينست للستات VS نظرة الستات للفيمينست


رغم أن الهدف الأساسى من تبنى الأفكار النسوية هو مساندة المرأة ودعم حقوقها والدفاع عنها، ورغم أن المرأة يجب أن تكون أول من يتحمس لأفكار "الفيمينست" ويدافع عمّن تتبناها، إلا أن إساءة "الفيمينست المضروبة" لقضية المرأة وللمرأة نفسها والحديث إليها وعنها باستعلاء واحتقار أحيانًا تسبب فى فجوة بين "النساء" و"النسويات" بشكل كبير، وكونت كل منهما نظرة سلبية عن الأخرى، فالفيمينست "المضروبة" تعتبر أى امرأة لا تتبنى أفكارها أو لا توافقها عليها امرأة ضعيفة ومتواطئة مع الرجال، و"ذكورية أكثر من الرجال"، وأحيانًا تصفها بأنها متخلفة ورجعية و"تستاهل اللى يجرالها".
اليوم السابع -11 -2015

ورغم أن "الفيمينست المضروبة" تصرخ طوال الوقت مطالبة بحرية المرأة إلا إنها تحصرها فى أشكال معينة ولا تعترف حتى بحرية المرأة فى اختيار الطريق الذى تريده، فإذا لم تتمرد على أهلها أو زوجها وإذا لم تخرج للعمل تعتبرها خانعة وضعيفة رغم أن هناك نساء يرين أنهن غير مضطرات لفعل ذلك ولا يشعرن من داخلهن بأنهن بحاجة ليفعلن ذلك، وقد لا يرغبن فى العمل أصلاً.

الستات عن "الفيمينست": "بُق ومزدوجة ومش حاسة بحاجة"


فى المقابل تكونت نظرة سلبية لدى النساء عن "الفيمينست المضروبة" امتدت لتشمل "الفيمينست" بشكل عام، فيرين أنها تردد كلامًا لا تعنيه حقًا وأنها "بُق وبس" وإذا تعرضت لربع الضغوط التى يتعرضن لها ستنهار، وأنها "ست فاضية" لا تعانى ما تعانيه "الست الشقيانة" حقًا بالتالى هى "مش حاسة بحاجة" ولا تعرف شيئًا عن المعاناة الحقيقية للمرأة والأشياء التى تحلم بها والحقوق التى تتمنى لو تنالها والهموم الحقيقية التى تشغلها.
اليوم السابع -11 -2015

كما تعتبرها أخريات مزدوجة الشخصية وتتحدث بما لا تفعله، وبينما تجعجع طوال الوقت بضرورة التمرد على الرجل، تخضع بشكل تام لزوجها أو حبيبها ولا تعارضه أبدًا، وترى أنها بذلك تسعى لأن "تخرب عليها" بيتها وعلاقتها بزوجها بينما هى تنعم بحياة مستقرة.

وتراها أخريات "حاقدة عليها" لأنها لا تحظى ببيت وأولاد مثلها مثلاً أو لأنها فشلت فى حياتها الزوجية، وتتمنى أن ترى كل امرأة كذلك.

التعميم يضاعف الفجوة بين الاثنين


هذه الفجوة بين "المرأة" ومن تقول إنها "تدافع عن حقوق المرأة" تبدو غير منطقية ومزعجة، خاصة عندما تكون هناك من تهتم حقًا بهموم وحقوق المرأة وتجد أنها مضطرة للمحاربة فى اتجاهين، مرة تحارب الأوضاع السيئة للمرأة فى المجتمع، ومرة الصورة السلبية التى كونتها المرأة نفسها عن المناديات بحقوقها، وهى الصورة التى تدفعها طوال الوقت إلى مقاومتها ومقاومة أفكارها حتى لو كانت فى صالحها.
اليوم السابع -11 -2015

البنت الفيمينست مش مُعقدة ولا حلمها تبقى راجل.. الطب النفسى بيقولك "دى مراهقة وحب الظهور مع شوية نُضج الموضوع هيتحل"
"دى معقدة سيبك منها"،"يا عم دى راجل" "دى بتكره الرجالة" كثيرة هى التصنيفات التى تطول الفتاة الفيمينست، بعضهم يرى أنها لا تصلح زوجة وآخرين يرون أنها مادة خام للسخرية لقضاء أوقات فراغهم، وعلى الرغم من أن الكثير من الفتيات المدافعات عن حقوق المرأة لا يتحدثن بالطريقة ذاتها ولا يروجون لأفكارهم بهذه الطريقة التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، إلا أن المجتمع لا يفرق بينهم فهم فى وجهة نظره، هذه الفئة المتعصبة لحقوق المرأة، فدائماً ما يرونها "مُعقدة".
اليوم السابع -11 -2015

هذا كان رأى الكثيرين من واقع تعليقاتهم على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر، ولكن الطب النفسى هنا له رأى آخر، حيث أكد الدكتور محمد مصطفى أستاذ الطب النفسى فى مستشفى العباسية الذى أكد أن هناك ربطا بين "البنت المعقدة" وهذه التى تطالب بحقوق المرأة، حيث صورتها السينما بهذا الشكل السيئ، وهو ما أكده الكثير من الحركات النسوية والشخصيات التى ظهرت مؤخراً تطالب هذه الحقوق بشكل فج وغريب، فهذا هو ما جعل نظرتنا إلى الفيمينست بهذا الشكل، ومن واقع تعاملى مع بعضهم، أرى أنهم بشكل عام لا يعانون من أى عُقد نفسية، بل تعانى الكثير من هنّ من حب فى الظهور، وهذا يبدو واضحاً فى ما يسطرونه على صفحاتهم الشخصية، ومحاولاتهم الدائمة لإثارة قضايا جدلية نحن فى غنى عنها ولا تنفع المرأة المصرية فى شىء، فقط يرغبون فى لفت الأنظار إليهن".
اليوم السابع -11 -2015

جانب آخر أشار إليه دكتور محمد مصطفى، فى حديثه لـ"اليوم السابع": "إن الفتاة الفيمينست تعانى من مراهقة متأخرة تدفعها لإثبات نفسها إلى المجتمع بأن لديها شخصية وأفكار وآراء تعبر عنها ووجهة نظر فى الحياة، وهو ما يدفعها إلى هذا الطريق حتى لو كانت غير مُقتنعة به".


اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة