مأساة المريض
"أحمد سعد" من سكان مدينة الواسطى، شاب فى العقد الثانى من عمره، متزوج ولديه طفله عمرها عام، دفعته مصاعب الحياة إلى أن يعمل بمهنة الحلاقة، ودفعه القدر إلى مشاركة أخيه الأكبر "عبد العزيز" فى محل للحلاقة بإحدى القرى التابعة لمركز الصف بالجيزة، والتى تبعد عن محل إقامته بمدينة الواسطى بنحو 20 دقيقة، يستقل خلالها الأخوان إحدى الدراجات النارية متخذين كوبرى الواسطى الجديد على النيل طريقاً لهم.
المجنى عليه أحمد
مطب صناعى وسرعة جنونية
وفى اليوم المشئوم استقل الأخوان الدراجة البخارية، ولأنهما دائما السير على الطريق، توقف أحمد أمام مطب صناعى، إلا أن إحدى السيارات الفارهة التى كانت تسير بسرعة صدمتهما من الخلف لتصيب الأصغر بنزيف حاد فى المخ، والأخ الأكبر بكسور كبيرة فى قدميه، وتبدأ المعاناة.
سلخانة المرضى
"متقوليش مستشفى تانى دى اسمها سلخانة"، هكذا تحدث أحمد ابن عمة الأخوين بغضب شديد ممزوج بدموع الحزن عن المأساة التى عانها أبناء خاله، قائلاً: "لما سمعت خبر الحادث جرينا على مستشفى الواسطى لقيت أحمد ابن خالى مرمى على سرير فى قسم الاستقبال، ولا يوجد أحد بجواره غير مسعف سيارة الإسعاف يساعده على التنفس الصناعى بالجهاز الموجود بالسيارة".
أحمد مع زوجته وابنته الصغيرة
مستشفى بلا أطباء وممرضات يتهربن من الحالة.. والمدير يغلق تليفونه
وأضاف ابن عمة الأخوين "أخذنا وقتًا طويلاً نبحث عن طبيب فى المستشفى ولم نجد، غير الممرضات الذين تركوا الاستقبال وقالوا الوردية خلصت دوروا على الممرضات بتاع شفت المساء، فضلت أصرخ لحد ما جبت رقم مدير المستشفى، وكلمته قال لى: هبعتلك دكتور حالاً، وانتظرنا ساعة وماشفناش حد ولما كلمت الدكتور تانى لقيته أغلق تليفونه، وظل المسعف يحاول إنقاذه لعدم تواجد أى طبيب أو ممرضة".
عبد العزيز على الفراش بعد إصابته فى قدميه
شجاعة مأمور مركز الواسطى
ويتابع أحمد حديثه: "فضلت أصرخ وأبكى، وبعدها طلب لنا موظفو الاستقبال الشرطة، وعندما حضر مأمور المركز وشرحنا له الأمر، غضب منهم وطلب من سائق الإسعاف نقلنا إلى أحد مستشفيات بنى سويف على مسئوليته، لأنه لا يوجد طبيب يكتب لنا تحويلاً إلى مستشفى آخر".
مأمور المركز ضابط بدرجة إنسان
ويضيف محمد ابن عمة الأخوين: "مأمور المركز اتصل بأحد المستشفيات الخاصة ببنى سويف، وطالبه باستقبال الحالة وأنه على استعداد لدفع المصاريف من جيبه الخاص، وأخبره مدير المستشفى الخاص بضرورة عمل أشعة مقطعية على المخ، فدفع المأمور ثمنها من جيبة الخاص، وسار أمام سيارة الإسعاف حتى أوصلنا إلى حدود مركز الواسطى".
مستشفيات ترفض استقبال المريض
وتابع محمد الصديق الأقرب للأخوين: "توجهنا مباشرة إلى المستشفى الخاص، وقابلنا مدير المستشفى الذى أخبرنا أنه لا يوجد مكان للمريض، ثم توجهنا إلى مستشفى خاص آخر ومستشفى الجامعة وحدث الأمر نفسه".
الحزن على وجه عبد العزيز بعد وفاة أخيه وإصابته
ويستكمل الحاج على والد زوجة أحمد قائلاً: "لما ضاقت بنا الدنيا ذهبنا بسيارة الإسعاف إلى مكتب المحافظ، وهناك قابلنا مدير مكتبه وحولنا على المستشفى العام، ولكن المستشفى العام لم تقم باستلامه وحولونا مرة أخرى لمستشفى الواسطى، الذين رفضوا استقباله أيضًا وقاموا بتحويلنا إلى مستشفى خاص بمركز أطفيح، وتم إدخاله قسم العناية المركز بعد دفع مبلغ 1100 جنيه، لكنة فارق الحياة، بعدما سالت دماؤه نتيجة عدم توقف النزيف الحاد داخل المخ".
زوجة أحمد وابنته التى تيتم وهى فى سن العام
عبد العزيز ورحلة العذاب
أما عبد العزيز الشقيق الأكبر لـ"أحمد"، والذى أصيب هو الآخر فى الحادثة، متحدثًا من على سريره بالمنزل ذو القدمين المثبتتين بالجبيرة قائلاً: "أنا ماحستش بحاجة غير بعد يومين من وفاة أخى كنت مرمى فى المستشفى، وذقت الأمرين حتى وافقوا على تركيب شرائح ومسامير لى بعد مرار وتعب فى مستشفى الواسطى، وبعد ما ساعدنا مأمور المركز بتاع الواسطى وكان هو الواسطة بتاعتنا بعد ربنا".
عمة أحمد تحمل طفلته اليتيمة
ويضيف عبد العزيز، والدموع تزرف من عينيه: "أنا بقيت مرمى على السرير ولو مشيت بعد كده هيكون على كرسى بعجل والبيت أتخرب.. أخويا مات وأنا أصبحت عاجزا ومفيش دخل لينا، والحمل بقى تقيل أوى أنا معايا زوجتى وأربع صبيان وكمان زوجة شقيقى وابنتها".
العمة تحتضن صورة ابن أخية التى قامت بتربيته
واختتم عبدالعزيز حديثه قائلاً: "المصيبة أنى لما بحتاج للتغيير على العملية فى مستشفى الواسطى المركزى يطلبوا منى علاج بـ270 جنيها، فأهالى الشارع جمعوا المبلغ ومش عارف هعمل إيه فى المرة الجاية".
أحمد ابن خالة الأخوين والشاهد على المأساة
من جانبه أكد الدكتور علاء عزت وكيل وزارة الصحة ببنى سويف لـ"اليوم السابع"، أنه فور علمه بالواقعة قرر إحالتها للشئون القانونية، وتكليف الدكتور حمدى مصطفى وكيل المديرية، بإعداد تقرير عاجل عن حيثيات الموضوع، مشيراً إلى أنه سيتم محاسبة كل مخطئ وأنه لا تهاون فى أى تقصير.
تقرير من مستشفى بمركز أطفيح يفيد بإصابة أحمد بنزيف حاد فى المخ
تقرير من مستشفى الواسطى بحالة عبد العزيز سعد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ربنا يرحمه ... نزيف المخ علاجه الوحيد الجراحة
عدد الردود 0
بواسطة:
semsem
الى تعليق رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الى رقم 2 .. الطبيب فى عيادته زى الصنايعى هو وشطارته مش بامكانيات العيادة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
الى مصلحة الضرائب
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبده سليمان
الي متى
عدد الردود 0
بواسطة:
W
الي رقم واحد
عدد الردود 0
بواسطة:
العطواني
الي رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
م ت ل
التمريض السبب
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الي الدكتور من مهندس
عدد الردود 0
بواسطة:
حما د ه
و فا ة مصا ب في حا د ث بسبب عبد ا لر و تين بمستشفيا ت بني سو يف