فى حلقة فنية عن الفنان الكوميدى الكبير إسماعيل يس وفى ذكرى أبو ضحكة جنان تستضف الفترة المفتوحة الساعة 5.30 مساء غد الأحد على أغانى FMالكاتب والمؤلف أحمد أبو السعود الإبيارى يتحدث عن ذكريات والده مع إسماعيل يس والنجم أشرف عبد الباقى ليتحدث عن كواليس مسلسل أبو ضحكة جنان وكيف تقمص الشخصية والناقد الفنى محمود معروف الذى يؤرخ لصاحب السعادة. تتضمن الفترة منولوجات شهيرة مثل "صاحب السعادة" و"متستعجبش متستغربش" و"أصلى مؤدب" و"الدنيا تياترو" وغيرها الكثير الفترة إعداد وتقديم الإذاعية هالة رستم إخراج تامر عز الدين.
وتحل غدا الأحد، الذكرى الـ43 على رحيل رمز الكوميديا إسماعيل يس، حيث وافته المنية فى 24 مايو 1972، بعد رحلة فنية امتدت لسنوات طويلة، ظل يقدم فيها فنا ساحرا بأسلوبه الجذاب الذى استحوذ على قلوب جمهوره فى الوطن العربى. فى 15 سبتمبر 1912 ولد إسماعيل ياسين فى مدينة السويس، وقبل أن يكمل عامه العاشر توفيت والدته، ودخل أبوه السجن بعد أن أفلس محل الصاغة الذى يمتلكه، وهكذا وجد الصبى إسماعيل نفسه وحيدًا، فترك المدرسة قبل أن يحصل على الشهادة الابتدائية، وعمل مناديًا أمام محل لبيع الأقمشة يعدد مزايا القماش، ويغرى المارة والعابرين على الشراء! هذه المأساة لم تمنع الفتى المسكين من أن يتلقى فى روحه نفحة الفن، والانشداد إلى عالم الموسيقى والغناء، وهكذا وجد نفسه مفتونًا بأغنيات موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذى سطع نجمه فى النصف الثانى من عشرينيات القرن الماضى، وقد ظن إسماعيل أنه قادر على ترديد أغانى مطرب الملوك والأمراء فى حفلات الزفاف التى كانت تقام فى السويس، وبالفعل كان يصعد على خشبة المسرح المعد كيفما اتفق، وما أن يشرع فى أداء الأغنيات العاطفية لعبد الوهاب حتى يضج الجمهور بالضحك، نظرا لملامحه وانفعالاته على المسرح.
استطاع النجم الكوميدى الراحل أن يرصد مشاعر الطيبة والبساطة بتفرد، لذلك عشقه الأطفال، كما تمكن من التعبير عن أحاسيس الخوف بأسلوب بالغ الطرافة والصدق لدرجة تجعله يستغيث بوالدته فيصرخ «يا أمه»، وهنا بالضبط يكمن سر التفاعل العجيب بينه وبين الأطفال، فالطفل تنتابه مشاعر خوف بطبيعة الحال، فيلوذ بأمه، وحين يشاهد فى الفيلم رجلًا كبيرًا طيبًا يخاف مثله فلا شك أنه سينفعل به ويحبه ويتعاطف معه.
كوّن النجم الكبير الراحل هو وتوأمه الفنى أبو السعود الإبيارى والمخرج فطين عبد الوهاب ثلاثياً من أهم الثلاثيات فى تاريخ السينما المصرية وتاريخ إسماعيل ياسين وأبو السعود الإبيارى أيضاً فقد عملوا معاً فى أفلام عديدة، وكانت تحمل أغلبها اسم إسماعيل ياسين، حيث أنتجت له الأفلام باسمه بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام "إسماعيل ياسين فى متحف الشمع، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين فى الجيش، إسماعيل ياسين فى البوليس، إسماعيل ياسين فى الطيران، إسماعيل ياسين فى البحرية، إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين، إسماعيل ياسين طرزان، إسماعيل ياسين للبيع"، والتى كان معظمها من تأليف أبو السعود الإبيارى، وكان يلازم "سمعة" فى هذه الأفلام الفنان القدير رياض القصبجى الشهير بـ"الشاويش عطية"، حيث كانت مشاهدهما – ولا تزال إلى الآن - محطة هامة فى تاريخ الكوميديا والتى يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التى يدبراها لبعضهما البعض كما شاركهما التمثيل فى بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسى. وذكر الفنان نور الشريف أنه عندما كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى المغرب استوقفه المارة وقالوا له "أمانة عليك سلم لنا على إسماعيل يس".
رحل إسماعيل فى مثل هذا اليوم عام 1972 بعد أن جاء من الإسكندرية حيث لم يستطع التعامل مع فكرة رحيل توأمه المخرج فطين عبد الوهاب، وأصيب بحزن شديد، ولم يستطع أحد إخراجه من هذه الحالة وبمجرد أن دخل منزله وجلس فى حجرته وقع مغشيا عليه وأصيب بأزمة قلبية، وحاول ابنه ياسين الاتصال بالإسعاف لكن وجد الهاتف مرفوعا من الخدمة لعدم سداده الفاتورة. رحل نجم الكوميديا الأول قبل أن يشاهد نصر أكتوبر العظيم، بعد تقديمه أفلاما للجيش المصرى، وترك ميراثا فنيا لا يقدر بثمن، وذكرى طيبة تتوارثها الأجيال.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الله يرحمة
الله يرحمة