السيسى وبوتين يؤكدان على التزامهما بدعم التعاون العسكرى بين البلدين
ففى لقاء القمة بروسيا أكد الرئيس السيسى ونظيره الروسى بوتين خلال مباحثاتهما على التزامهما بدعم التعاون العسكرى بين البلدين على كافة الأصعدة بما يحقق أعظم استفادة ممكنة للطرفين وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس الروسى على الدور المحورى الذى تقوم به مصر لدحر الإرهاب والحيلولة دون انتشاره، منوها بأن بلاده تساند مصر بشكل كامل وتدعم جهودها المبذولة لمكافحته.
وعلى الصعيد الثنائى، أشاد الرئيس بوتين بنمو معدلات التبادل التجارى بين البلدين، والتى زادت بنسبة 86% خلال عام 2014، مشيراً إلى أن تراجع هذه المعدلات القليل فى الآونة الأخيرة إنما يُعزى إلى التقلبات التى يشهدها سعر صرف العملة الروسية، وذكر الرئيس الروسى أن قطاع السياحة يحتل مكانة متقدمة فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث زادت السياحة الروسية الوافدة إلى مصر بنسبة 35% خلال عام 2014 لتستقر عند 3 ملايين ونصف المليون سائح.
وأضاف بوتين أن هناك العديد من أوجه التعاون الثنائى التى تحقق تقدما ومن بينها التعاون فى قطاع البترول، فضلاً عن مساهمة روسيا فى توفير 40% من احتياجات مصر من القمح، مؤكداً رغبة بلاده فى المساهمة فى مشروع إنشاء المركز اللوجيستى العالمى لتخزين وتداول وتجارة الحبوب الذى سيُقام فى دمياط، الأمر الذى رحب به الرئيس السيسى، مشيرا إلى الإجراءات التى تتخذها لتوفير مناخ جاذب للاستثمار.
السيسى بحث مع نظيره الروسى إنشاء منطقة صناعية روسية فى مصر
كما تباحث الرئيسان بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية فى مصر، وتوافقت رؤى الرئيسين على مواصلة التشاور والتعاون فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومن بينها إنتاج الكهرباء، وأكد بوتين دعم بلاده لطلب مصر إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركى الأوراسى التى تشمل روسيا وأرمينيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزيا، كما تم الاتفاق على اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثمارى مشترك بين كل من مصر وروسيا والإمارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية فى مصر.
وعلى الصعيد الإقليمى، تم التباحث فى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى اتفق الرئيسان على أهمية تسويتها وإنهاء حالة الجمود الراهن الذى يخيم على جهود تحقيق السلام، كما تناولت المباحثات مستجدات الأوضاع فى كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث عكست المباحثات توافقا فى الرؤى حول أهمية الحل السياسى لهذه الأزمات بما يصون مقدرات شعوبها ويحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول.
الرئيس أجرى مباحثات مع كبار المسئولين الروس بهدف توسيع التعاون فى مختلف المجالات
وأجرى الرئيس السيسى مباحثات مع كبار المسئولين الروس بهدف توسيع التعاون فى مختلف المجالات، فزار مقر مجلس النواب الروسى حيث أشاد رئيسه بما حققته مصر من تقدم على الصعيدين السياسى والاقتصادى على مدار العام الماضى، وذلك على الرغم من التحديات والظروف السلبية التى تواجهها بعض دول منطقة الشرق الأوسط والتى تؤثر بالتبعية على مصر، وبحث مع دينيس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة الروسى، وكيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار الروسى التعاون فى تطوير وتحديث المجمعات الصناعية الكبرى والتعاون فى قطاعى الصناعة والتجارة.
وبحث الرئيس السيسى مع سيرجيه كيريينكو رئيس شركة "روزاتوم" العاملة فى مجال بناء المحطات النووية، العرض الذى كان رئيس مجلس إدارة مجموعة «روزاتوم» قد قدمه لإنشاء محطة طاقة نووية مصرية لإنتاج الكهرباء أثناء زيارته إلى مصر فى يونيو الماضى، كما بحث مع أركادى دوفور كوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسى التعاون على الصعيد الاقتصادى، وأبدى كوفيتش استعداد بلاده للتعاون مع مصر فى مجال التعليم وزيادة عدد المنح الدراسية المُقدمة للطلاب المصريين فى الجامعات والمعاهد الروسية، وبحث الرئيس أيضا مع رئيس شركة روز نافت تخزين منتجاتها البترولية فى مصر وتوريدها إلى مختلف المناطق.
وأجرى الرئيس السيسى مباحثات مع وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، تناولت سبل تعزيز التعاون المشترك فى مجالات الدفاع فى إطار الروابط الوثيقة التى تربط البلدين.
الرئيس بحث مع ولى عهد أبو ظبى تعزيز العلاقات المصرية الإماراتية
كما استقبل الرئيس السيسى بمقر إقامته بموسكو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، الذى يقوم بزيارة عمل لموسكو، وتم خلال اللقاء التباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، كما التقى الرئيس السيسى، العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، فى إطار التشاور المستمر بين مصر والأردن إزاء قضايا المنطقة، وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية، وتباحث الزعيمان بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية والليبية والقضية الفلسطينية.
وبالنسبة لنشاط الرئيس السيسى على المستوى المحلى فقد وجه خلال استقباله الدكتور محمد شاكر المرقبى وزير الكهرباء والطاقة المتجددة بمواصلة صيانة محطات الكهرباء القديمة والتعاقد على إنشاء محطات جديدة لتوفير الكهرباء للمواطنين والصناعة، وأشاد الرئيس بالجهد المبذول على صعيد النهوض بقطاع الكهرباء فى مصر وتوفير الخدمة بشكل منتظم للمواطنين على الرغم من زيادة الأحمال بالتزامن مع موجة الطقس الحار التى تشهدها البلاد.
وأكد الرئيس، خلال الاجتماع، على أهمية ترشيد استهلاك الطاقة، وذلك عبر العمل على تقليل نسبة الهدر والفاقد، والاعتماد على اللمبات وأجهزة التكييف الموفرة للطاقة، وتركيب عدادات الكهرباء مسبوقة الدفع، إلى جانب ضرورة تعزيز إجراءات مكافحة تسريب التيار الكهربائى وتحصيل مستحقات الدولة، وقد عرض وزير الكهرباء الجهود التى تبذلها الوزارة فى هذا الشأن، بالإضافة إلى الخطوات التى قامت بها لرفع كفاءة إضاءة الطرق والشوارع.
وفى الاجتماع الذى عقده الرئيس السيسى بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والدكتور حسام الدين مغازى وزير الموارد المائية والرى، تم استعراض نتائج اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة الذى عقد فى أديس أبابا يومى 20 و21 أغسطس الحالى، حيث قررت اللجنة منح المكتبين الاستشاريين لسد النهضة، مهلةً حتى الخامس من سبتمبر المقبل لتسليم العرض الفنى المعدل ومراجعته من قِبَل خبراء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، خلال الاجتماع التاسع للجنة بالقاهرة فى موعد يُتفق عليه بعد الانتهاء من فحص ودراسة العرض المعدل.
الرئيس شدد على أهمية مواصلة المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبى
وشدد الرئيس على أهمية مواصلة المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبى وفقاً للمرجعيات التى تم إقرارها فى إعلان المبادئ الذى تم توقيعه فى الخرطوم فى مارس 2015، وكذا وفقاً للتفاهمات التى تمت بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى "هيلاماريام ديسالين" أثناء لقاءاتهما المختلفة، والتى كان أولها على هامش قمة الاتحاد الأفريقى فى مالابو فى يونيو 2014، والتى تم التوافق خلالها على أهمية تحقيق المكاسب المشتركة وعدم الإضرار بمصالح أى طرف، وأكد الرئيس على أهمية العمل على تحقيق مصالح شعوب الدول الثلاث باعتبار نهر النيل مصدراً للتفاهم والتعاون فيما بين دول الحوض الشقيقة.
كما أكد الرئيس دعم الدولة للصناعات الصغيرة والمتوسطة وذلك خلال اجتماعه بأعضاء المجلس التخصصى للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، حيث تم استعراض الأنشطة والتكليفات التى يقوم بها المجلس، وشدد على الأهمية التى توليها الدولة للصناعات الصغيرة والمتوسطة التى تساهم فى توفير فرص العمل وتشغيل الشباب، فضلاً عن قدرتها على الانتشار الأفقى، مشيراً إلى ما تحققه من تنمية شاملة مصاحبة لها فى المناطق التى تُقام فيها.
واستعرض الاجتماع الموقف التنفيذى لمشروع تشغيل ألف مصنع بالقاهرة الجديدة، والتصور الخاص بإنشاء عدد من المناطق الصناعية الجديدة، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، وكذلك دراسة مبدئية بشأن عملية جمع وفرز القمامة واقتصاديات التخلص منها، ومشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وسبل تعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانيات الهائلة التى يوفرها موقع المشروع، بما يساهم فى تحويل المنطقة إلى ممر عالمى يقدم الخدمات اللوجيستية وخدمات تموين وإصلاح السفن والحاويات، فضلاً عن العديد من الصناعات التى يمكن إقامتها فى تلك المنطقة.
ورحب الرئيس السيسى بالمشاركة فى أعمال قمة منتدى الهند أفريقيا، وذلك خلال استقباله سوشما سواريج وزيرة الشئون الخارجية الهندية، وأشاد الرئيس بتجربة الهند وخبرتها الناجحة فى تحقيق النمو الاقتصادى والتقدم التكنولوجى، مؤكداً على وجود آفاق واسعة للتعاون وتطوير العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة فى ضوء ما توفره مصر من فرص اقتصادية وإمكانيات لوجيستية تتيح للاستثمارات الهندية الانطلاق نحو الشرق الأوسط وأفريقيا، كما أشار الرئيس إلى الخطوات التى قامت بها مصر لتيسير عمل المستثمرين، والحد من الإجراءات البيروقراطية، وزيادة الكفاءة والشفافية.
وأعربت الوزيرة الهندية خلال اللقاء عن تطلع بلادها لتعزيز مستوى التعاون بين البلدين وخاصة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والمستحضرات الطبية، وقالت إن هناك مجالات متعددة للتعاون الثقافى فى ضوء عراقة الحضارتين، وما يجمعهما من قيم وخصائص مشتركة.
وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس 3 قرارات جمهورية بقوانين بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على الدخل وقانون الكسب غير المشروع، وبتعديل بعض أحكام قانون الرقابة والإشراف على التأمين، وأصدر ثلاثة قرارات جمهورية بضم ممثل عن هيئة الرقابة الإدارية لعضوية اللجنة العليا للإصلاح التشريعى، وبندب القاضى مجدى عبد الخالق الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة للعمل مساعدا لوزير العدل لشئون الأمن القضائى، وبالموافقة على بروتوكول التعاون مع منظمة العمل الدولية لتوظيف الشباب.
موضوعات متعلقة:
- خبراء يقرأون ما وراء رحلة السيسى إلى روسيا.. سمير غطاس: تُحدث توازنا إستراتيجيا فى الشرق الأوسط.. حسن نافعة: تطوير العلاقات يفيد القاهرة على مستويات مختلفة.. دبلوماسى سابق:تعزز الاستثمارات بين البلدين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة