*خطأ فى تشغيل عبوة ناسفة وراء تعطلها قبل انفجارها بقوات الشرطة المكلفة بتأمين المعبد.. ونفاذ شحن هاتف موصل بقنبلة حال دون انفجارها قبل استهداف دورية شرطة بالطريق
*التحقيقات: قائد الخلية أعد برنامجا تدريبيا للعناصر على كيفية تصنيع القنابل والعبوات لاستهداف مؤسسات الدولة.. والمتهمان التونسى والسودانى كانا يعتزمان تفجير نفسيهما داخل ساحة المعبد وتعامل الشرطة معهما أحبط العملية
*المتهمون: قائد الخلية أقنعنا بالفكر التكفيرى واعتناق أفكار "داعش".. وعضو التنظيم رصد تحركات السياح وخطوط السير والتقط صورا فوتوغرافية للنقاط الأمنية لإتمام العملية بنجاح
حصل "اليوم السابع" على اعترافات المتهمين عناصر الخلية الإرهابية التى استهدفت معبد الكرنك، والتى كشفتها تحقيقات النيابة العامة، مع أعضاء الخلية من خلال اعترافات للمتهمين، والذين أحيلوا إلى القضاء العسكرى لمحاكمتهم، وتبين أن تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، كلف المتهمين باستهداف معبد الكرنك ومرتاديه من السائحين الأجانب، بتنفيذ عملية عدائية به باستخدام أسلحة نارية آلية، و6 قنابل هجومية تستخدم فى المعارك الحربية، وقذيفتى هاون و"آر بى جى"، وذلك بهدف الإضرار بالسياحة داخل مصر والتأثير على اقتصادها القومى، وإشاعة الرعب بين المواطنين وبقصد إسقاط الدولة المصرية.
وكشفت التحقيقات التى باشرها فريق من محققى نيابة أمن الدولة العليا برئاسة ياسر زيتون رئيس النيابة، وكل من أحمد عبد الخالق ومحمد درويش ومحمود حجاب وكلاء النيابة، بإشراف المستشار الدكتور تامر فرجانى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا – أن القضية تضم 12 متهما، إلى جانب عنصرين أجنبيين (أحدهما تونسى والآخر سودانى الجنسية) شرعا فى تفجير نفسيهما داخل معبد الكرنك، غير أنه تم اعتراضهما والتصدى لهما وتصفيتهما بمعرفة قوات الأمن وإفشال مخططهما.
وتضمنت التحقيقات اعترافات للمتهمين باعتناقهم ذات الأفكار التكفيرية لتنظيم داعش الإرهابى، وتأييدهم لأعمال التنظيم وفروعه بالعراق وسوريا وليبيا، والتواصل مع القيادات والعناصر الإرهابية شديدة الخطورة من تنظيم أنصار بيت المقدس، الذين يضطلعون بأعمال إرهابية فى سيناء، وتلقى التكليفات منهم بتنفيذ عمليات إرهابية.
وجاء بتحريات أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، أن كوادر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، تمكنت من استقطاب عناصر جديدة للتنظيم وفكره القائم على التكفير واستباحة دماء رجال القوات المسلحة والشرطة ودماء المواطنين المسيحيين واستحلال ممتلكاتهم واستهداف دور عبادتهم.
وأوضحت التحريات أن المتهم القيادى أشرف على، فى إطار إعداد عناصر تلك الخلية عسكريا وحركيا، كلف المتهم الهارب حسن سمير حسين بسيونى من ذوى الخبرة فى مجال تصنيع العبوات المتفجرة، بإعداد دورة لعناصر تلك الخلية فى مجال تصنيع العبوات الناسفة وكيفية رصد المنشآت الهامة تمهيدا لاستهدافها، واستخدام أسماء حركية وخطوط هواتف محمولة مغلقة لتجنب الرصد الأمنى.
وأكدت التحريات قيام المتهم أشرف على بتكليف المتهم طارق عبد الستار بتنفيذ بعض العمليات العدائية ضد قوات الجيش والشرطة والتخطيط لاستهداف معبد الكرنك والأجانب المترددين عليه، بغية الإضرار بالسياحة فى مصر والتأثير على الاقتصاد القومى وإشاعة الرعب بين المواطنين بهدف إسقاط الدولة، مشيرة إلى أنه نفاذا لذات المخطط فقد تم تكليف عنصرين انتحاريين أجنبيى الجنسية لمعاونة عناصر خلية المتهم طارق عبد الستار فى استهداف معبد الكرنك بالأقصر.
وذكرت التحريات أن المتهم طارق عبد الستار اضطلع بقيادة تلك الخلية التى ضمت كلا من المتهمين حسين بركات حسين مبروك (هارب) وشعبان رجب رمضان رزق وعاشور شعبان عبد الحميد جمعه ومحمد سيد قرنى محمد وعلى جمال أحمد على وآخرين، وأن قائد الخلية أعد برنامج لتدريب عناصر الخلية تمهيدا لتنفيذ أعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة تتضمن عقد عدة لقاءات تنظيمية لهم بمحال إقامتهم لتجنب الرصد الأمني، تدارسوا خلالها أفكارهم التكفيرية المتطرفة المعادية لمؤسسات الدولة، وأمدهم قائد الخلية بمطبوعات داعمة لتلك الأفكار، وكلفهم بالدعوة لتلك الأفكار فى أوساط من يخالطونهم.
وأشارت التحريات إلى أن المتهم على جمال أحمد على تمكن – نفاذا للتكليفات المشار إليها - من استقطاب كل من المتهمين عبد الله عبد الرحمن عبد العزيز إبراهيم وحمدى فاروق تمام عبد المطلب وخالد محمد على مكاوى وآخرين، والذى قاموا بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد المنشآت العامة والشرطية، ومن بينها إلقاء عبوة ناسفة على نقطة شرطة الغمراوى ببنى سويف، وزرع عبوة متفجرة بطريق بنى سويف لاستهداف إحدى الدوريات الأمنية، غير أن عطلا بها حال دون تفجيرها.
وأضافت التحريات أن المتهم طارق عبد الستار والمتهمين حسين بركات وعلى جمال أحمد قاموا باصطحاب العنصرين الأجنبيين، وقام المتهم على جمال بتكليف عضو الخلية المتهم خالد محمد على محمد مكاوى بنقلهما والمتهم حسين بركات بإحدى السيارات إلى محطة سكة حديد بنى سويف لاستقلال إحدى القطارات المتجهة لمحافظة الأقصر، فى حين استقل عضوا الخلية المتهمان على جمال ومحمد سيد قرنى محمد دراجة بخارية بدون لوحات معدنية أمام السيارة سالفة البيان لتأمين الركب من أى لجان تفتيش، كما توجه كل من المتهمين حسين بركات وعلى جمال والعنصرين الانتحاريين الأجنبيين إلى معبد الكرنك لتنفيذ ذلك المخطط العدائى بحق المعبد ورواده، باستخدام أسلحة نارية ومتفجرات، حيث ضبط بحوزتهم سلاحان آليان ناريين وعدد 797 طلقة نارية آلية، و6 قنابل هجومية تستخدم فى الحروب وقذيفتى هاون و(أر بى جى) غير أن الخدمات الأمنية المعينة لتأمين معبد الكرنك، استوقفت تلك العناصر وتعاملت معها عقب اشتباه سائق تاكسى فيهم وإبلاغ رجال الشرطة عنهم.
وأضاف المتهم فى اعترافاته، أنه عقد مع المدعو حركيا "توفيق" عدة لقاءات تنظيمية تدارسوا خلالها أفكار وتوجيهات الجماعة ووسائلها فى تنفيذ أغراضها، وأنه عقب ذلك تم عقد لقاء تنظيمى مع المدعو توفيق وكل من المتهمين الحركيين "فكرى" و"شادى" وهما الانتحاريان الأجنبيان، حيث كلفهما خلال اللقاء المتهم المدعو حركيا "توفيق" باستهداف معبد الكرنك وقوات الشرطة القائمة على تأمينه والسائحين الأجانب المترددين عليه.
وأوضح المتهم أنه نفاذا لذلك التكليف قام برصد المعبد وقوات الشرطة المرابطة لتأمينه وتوافد السائحين الأجانب عليه، والتقط صورا فوتوغرافية لذلك، ثم قام بنقل المتهمين الأجنبيين وحقائبهما المحملة بالعبوات المتفجرة، لاستقلال أحد القطارات المتجهة إلى الأقصر، وتوجه والمتهم المدعو حركيا توفيق بسيارة الأخير إلى مدينة الأقصر، وفور وصولهم المحافظة عقد لقاء مع المتهمين الأجانب على أحد المقاهى المحيطة بمعبد الكرنك وكلفهم فيه باستهداف أماكن تجمع السائحين باستخدام العبوات الناسفة والأسلحة النارية حوزتهم، حيث قام المتهمان طارق وعاشور شعبان برصد الموقع لتأمينه، من أية تحركات لقوات الشرطة أثناء التنفيذ، فى حين قام المتهم على جمال بإعطاء إشارة البدء فى التنفيذ، بينما تولى هو والمتهم حسين بركات إشعال فتيل العبوة الناسفة وألقى بها على نقطة الشرطة غير أنها لم تنفجر لحدوث خطأ فى التشغيل، مشيرا إلى أن المتهم طارق عبد الستار كلفهم أيضا بزرع عبوة متفجرة بطريق بنى سويف الإبراهيمية لاستهداف دورية للشرطة حال سيرها عليه، فتولى هو والمتهمان على جمال وحسين بركات، زرع العبوة بجانب الطريق إلا أن نفاذ شحن الهاتف المحمول الموصل بها حال دون انفجارها.
وأشار المتهم شعبان رجب إلى أن المتهم حسين بركات اتصل به فى اليوم السابق على استهداف معبد الكرنك، لمقابلة المتهم طارق عبد الستار على طريق الفيوم الدائرى والذى كان برفقته شخصين أجنبيى الجنسية، أحدهما سودانى والآخر تونسي، حيث استقل هو والمتهم طارق دراجة بخارية مملوكة للأخير لتأمين خط السير أمام السيارة التى يستقلها الشخصان الأجنبيان حتى وصولهما إلى منزل طارق عبد الستار بقرية معصرة نعسان، وأن الأخير قرر له عقب تنفيذ واقعة استهداف معبد الكرنك أنه المخطط لها حيث تولى المتهم على جمال والشخصين الأجنبيين التنفيذ وتولى المتهم حسين بركات مبروك رصد المعبد حال التنفيذ.
ومن جانبه، اعترف المتهم عاشور شعبان عبد الحميد بتحقيقات النيابة بانضمامه لتلك الجماعة التكفيرية بعد إقناعه من قبل المتهم طارق عبد الستار، وبمشاركته فى واقعة إلقاء عبوة متفجرة على نقطة شرطة الغمراوى وزرع عبوة أخرى بطريق بنى سويف، كما أدلى بواقعة كيفية استهداف معبد الكرنك بمساعدة العنصرين الأجنبيين، حيث كانا يستهدفان تفجير نفسيهما داخل ساحة معبد الكرنك غير أن تعامل قوات الشرطة معهم حال دون ذلك.
وأقر المتهم حسن سمير حسن بتحقيقات النيابة أن المتهم طارق عبدالستار أخبره أنه على اتصال بمن أسماهم (مجاهدى تنظيم أنصار بيت المقدس) الذين كلفوه باستهداف معبد الكرنك ومرتاديه من السائحين الأجانب بعملية عدائية، وأنه فى سبيل ذلك قاموا بإرسال عنصرين أجنبيين للتنفيذ، وأن طارق عبد الستار كلف أحد الأشخاص برصد المكان إيذانا بالتنفيذ.
وذكر المتهم حمدى فاروق تمام بالتحقيقات بان المتهمين على جمال وطارق عبد الستار اضطلعا بدعوته للانضمام للجماعة التى قاما على قيادتها، ومحاولتهما إقناعه بالفكر التكفيرى، وباضطلاع الاخيرين للسفر إلى دولتى ليبيا وسوريا للالتحاق بصفوف تنظيم داعش، مشيرا إلى أن المتهم خالد محمود على أطلعه على فيديو يحوى تجربة تصنيع وإطلاق صاروخ موجه صغير الحجم.
كما اعترف المتهم عبد الله عبد الرحمن عبد العزيز إبراهيم بأن المتهم على جمال، اصطحبه معه لمحافظة الأقصر منتصف شهر أبريل الماضي، عبر محطة قطارات بنى سويف لزيارة معبد الكرنك فى رحلة سياحية، وأنه قام خلالها بالتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية للمعبد، وذلك فى إطار الإعداد لتنفيذ العملية الإرهابية، وأقر المتهم خالد مكاوى بتصفحه صفحات الانترنت التى تحتوى على فيديوهات خاصة بتصنيع الصواريخ والمواد المفرقعة، وأنه عقب ذلك قام بتصنيع صاروخ موجه صغير الحجم اطلع المتهم حمدى فاروق على تجربة إطلاقه، فدعاه لتطبيقها عقب الالتحاق بحقل "الحرب فى سوريا".
موضوعات متعلقة..
- ننشر تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضية "استهداف معبد الكرنك"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة