السيسى فى مقابلة مع وول ستريت جورنال: اتخذنا خطوات صعبة لإصلاح الاقتصاد.. ومصر تأتى على رأس الدول الأفريقية جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة.. وعلاقتنا مع واشنطن حجر الزاوية لاستقرار الشرق الأوسط

أجرت صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، مقابلة مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يتواجد حاليا فى نيويورك لحضور الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث فيه عن مستقبل أكثر استقرارا ورخاء لمصر.

وقال الرئيس السيسى، فى المقابلة التى نشرتها الصحيفة فى عددها الجمعة، إنه على مدى العام الماضى اتخذت الحكومة المصرية خطوات صعبة لكنها ضرورية لمعالجة اختلالات الاقتصاد الكلى واستعادة الثقة فى الاقتصاد وخلق أساس لاستقرار مالى فى المستقبل ورخاء عادل.

وأشار إلى أن الإجراءات الرئيسية خلال تلك المرحلة تمثلت فى تقليص دعم الوقود وإصلاح النظام الضريبى وتطبيق البرامج الاجتماعية لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهذه الجهود جنبا إلى جنب مع انطلاق العديد من المشروعات الضخمة التى توفر فرص عمل كبيرة، سوف تعمل كمحرك حيوى لنمو اقتصادى شامل فى مصر.

وأكد السيسى أن الهدف تحقيق نمو وتوزيع عادل للمكاسب بالإضافة إلى ضمان خلق فرص عمل مستمرة، لافتا إلى تأسيس صندق استثمارى، مؤخرا، يهدف إلى إنشاء مشروعات استثمارية فى جميع المحافظات لخلق فرص عمل ملائمة ومنتجة للشباب المصرى، وكذلك انطلاق برنامج تدريبى للشباب، على مستوى الجمهورية، بالتعاون مع القطاع الخاص.

وأشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية مكنت الحكومة من خلق مساحة إضافية فى الميزانية الحالية من رفع النفقات الرأسمالية إلى 75 مليون جنيه مصرى بزيادة قدرها أكثر من 25% عن العام.

وقال السيسى إنه بفضل هذه الإصلاحات تم تخصيص جزء من الميزانية لقطاعى الصحة والتعليم يتجاوز الإنفاق على دعم الطاقة، لأول مرة منذ سنوات عديدة، كما تم إعادة توجيه وفورات أخرى لدعم العدالة الاجتماعية وتمويل برامج التنمية فى مجالات تفيد المواطنين الأكثر ضعفا، فعلى سبيل المثال، 50% من عائدات الضرائب العقارية يتم إعادة توجيهها لتحسين الظروف فى المناطق الريفية والحضرية المحرومة.

وأشار إلى أن المكاسب الاقتصادية القوية زادت بشدة الاستمثارات الأجنبية المباشرة فى مصر، حيث بلغت 5.7 مليار دولار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من السنة المالية، وجاءت مصر، العام الماضى، على رأس الدول الأفريقية للاستمثارات الأجنبية المباشرة، وفقا لاستثمارات رأس المال.

وقال الرئيس السيسى فى حديثه للصحيفة الأمريكية إن العلاقات المصرية -الأمريكية، تشكل حجر الزاوية للإستقرار فى الشرق الأوسط، كما أنها ذات أوجه عدة وتشمل التعاون فى مجال واسع من القضايا.

وأكد أن مصر متحمسة للحفاظ على وتنمية شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة على أساس المصالج الأمنية والسياسية المشتركة، مشيرا إلى أن استئناف الحوار الاستراتيجى، الذى أجرى فى القاهرة الشهر الماضى، يعمل باعتباره انطلاقة هامة فى هذا الاتجاه.

وخلص مشيرا إلى أن رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، فى إطار الاتفاق النووى الذى عقدته القوى الدولية الست مع طهران، يوليو الماضى، يدفع المنطقة إلى مستوى جديد من الفرص والتحديات، وختم أن كلا من مصر والولايات المتحدة بحاجة للعمل والتنسيق بشكل وثيق مع دول الخليج لتحقيق أقصى استفادة من هذه التطورات.