أكرم القصاص - علا الشافعي

فيلم "أون ذا ميلكى رود".. الحرب لا تزال هاجس المخرج الصربى كوستوريتسا

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016 03:23 م
فيلم "أون ذا ميلكى رود".. الحرب لا تزال هاجس المخرج الصربى كوستوريتسا المخرج الصربى كوستوريتسا
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعرف محبو المخرج الصربى أمير كوستوريتسا أن الحروب اليوغوسلافية هى أكثر ما يشغل باله ويتطرق إليه فى أفلامه الشهيرة مثل (تحت الأرض) و(الحياة معجزة)، كما يعرفون أيضا أن الكوميديا العبثية هى سلاحه لتجاوز أبعاد المعاناة فى تلك الحروب.

 

وفيلمه الأحدث "أون ذا ميلكي رود" الذى يعرض خارج المسابقة الرسمية فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ليس استثناء، فلاتزال الحرب هى الهاجس المؤرق ولاتزال الكوميديا العبثية هى السلاح.

 

"مقتبس عن ثلاث قصص حقيقية والكثير من الخيالات" بهذه الجملة يبدأ كوستوريتسا فيلما آخر تدور أحداثه فى قرية صغيرة إبان الحرب وتلعب الحيوانات فيه دورا محوريا، الشىء الجديد هنا هو أن كوستوريتسا يلعب أيضا دور البطولة للمرة الأولى فى فيلم من إخراجه.

 

القصة التى ألفها كوستوريتسا أيضا تدور حول شخصية كوستا الرجل القروى البسيط الذى يجسده المخرج والذى تدور حياته حول توصيل الحليب من المزرعة التى يعيش فيها إلى الجنود الصرب فى إحدى جبهات القتال، ورغم اضطراب الأحوال بسبب الحرب فإن الحياة تبدو مستقرة وطريقها محدد بالنسبة لكوستا الذى من المقرر أن يتزوج شقيقة أحد الجنرالات بمجرد عودته من الحرب.

 

يتناول الفيلم ثلاث فترات مختلفة من حياة كوستا الأولى روتينية بعض الشىء يمارس فيها كوستا مهام نقل الحليب على حماره بشكل شبه آلى إلى أن تدخل امرأة إيطالية صربية - تلعب دورها الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشى - حياته لتقلبها رأسا على عقب لندخل فى الفترة الثانية من حياة الرجل القروى والتى تكون حافلة بالمخاطر والمغامرات فيما يقع كوستا فى حب المرأة التى لا يمنحها الفيلم اسما ليزيد من غموضها والتى تخفى سرا يهدد حياتيهما.

 

لعل من أهم أدوات كوستوريتسا فى ترسيخ الأجواء العبثية لأفلامه هى الاستعانة بالحيوانات للعب أدوار مهمة وفى هذا الفيلم يستخدم كوستوريتسا الحيوانات بكثافة، فهناك الصقر صديق كوستا الوفى الذى يحب موسيقاه وهناك الحمار الذى يحمل كوستا وحاويات الحليب من المزرعة إلى جبهة القتال دون تذمر والثعبان، الذى يحب الحليب ويساعد فى حماية الرجل القروى الذى يترك له بعضا من الحليب فى طريقه كل يوم.

 

تلعب موسيقى ستريبور كوستوريتسا - ابن المخرج - ذات الإيقاع السريع والاعتماد المكثف على الآلات الوترية دورا فى تعزيز الأجواء الكوميدية العبثية الطابع للفيلم، وهذا هو سادس فيلم يتعاون فيه الابن مع والده فى تأليف الموسيقى.

 

كما ساعد فى تحقيق هذه الرؤية اللقطات البانورامية للطبيعة الجبلية الساحرة التى نفذها المصور السينمائى جوران فولاريفيتش والتى تتناقض بشكل صارخ مع الموسيقى السريعة ودوى القصف والأعيرة النارية.

 

فى الفترة الثالثة والأخيرة من حياة كوستا التى تدور أحداثها بعد 15 عاما يتغير شكل السرد قليلا ليتبنى نبرة أكثر واقعية بعد أن وضعت الحرب أوزارها، الحرب هى الفعل العبثى الذى لا معنى له لكن ما يأتى بعد الحرب هو تداعياتها، حيث لا يترك الواقع المؤلم مساحة للعبث وحيث يبدو إطعام دب قطعا من البرتقال فعلا عاديا وحيث يستعين كوستا بالدين ليساعده على تقبل فكرة أن ما تكبده من خسائر بسبب الحرب هو جزء من طريق أكبر مرسوم له وليس مجرد نتيجة خرقاء لحرب عبثية لا معنى لها.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة