أكرم القصاص - علا الشافعي

بوراوى سعيدانة فى ذكراه السابعة.. أديب تونس غير الخائف من عواقب الكتابة

الثلاثاء، 23 فبراير 2016 10:47 م
بوراوى سعيدانة فى ذكراه السابعة.. أديب تونس غير الخائف من عواقب الكتابة بوراوى سعيدانة
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الخائف من الكتابة كالخائف من الموت ونتيجتهما واحدة؛ إن كتب خاف أن يُقتل وإن لم يكتب مات"، عبارة الأديب التونسى بوراوى سعيدانة التى تنطبق على أحوال الساحة الثقافية العربية، نتذكرها مع مرور سبعة سنوات على رحيل قائلها.

ولد بوراوى سعيدانة، 23/1/1951، فى مدينة الوردانين فى الساحل الشرقى للبلاد التونسيّة، وتوفى فى مدينة سوسة بمثل هذا اليوم عام 2009، فى مدينة سوسة، ومنذ نشأته الأولى، كان متمرّدا وطموحا، تتوق نفسه للأفضل دائما، فكان رافضا لواقع بلده وأمّته، فقاد العديد من المظاهرات المنددة بالظلم والعدالة فى بلاده وفاض قلمه بالأعمال الأدبيّة الواعية والمحرّضة على التغيير،حيث يعتبر من روّاد أدب الرّفض والثّورة فى العالم العربى.

واستشرف أحداث الثّورة التّونسيّة كما المصريّة، ضمن تسلسل زمانى وموضوعى يتوافق مع ما حصل فى الواقع بدرجة كبيرة، منذ السّبعينيّات من القرن الماضى فى قصته القصيرة "أخبار حمدان القرمطى وأتباعه" وهو فى العشرينيّات من عمره.

عُرف بجرأته فى نقد الواقع السياسى والاجتماعى وحتّى الثّقافى، وعلى الصّعيد الإنساني، عُرف بحسن الخلق والالتزام بالقيم والمبادئ والتقوى وبالشفافية والصدق والتحدى والعزيمة القويّة. وتعرّض للعديد من المضايقات بسبب آرائه الجريئة ونقده لأنظمة الحكم الّتى أمسكت زمام تونس ممّا ساهم فى عرقلة مسيرته التّعليميّة والوظيفيّة وحتّى الأدبيّة،غير أنّه ظلّ ثابتا على مبادئه،إذ يُشهد له بأنّه لم يساوم على قناعات وأفكاره.

وكما أوضحت بجمعيّة بوراوى سعيدانة للثّقافة والإبداع، فقد سبق ومنع كتابه "مزالق المهالك" من التداول لكونه وُصف بالجرأة فى النّقد و"التطاول على السّلطة"، واعتُبرت روايته الأخيرة "حفل تأبين ثقافى" فضحا صريحا للنّظام الحاكم لتونس لذلك لم تقبل أى دار نشر تونسيّة نشرها حينها خشية السّلطة.

انتشرت كتاباته فى العديد من الدّول العربيّة على نطاق واسع،نظرا لتميّزها وتفرّد أسلوبها،إذ تمّ تدريس أقصوصته "سارق الشمس" فى كليّة الآداب بجامعة الكويت. كما عقدت العديد من النّدوات الّتى تناولت أدبه بالدّراسة والنّقاش فى مدن عربيّة مثل بيروت والكويت، وتمّ عقد ندوة فى مدينة الوردانين فى ولاية المنستير لتكريمه والاحتفاء به من طرف اتّحاد الكتاب التونسيين.

كتب عنه نقّاد عرب من مصر كسيّد الوكيل وسمير الفيل ومن تونس كالدكتور فرج الحوار ورياض خليف وبوراوى عجينة ومن لبنان كالصحفى نادر حجاز والكتورة ابتسام عبد الخالق، ومن الكويت الباحث أحمد حبيب الخالدى والدكتورة هيفاء السنعوسي.

نُشرت كتاباته فى جرائد ومجلات عربية كمجلة الفكر العراقية والفكر التونسية والكرز البحرينية وحضارتنا اللبنانية والرأى الكويتية والرأى الليبيّة والاثنين الثقافى المصريّة.

اقترح اتحاد الكتاب التونسيين تسمية شارع باسمه فى مسقط رأسه مدينة الوردانين كعربون وفاء وتقدير لأدبه ونضاله،كما تأسّست جمعيّة بوراوى سعيدانة للثّقافة والإبداع فى تونس لإحياء أدبه وللنهوض بالواقع الثقافى والإبداعى فى تونس والعالم العربى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة