إحدى أهم الإيجابيات التي تنطوي عليها المنافسات الرياضية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، هو أنها تعكس الروح وتعزز الولاء والانتماء لدى الأجيال الشابة . وقد رأينا الشعب المصري مؤخراً في شوارع المدن والقرى بمختلف محافظات مصر، شمالها وجنوبها، يحتفل رافعاً علم بلاده، ورأينا كيف يبكي بعض الشباب حزناً عندما تعادل الفريق المنافس في مباراة حسم الوصول إلى روسيا.
نسفت هذه المشاهد العظيمة كل التحليلات والتكهنات حول وجود انقسامات وتباينات في الولاء والانتماء لأرض مصر العظيمة، وعكست الحقيقة القائلة بوحدة النسيج الاجتماعي المصري وقوة تماسكه، وأن ما أظهرته الأحداث في السنوات القلائل الأخيرة لم يكن سوى سحابة صيف عابرة في التاريخ المصري الذي يضرب بجذوره ممتداً لآلاف السنين.
الفرحة المصرية الشعبية العارمة بالوصول إلى نهائيات كأس العالم بروسيا لم تكن فقط احتفالاً بالوصول إلى هذه البطولة الأرفع في العالم بعد طول انتظار، بل كانت انعكاساً لتعطش شعبي عارم للفرحة والابتسامة بعد سنوات من القلق وأجواء التشاؤم والخوف من المستقبل.
أثبتت كرة القدم أن الشعب المصري العظيم نسيج اجتماعي واحد مهما قيل في ذلك من تحليلات وتكهنات وأقاويل ، وتجاهل المائة مليون مصري الأصوات الحاقدة التي كانت تتربص في الظلام حالمة بفشل حلم الوصول وتحويل ليلة المباراة إلى مأتم للتشفي في شعب مصر وأهلها وقيادتها .
الاحتفال هذه المرة لم يقتصر على شوارع مصر وقلوب أهلها، بل شمل العرب من المحيط إلى الخليج، وقد رأينا وتابعنا كيف احتفلت الامارات، قيادة وشعباً، بالانتصار المصري، حيث هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالنصر في تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر قائلاً "مبروك يا مصر .. ومبروك لكل العرب .. صعود المنتخب لكأس العالم .. ليلة عربية جميلة .. أفرحتم قلوبنا من المحيط للخليج. كبيرة يا مصر دايماً". كما قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد التهنئة للمنتخب المصري وكتب سموه على تويتر "أبارك لمصر تأهل منتخبها لنهائيات كأس العالم 2018 .. إنجاز آخر مشرف للعرب جميعا.. كل التهاني للقيادة والشعب المصري الشقيق". بينما امتلأت المواقع الالكترونية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي بالمشاعر المخلصة من الشعب الاماراتي لأشقائهم في مصر.
مشهد التهئنة والفرحة في دولة الامارات تكرر في دول عربية أخرى عدة تكن لمصر وشعبها كل الحب، وكان لافتاً فرحة الشعب الفلسطيني بفرحة النصر المصري، لتثبت الأحداث الرياضية أن مشاعر الأخوة العربية أعمق وأكبر من محاولات تنظيمات الشر والإرهاب نشر الفتن بين الشعوب العربية.
حاول بعض المغرضين افساد الفرحة في بعض وسائل الاعلام المعروفة بعدائها لمصر وشعبها عبر التشكيك في أهمية النصر الرياضي، وخلط الأوراق واستدعاء أزمات الشعب المصري في مشهد الفرحة، رغم أن الفرحة بالانتصارات الرياضية تعبير عاطفي تلقائي يعكس الانتماء للوطن والعلم الوطني وهي لحظات مطلوبة وتحتاجها الشعوب بشدة، فكل البشر يحتاجون للفرحة والابتسامة كي يتغلبوا على التحديات التي تواجههم، وهذا الأمر صحي تماماً، وإلا مات كمداً من يواجه مشكلة أو عقبة حياتية حين يظل حزيناً باكياً بانتظار انتهاء المشكلة أو الأزمة!
الحياة تمضي رغم كل المنغصات، والشعوب العظيمة تعرف بمقدرتها على مواجهة التحديات والتصدي لها، ومصر العظيمة سبق لها الانتصار على تحديات عاتية، على الصعد الاقتصادية والتنموية والسياسية والعسكرية، ويكفي الإشارة إلى أن النصر الكروي قد تواكب مع احتفالات بذكرة انتصار أكتوبر العظيم بكل مخزونها العاطفي والوطني الجياش، ليضيف انتصاراً جديداً إلى شهر الانتصارات.
أفسد اللاعبون المصريون على المتربصين بمصر وأهلها خططهم ونجحوا في رسم الابتسامة على شفاه ملايين المصريين والعرب، واعادوا الثقة إلى نفوس شباب مصر العظيم، الذي طالما شكك الكثيرون في ولائه وانتمائه، ليثبت مشهد الشاب الذي انهمرت دموعه حزناً على ما تصور أنه ضياع لحلم التأهل، يثبت أن شباب مصر بخير، وأن الوطنية والولاء والانتماء له جذور أعمق مما يتصور أعداء مصر الشقيقة.
عدد الردود 0
بواسطة:
roro
الله أكبر
صح لسانك وجزاكم الله خير عيال زايد الخير نحن أمة واحدة دائما وابدا يإذن الله