صور.. صراع التوسل إلى الله باسم الأضرحة بالصعيد.. الأجيال اختلفوا فى ثقافتهم وتعليمهم واتفقوا فى زيارتها والتوسل إليها دون الارتباط بعلم وتكنولوجيا.. وأمين الدعوة بالأزهر: التوسل لله باسم الأضرحة جهل وفساد وشرك

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 05:00 ص
صور.. صراع التوسل إلى الله باسم الأضرحة بالصعيد.. الأجيال اختلفوا فى ثقافتهم وتعليمهم واتفقوا فى زيارتها والتوسل إليها دون الارتباط بعلم وتكنولوجيا.. وأمين الدعوة بالأزهر: التوسل لله باسم الأضرحة جهل وفساد وشرك احد الاضرحة
أسيوط – ضحا صالح تصوير- أحمد سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم التقدم العلمى والتكنولوجى الهائل واختلاف الأجيال جيل بعد جيل إلا أنهم اتفقوا فى زيارة الأضرحة والتوسل إليها مهما اختلفت ثقافتهم ودرجتهم العلمية فالشعب المصرى شعب متدين بطبيعته ويميل إلى كل شىء يجعله مقربا من الله، فالإسلام التصوفى من التجمعات المريحة التى يقبل عليها الكثير دون قلق أو خوف ويقبل عليها معظم المجتمع المصرى.

 

وتعتبر الأضرحة أحد أهم الأماكن الخاصة بالإسلام التصوفى والتى يلجأ إليها الكثير من الأشخاص بل من كل مائة شخص هناك 70 شخصا على الأقل يقصدون الأضرحة وزيارة أولياء الله الصالحين، فتعرف الأضرحة على أنها مدفن لسلطان أو أمير أو رجل صالح أو أى إنسان له مكانة تدعو إلى تخليده وذكراه، أو له كرامات كانت معهودة بحياته، ويختلف بناء الأضرحة من شخص إلى آخر ومن حقبة زمنية إلى أخرى ومن محافظة لمحافظة أخرى ومن قرية إلى أخرى بنفس المحافظة، ولكن فى النهاية دورها الوظيفى واحد فى كل ما سبق، وأصبح من العرف المتبع إقامة مسجد بجوار الضريح أو فوقه، ولكن كيف استغلت تلك القبور فى النصب باسم الدين والشرك بالله بالإضافة إلى الشعوذة والدجل بغرض الشفاء.

 

ففى محافظة أسيوط يصل عدد الأضرحة المشهورة إلى أكثر من 17 ضريحا منها ضريح سيدى جلال السيوطى، وضريح السيدة نفيسة وضريح الشيخ على عبد الدايم، وضريح الشيخ منطاش بقبلى البلد وضريح الشيخ المجذوب الصدفى وضريح الشيخ خضر بغرب البلد.

 

وضريح الشيخ احمد الفرغل بمركز أبو تيج، وضريح أبو بطانية بمنفلوط، وضريح الشيخ أبو العيون بمركز ديروط، وضريح الشيخ بخيت بالجبل وضريح الشيخ السطوحى بالجبل الغربى وضريح الشيخ عبد الكريم بالجبل الغربى وضريح الشيخ شعبان بالجبل الغربى، وضريح الشيخ على بمركز البدارى، وضريح الشيخ وافى بقرية المشايعة بمركز الغنايم، وضريح الشيخ محمد عمر بمركز الغنايم.

 

ففى ضريح الفرغل بابوتيج حيث يعد سلطان الصعيد يعد من أهم الأضرحة بالمحافظة والذى يتوافد عليه الأهالى من جميع أنحاء الجمهورية كل عام فى الفترة من 2- يوليه وحتى 16 يوليه حيث يمتد مولده كل عام لـ 15 يوما ويقصده فى العموم المتصوفين والزاهدين والراغبين فى التقرب إلى الله.

 

أمام مقام الفرغل وقفت سيدة فى العقد الرابع من عمرها تتوسل إلى الله وتستحلفه بالفرغل أن يهبها الله الذرية ويرزقها بأطفال قبل أن ينقضى بها العمر، فيما ظلت أخرى عشرينية تتحسس المقام بيدها وتبكى طالبة من الفرغل أن يهبها عريسا قبل أن يفوتها قطار الزواج وتنضم إلى قائمة العوانس، وفى مقام الشيخ على بالبدارى، والذى تذهب إليه النساء الذين تأخرن فى العمل بهدف زيارة المقام والتبرك به ومن ثم طلوع وهبوط الجبل كعادة متأصلة مرتبطة بالمقام من أجل الإنجاب.

 

وفى نفس المقام وقفت سيدة وفى يدها طفلة تبدو فى سن السابعة تتوسل الله باسم المقام فى أن يرزقها بإنجاب الولد لأنها لا تنجب إلا إناث ولديها منهن 7 فيما هددها زوجها بإنجاب الذكر وأما الزواج بآخرى أو الطلاق فظلت تشكو هذا الأمر إلى المقام، ولا يمكن أن نغفل مقام الشيخ جلال السيوطى بغرب مدينة أسيوط، والذى يقع وسط منطقة شعبية فى توجه المتصوفين والراغبين إليه فالمقام لا يقل زواره يوميا عن 250 شخصا من معظم أنحاء المحافظة والمحافظات الجمهورية، يجلسون بجوار ضريحه ويشكو كل منهم حاله إلى صاحب المقام طالبا قضاء الحاجات أو المغفرة والسماح بالإضافة إلى توفيه النذور.

 

فنجد أن ما يقرب من 50 شخص يتوجهون يوميا إلى مقام السيوطى لتوفيت النذور والتى تختلف طبقا للنذر أو للحالة الاجتماعية للشخص نفسه فتوفى النذور مابين هدايا عينيه للمقام، أو نقود، أو بعض الأكياس من الشاى والسكر، أو ذبائح فعلى الرغم من اختلاف أعمار الأجيال إلا أنهم اتفقوا على زيارة الأضرحة والتوسل إليها وسؤال تلك المقامات فجلست تحت مقام السيوطى سيدة فى العقد الثامن من عمرها تشكو إليه غياب أبنائها وتتوسله فى شفاء زوجها القعيد ووعدت المقام بنذر مبلغ مالى حينما يستجيب لدعائها.

 

ومثل الشيخ الأسيوطى فإن أغلب الأضرحة الموجودة بمحافظة أسيوط ـ تستغل استغلال سىء فى النذور خاصة تلك التى تقدم فى الأضرحة الصغيرة بالقرى، أو المراكز أو التى تقع أسفل الجبال، ولم يقتصر الأمر فقط على التوسل إلى الله باسم المقام أو على توفيت النذور، ولكن يعد استخراج الجن والعفاريت فى الأضرحة وبجوار المقامات أو فى الزوايا الصغيرة واحدا من تلك الخرافات التى يلجأ إليها المشعوذين والدجالين باسم المقام.

 

فقال الشيخ محروس أحد خدام ضريح الشيخ السطوحى إن أغلب الشيوخ الذى يعالجون بالقرآن يأتون إلى الضريح ويقوموا بقراءة القران والتعاويذ المختلفة على الشخص المريض أو الذى يلبسه جن أو الممسوس أو المحسود كل ذلك بجوار الضريح مباشرة، ويشفى الشخص المريض فورا بجوار لمس يده للضريح عقب قراءة القرآن عليه وعلى هذا المنوال فإن أغلب المعالجين بالقرآن ينتهجون نفس المنهج.

 

ومن جهته قال الشيخ عبد الحميد الأطرش أمين عام الدعوة ورئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن استخدام هذه الأضرحة من الجهل المتفشى بين العامة لدرجة أن هذا الاعتقاد الفاسد وصل إلى بعض المتعلمين، أن صاحب الضريح مهما بلغ لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا والعقم والإنجاب إنما هو بأمر الله سبحانه وتعالى فالله وحده هو القائل "يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما " فصاحب الضريح بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة إذا ذهب إليه إنسان واعتقد فيه بأنه سينفعه أو سيضره فهذا هو الشرك الأصغر لأن صاحب الضريح لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولو كان يملك لنفسه النفع والضر ولو كان يملك لنفسه النفع والضر لنفع نفسه أولا، فهناك كثير من الأضرحة قام ببنائها والاسترزاق من ورائها بعض من الناس، فلو ذهب الإنسان إلى ضريح أيا كان هذا الضريح ودعاه وطلب منه أن يقضى له حاجة، وأن يدفع عنه ضرا أو يجلب له خيرا فقد أشرك مع الله غيره لأن النافع والضار هو الله سبحانه أما هؤلاء فلا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا وإذا ما كانت هناك موالد تقام لهؤلاء من عامة الشعب أو من البسطاء فالموالد هذه أحدثها الفاطميون كما أحدثوا بخور العاشوراء المبارك حيث أنهم وجدوا أن شعب مصر شعب قوى أصيل فأرادوا أن يدخلوا له من هذا الجانب فادخلوا الموالد وروجوا لها وأدركوا أن الزمارة تجمعهم والكرباج يفرقهم.

 

وإذا كانت الفتاة تذهب لصاحب ضريح من أجل أن يهيئ لها زوجا أو عريسا فاطمئن كل عانس أن الزواج له وقت معين، وله ساعة معينة لأن كل فرج مكتوب عليه اسم ناكحه فلا تقلق فتاة أن تقدم بها السن، لأن الله يختار للإنسان ما هو أفضل وأحسن له والله رحيم بالإنسان أكثر من رحمة الإنسان بنفسه، وأن كان البعض يذهب إلى المنجم أملا فى أن يجد خيرا عنده فأقول أن من ذهب إلى كاهن لا تقبل له صلاة 40 يوما إذا صدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وقالت السيدة عائشة يا رسول الله يذهب احدهم إلى الكاهن فيقع الأمر كما قال فقال صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة كذب المنجمون ولو صدفوا"، ومن جهتها قالت الدكتورة عزة خيرى بمستشفى الصحة النفسية بأسيوط أن المترددين على الأضرحة ينقسمون إلى 3 أنواع من الأشخاص فالنوع الأول هو الذى يعتقد اعتقاد تام فى الشفاء والتداوى باسم المقامات والأضرحة، وكثيرا ما يلقى هذا النوع اللوم على الأطباء النفسين بأنهم الجهلاء وان شفائهم من الأسقام والمشاكل النفسية لا يتم إلا من خلال تلك المقامات.

 

والنوع الثانى هو النوع الذى يقتنع بمبدأ الذهاب إلى الأضرحة أو المقامات فى حالة تجربة كل شىء وفشله فى التوصل للعلاج أى أنه هذا النوع لديه قناعة تامة بأنه مهما توصل إلى علاج فعلاجه فى النهاية فى الأضرحة كغسل الذنوب والتقرب إلى الله.

 

أما النوع الثالث فهو الذى لا يميل بطبعه إلى الأضرحة أو المقامات نهائيا ولكن يذهبون إليها بسبب ضغط الأهالى سواء الأب أو الأم أو الخال أو العم وإصرارهم على أن علاج هذا الشخص مقتصر فقط على زيارة الأضرحة، كأن تكون زوجة مثلا لا تنجب أو تأخر لديها الحمل فتجد أن الأم والعمة والخالة يضغطون عليها فى التوجه إلى المقام أو الضريح والتوسل هناك من أجل الإنجاب تقليدا لفلانة التى قامت بهذا العمل وأنجبت بالفعل.

 

أما عن دور الصحة النفسية فى مواجهة تلك العادات فقالت خيرى إن مستشفى الصحة النفسية بدأت خلال الفترة الأخيرة بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية فى عمل ندوات للتوعية بخطورة المرض النفسى، حتى وإن كان العلاج عن طريق الجلسات وليست الأدوية، وأشارت خيرى ولكن وجدنا أن الأهالى نفسهم لديهم وصمة من اللجوء إلى العلاج النفسى والإرشادى سواء كان جلسات أو علاج بالأدوية.

 

ولكن يجب التنويه على أن التوعية بان مرض الاكتئاب صعب ولا يمكن احتماله والاضطرابات النفسية أشد من الأمراض العضوية، بالإضافة إلى أن مرض (السيكوسوماتيك) مرض عضوى أساسه نفسى منها أمراض الشريان التاجى والقلب، ومن هنا لزم التوعية فى القرى والمراكز عن خطورة المرض النفسى، وعدم اللجوء إلى علاجه بجهل.

 

كما أن وسائل الإعلام لها دور فعال فى مواجهة هذه العادات والتخلص منها أو زيادة الإقبال عليها، فى خلال الفترة الأخيرة، لاحظنا توجه بعض أهالى المرضى إلى اللجوء لعلاجهم عن طريق الشيوخ والدجالين تقليدا لبرنامج ريهام سعيد والذى تمكنت من خلاله للدعوة إلى العلاج عن طريق الدجالين بل وادى ذلك إلى قناعة الأهالى بهذا الأمر ورفضهم للعلاج النفسى.

 

وأكدت خيرى أنه أيضا بالإضافة إلى ذلك خلال الفترة الأخيرة وبسبب زيادة الضغوط النفسية بدأ الأهالى فى اللجوء إلى الأضرحة أكثر من ذى قبل بسبب المشاكل النفسية الناتجة عن الضغط الحياتى اليومى، بالإضافة إلى أن العلاج النفسى مكلف ولكن ليس بسبب التدين.

 

أحد الاضرحة
أحد الاضرحة

 

بجوار الضريح
بجوار الضريح

 

ضريح الشيخ على
ضريح الشيخ على

 

صاحب المقام
صاحب المقام

 

الضريح
الضريح

 

ملابس أعلى الضريح
ملابس أعلى الضريح

 

 ضريح يتوسط المقابر
ضريح يتوسط المقابر

 

 ضريح للتبرك من الداخل
ضريح للتبرك من الداخل

 

 أحد المقامات بالغنايم
أحد المقامات بالغنايم

 

ضريح الشيخ عبد العال
ضريح الشيخ عبد العال

 

ضريح الشيخ عبد الكريم
ضريح الشيخ عبد الكريم

 

 الدكتورة عزة
الدكتورة عزة

 

 الدكتورة عزة خيرى
الدكتورة عزة خيرى

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة