1- بوست المناسبات والرسالة الجماعية
"النبى وصى على سابع جار".. "المصرى معروف بجدعنته فى الفرح يجامل وفى الحزن يشارك".. هذه بعض من أكليشيهات محفوظة تربى عليها المصريون لكنها حاليًا لم تعد سوى ذكرى اللهم إلا فى بعض المجتمعات الريفية، بينما وسط صخب المدينة اندثرت قيم كثيرة، فالمباركات فى الفرح أصبحت بوست على "فيس بوك"، والحال نفسه فى العزاء، وإذا لم تمتلك وقتًا كافيًا لحضور تلك المناسبات، فالاكتفاء بما قدمته على السوشيال ميديا شىء مُرضٍ للجميع.
وفى الأعياد لم يعد التوجه إلى بيوت الأقارب والأصدقاء بعد أداء الصلاة لتقديم التهانى بند فى جدول المواطنين، يكفيك إرسال رسالة جماعية أو بوست مشترك لمن ترغب فى تهنئته، وفى عيد الأضحى مثلاً يمكنك مشاركة ذويك عملية نحر الأضحية عبر الخروج لـ"لايف" فى فيديو يراه الجميع، لتنتهى بعدها بهجة العيد.
2- وداعًا للنكت.. وأهلا بـ"الكوميك"
قد لا يعلم أغلب مواليد الألفينات ماذا تعنى النكتة من الأساس؟.. وإن حدثتهم عن شعور الضحك من القلب بعد سماع نكتة لن يدركوا ما تقوله، لأن الوتيرة اليومية السريعة التى نشأوا عليها ونظرهم الدائم فى هواتفهم أكثر من النظر فى وجوه البشر لن يجعلهم يطيقون سماع موقف كوميدى وأخذ الوقت الكافى لفهمه، فالحل البديل والسريع لهم متابعة الكوميكسات على السوشيال ميديا.
ويعتبر الاختلاف الأبرز بين النكتة والكوميك هو أن الحالة التى تسببها الأولى كانت تستمر لوقت أطول مما يُغير مزاج الشخص إلى حد كبير، بينما بالنسبة للكوميك فالوضع لا يستغرق سوى ثوانى قليلة ثم يظهر على التايم لاين مواد أخرى ربما تصيبك بالحزن، ويزول معها أثر الابتسامة سريعًا.
3- اللعب فى الشارع.. وجيل التابلت
الطفل فى الماضى كان يعيش بحرية أكبر بكثير من الوقت الحالى مهما كانت ظروف أسرته المادية، فاللعب فى الشارع أو النادى ترك زخمًا من الذكريات السعيدة لدى الكثيرين، بينما يعيش الاطفال حاليًا أسرى لهواتفهم وتابلت الأطفال والبلاى ستيشن والألعاب الإلكترونية على مختلف أشكالها.
4 - العبادة أونلاين.. آخر الصيحات
لا مزايدة على العلاقة بين العبد وربه ولكن الروحانيات قد تشعر بأنها تاهت أو خفت نجمها بين ثنايا هوس السليفى وجنون الشير واللايك وعشق زيادة عدد الفلورز.. ففى موسم الحج الماضى ثار كثير من الجدل حول بعض الممارسات بدءًا من داعية إسلامى يدعو لمتابعيه على الصفحة وآخر يلتقط صورة سليفى أثناء رمى الجمرات، وآلاف آخرين كانوا تقريبًا يؤدون المناسك عبر حساباتهم الشخصية على السوشيال ميديا رغم تواجدهم فى الأراضى المقدسة!
5- فاكر لمتنا.. وجروب الواتس
تجمعات الأهل فى بيت العائلة يوم الأجازة أو الأصدقاء على القهوة، تعتبر من العادات المميزة للمصريين فى مختلف الربوع لكنها بدأت فى الاختفاء بسبب الانشغال بمتاعب الحياة، وتم استبدالها بجروبات على تطبيق "واتس آب"، سواء تحت مسمى "أحلى عيلة" بالنسبة للأقارب أو "أجدع صحاب" إذا كان جروب للأصدقاء.
6- الخناقات الكروية من القهوة لـ"فيس بوك"
المداعبات بين جماهير الأهلى والزمالك على المقاهى بعد لقاءات القمة، كانت من السمات الشهيرة للجماهير المصرية، وكذلك الالتفاف حول التليفزيونات لمتابعة الاستوديوهات التحليلية فى المواجهات الكبرى للمنتخب الوطنى، لكن كل هذا بدأ يختفى وسط الإقبال الكبير بين الشباب على السوشيال ميديا ومتابعة الصفحات الرياضية المختلفة، وإبداء آرائهم بكل حرية.
7- حقق أحلامك من على سريرك
هل استمعت إلى قصص كفاح والدك وجدك كثيرًا؟.. هل تُسميها بـ"الأسطوانة المشروخة"؟.. هل تكره مقولة "اتعب النهار ده عشان ترتاح بكره"؟.. أترك كل هذا وليس عليك سوى الدخول إلى حساباتك الاجتماعية ونشر مواهبك عبر فيس بوك إذا كنت تغنى أو تكتب، وانتظار النتيجة، وإذا لم تأتيك اذهب إلى موقع التدوينات القصير "تويتر" وقم بلعن الظروف والمجتمع، وإذا لم يشارك أحد، التقط صور لك أثناء نومك وقم بنشرها عبر انستجرام، وسينتهى يومك على هذا النحو دون أن تتحرك للعالم الخارجى وتواجه ما فيه من مشاكل ومصاعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة