الحرب الباردة الثانية

خدعوك فقالوا .. السلام الأمريكى الروسى ممكن

حرب الشيشان شاهدة على عدم التغيير.. أزمة القرم حركت المياه.. انتخابات أمريكا وتسميم سكريبال يؤكدان عودة الروس.. وسوريا ساحة استعراض

إذا كنت من مواليد التسعينات فقد يكون كل ما تعرفه عن الحرب الباردة أنها صراع وسباق بين عمالقة العالم بدأ عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وقد حسمته الولايات المتحدة لصالحها فى عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتى ولم يتبق منه سوى روسيا لكنها لم تستسلم وظلت باقية على العهد تناوش من بعيد وتناطح بلاد العم السام وحلفاءها الغربيين فى أوروبا، وفى الأعوام الأخيرة عادت الصراعات بين الطرفين تطفو على السطح مجددًا ليعلم القاصى والدانى أن الأسوأ قد يأتى فى المستقبل القريب والتاريخ ربما يُعيد نفسه مجددًا.

إذا كنت من مواليد التسعينات فقد يكون كل ما تعرفه عن الحرب الباردة أنها صراع وسباق بين عمالقة العالم بدأ عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وقد حسمته الولايات المتحدة لصالحها فى عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفيتى ولم يتبق منه سوى روسيا لكنها لم تستسلم وظلت باقية على العهد تناوش من بعيد وتناطح بلاد العم السام وحلفاءها الغربيين فى أوروبا، وفى الأعوام الأخيرة عادت الصراعات بين الطرفين تطفو على السطح مجددًا ليعلم القاصى والدانى أن الأسوأ قد يأتى فى المستقبل القريب والتاريخ ربما يُعيد نفسه مجددًا.

فى الوقت القريب هناك حدثان مهمان قد يشكلان مدخلا هاما للحديث عن الحرب الباردة الثانية، الحدث الأول يتعلق بقضية التدخلات الروسية فى الانتخابات الأمريكية بعد جلوس دونالد ترامب على المكتب البيضاوى بالبيت الأبيض، والثانى يتمثل فى محاولة تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته فى بريطانيا، وما تلاه من تصعيد متبادل بين الكرملين والمسئولين فى بلاد الإنجليزى، والسؤال الآن متى وأين بدأت دوائر صراع الحرب الباردة الثانية؟.

حرب الشيشان.. شاهد عيان على الحرب الباردة الثانية

تفاصيل الحكاية تبدأ من أواخر عام 1991 عندما انهار الاتحاد السوفيتى وتفرقت دماؤه بين 15 دولة مستقلة منها روسيا والتى انتخبت بوريس يلتسين كأول رئيس لها فى يونيو من العام ذاته، ليجد نفسه أمام عدة اختبارات اقتصادية وعسكرية خاصة الأخيرة بعدما أعلنت جمهورية الشيشان الاستقلال فى عام 1991، فيما تمسك الدب الروسى بالسيطرة عليها لعدة أسباب على رأسها أنها ممر للنفط حتى البحر الأسود وكذلك أول حائط سد للدفاع عن حوض "بيكا" أكبر منتج للحبوب فى كل أرجاء روسيا.

وبعيدًا عن تفاصيل الصراع الروسى الشيشانى ومراحله المتعددة والمتشعبة بالعهود المختلفة القيصرى والشيوعى حتى عصرنا الحالى المسمى بالديمقراطى بدءًا من "يلتسين" حتى الرئيس الحالى "فلاديمير بوتين" والذى تحدث منذ فترة عن هذه الفترة الممتدة من أوائل التسعينات حتى منتصف الألفينات خلال حوار أجراها مع المخرج الأمريكى أوليفر ونقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط فى 14 يونيو الماضى، قوله: "تكون لدينا انطباع ثابت حينها أن الشركاء الأمريكيين كانوا فى القول يتحدثون عن دعمهم لروسيا واستعدادهم للتعاون فى التصدى للإرهاب، لكنهم كانوا فى واقع الأمر يستخدمون أولئك الإرهابيين لزعزعة الوضع السياسى الداخلى فى روسيا".

حديث بوتين الذى كان عنصرًا فعالا فى الحرب الروسية /الشيشانية فى كل مراحلها سواء بالمناصب المتعددة رئيسا للوزراء أو رئيسا للدولة الروسية، يؤكد أن الأمور لم تصفو بين الطرفين الأمريكى والروسى وحلفائهم بكل تأكيد، حتى وإن كان هناك تظاهر فى وقت من الأوقات بأن التعايش بين الطرفين ممكنًا، وأن سياسة الضرب تحت الحزام قد اختفت، وفى الحوار المشار إليه سابقًا اتهم الرئيس الروسى الولايات المتحدة بدعم ما سماه نشاط الإرهابيين فى روسيا إبان الحرب الشيشانية فى التسعينات، قائلا: "لقد ولت الحرب الباردة، ولدينا علاقات شفافة وجيدة مع العالم بأسره، مع أوروبا ومع الولايات المتحدة.. نحن نأمل طبعاً بالحصول على دعمهم، لكن عوضاً عن ذلك رأينا أن الاستخبارات الأمريكية تدعم الإرهابيين".

شعار "فى العلن أصدقاء وفى الخفاء أعداء".. هذا ما رفعه تقريبًا المسئولون الأمريكيون والروس خلال التسعينات وأوائل الألفينات رغم وجود لقاءات على أعلى مستوى مثلما جرى فى عام 1992 بين بوريس يلتسين أول رئيس فى روسيا ونظيره الأمريكى جورج بوش الأب فى كامب ديفيد، وفى وقت لاحق عقد فى موسكو أول لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكى بيل كلينتون.

أزمة القرم.. حجر فى المياه الراكدة

واستمرت حالة الضرب تحت الحزام أو العمليات الاستخباراتية السرية لعدة سنوات بين الطرفين إلى أن تم إلقاء حجر فى المياه الراكدة وكان موقعه على سبيل التحديد فى جزيرة القرم، ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إن ضم شبه جزيرة القرم إلى السيادة الروسية كانت أسلس عملية غزو فى التاريخ الحديث إذا انتهت قبل إدراك العالم الخارجى بداياتها، موضحة أن أول علامة على استيلاء روسيا على القرم كانت يوم الجمعة 28 فبراير 2014 عندما أقيمت نقاط تفتيش فى أرميانسك وتشونجار وهما المعبران الرئيسيات من البر الأوكرانى باتجاه شبه جزيرة القرم.

ووفقا للهيئة البريطانية أنه حتى يوم الثلاثاء الموافق 18 مارس 2014 كانت عملية الغزو تسير بدون إراقة دماء حتى هاجم موالون لروسيا قاعدة عسكرية أوكرانية صغيرة فى مدينة سيمفيروبول مما أسفر عن مقتل ضابط وجرح آخر.. وكشفت تلك الحادثة عن عما قامت به روسيا فى الخفاء لاحتلال القرم حيث أرسلت خلال شهر فبراير آلاف من الجنود الإضافيين للقواعد العسكرية والمتواجدة بموجب معاهدة بين موسكو وكييف بامتلاكها فى القرن، ولم ينتقل عسكريون فقط إنما كان هناك متطوعون مدنيون أيضًا.

استيلاء روسيا على جزيرة القرم كان له عدة دلالات أنها قررت أن تعلنها صراحة للعالم أجمع أنها عادت للفعل وانتهى زمن رد الفعل الذى اتخذته نهجًا منذ التسعينات بعدما انهارت جزء كبير من قواه عقب تفكك الاتحاد السوفيتى.. وعمومًا لم تمر الخطوة الروسية مرور الكرام فقد أتبعها آنذاك حالة من التنديد الدولى خصوصا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

عقوبات أمريكية أوروبية على روسيا

وكأن الفرصة قد سنحت لتجدد صراعات الماضى فلم تكتف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالشجب والإدانة بل أنهما قررا توقيع عقوبات متسمرة حتى الآن، فقد أعلن الاتحاد الأوروبى فى 12 مارس الماضى عبر تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء تمديد العقوبات ضد روسيا لمدة ستة أشهر أخرى نتيجة ضمها شبه جزيرة القرم.

وكأن الفرصة قد سنحت لتجدد صراعات الماضى فلم تكتف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالشجب والإدانة بل أنهما قررا توقيع عقوبات متسمرة حتى الآن، فقد أعلن الاتحاد الأوروبى فى 12 مارس الماضى عبر تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء تمديد العقوبات ضد روسيا لمدة ستة أشهر أخرى نتيجة ضمها شبه جزيرة القرم.

وقد قال الاتحاد الأوربى ودول غربية أخرى فى وقت لاحق إن روسيا شريان حياة للانفصاليين فى شرق أوكرانيا حيث قتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ عام 2014.

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الرئيس الأمريكى آنذاك باراك أوباما أعلن فى 20 مارس 2014، عن فرض عقوبات تستهدف أشخاص ينتمون للدائرة المقربة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقد شملت العقوبات رئيس هيئة الأركان، سيرجى ايفانوف، ورجلى الأعمال الثريين اركادى روتنبرج وجينادى تيمشنكو، وشملت العقوبات الأمريكية عدد من الكيانات التجارية أيضًا.

وتعنى هذه العقوبات أن المستهدفين لن يكونوا قادرين على تحويل أموال بالدولار، كما سيتم تجميد أى أصول لهم داخل الولايات وسيمنعون من ممارسة أى نشاط تجارى داخلها، وتعقيبًا على تلك العقوبات قال أوباما فى هذا التوقيت :"إن روسيا ينبغى أن تعلم أن مزيدا من التصعيد لن يؤدى إلا إلى عزلتها أكثر عن المجتمع الدولى".

وفى المقابل، أعلنت روسيا فرض عقوبات مسئولين وسياسيين أمريكيين وضمت أبرز أعضاء الكونجرس فى هذا التوقيت وهم : هارى ريد وجون بوينر وجون ماكين، إضافة إلى بنجامين رودس مستشار الأمنى القومى للرئيس أوباما آنذاك.

لا تصدقوا المظاهر الخارجية !

وفى إطار الحديث عن تلك العقوبات، أجابت "بى بى سى" عن تساؤل هام للغاية فى تقرير نشرته بتاريخ 22 يوليو 2014، وهو لماذا لم يتم وضع الرئيس الروسى بوتين على قائمة العقوبات؟، وجاءت الإجابة بأن زعماء الغرب لا يريدون معاملة روسيا كدولة منبوذة دوليًا، فإنهم يريدون لقاء بوتين وجها لوجه، وإذا تم إدراج اسمه ضمن قائمة العقوبات، سيكون من الصعب ممارسة ضغوط مباشرة عليه، إضافة إلى ذلك فإن الغرب يريدون تعاون روسيا بشأن مجموعة كبيرة من القضايا من ضمنها إيران وكوريا الشمالية.

وأشار التقرير إلى أن العقوبات الأمريكية والأوربية ستؤثر على الاقتصاد الروسى بعد سنوات من الانتعاش بفضل إيرادات النفط الروسى، خاصة أن تلك الأحداث السياسية ستؤدى لتراجع الاستثمارات المباشرة وهروب كبير لرأس المال.

روسيا تحاول استعادة أمجاد الماضى

التصعيد بين الطرفين الروسى والأمريكى وحلفائها الغربيين لم يتوقف عند هذا الحد بل ظل التصعيد مستمرًا حول تلك الأزمة وغيرها مما وقعت فى أوقات لاحقة من مضايقات متبادلة أو تضييق على دبلوماسيين أو وسائل إعلام إلا أن الأزمة الكبرى المعروفة باسم قضية "التدخلات الروسية بالانتخابات الرئاسية الأمريكية" - لم تنته التحقيقات حتى الآن- والتى اعتبرها محللون سياسيون بمثابة محاولة لإعلان روسيا عن قدرتها رد الصفعات التى تلقتها من الإدارات الأمريكية والحكومات الغربية منذ انهيار الاتحاد السوفيتى حتى الآن.

وفى 29 ديسمبر 2016، قررت الولايات المتحدة طرد 35 دبلوماسيا روسيا وأغلقت مجمعين روسيين فى نيويورك وماريلاند ردا على حملة مضايقة ضد دبلوماسيين أمريكيين فى موسكو.. وقال مسئول أمريكى بارز لوكالة رويترز: "الإجراءات تأتى ردا على مضايقة دبلوماسيين أمريكيين فى روسيا وأنشطة لدبلوماسيين روس فى أمريكا نراها لا تتسق مع الممارسات الدبلوماسية."

وبعد تولى دونالد ترامب الحكم فى الولايات المتحدة، سرت توقعات عالمية بأن أزهى العصور فى تاريخ العلاقات الأمريكية الروسية قد أتى خصوصا أن الرئيس الأمريكى الحالى كان قد أشاد عدة مرات بنظيره الروسى فلاديمير بوتين لكن أتت الرياح بما لم يشتهى ترامب نفسه، فقد أعلن البيت الأبيض فى 2 أغسطس الماضى، أن الحاكم الأمريكى وقع على مشروع قانون يفرض عقوبات على روسيا رغم عدم رضاه عن الأمر، كما شملت العقوبات كل من إيران وكوريا الشمالية.

وتعلقت العقوبات الاقتصادية التى أقرها الكونجرس ووافق عليها ترامب بمزاعم حول تدخل موسكو فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة وسياستها إزاء أوكرانيا، ولم يصمت الجانب الروسى عن هذا التصرف بل رد بقرار طرد 755 دبلوماسيا أمريكيا، وبعد شهرًا تقريبا من القرار الروسى استأنفت حرب العقوبات والردود المتبادلة بين موسكو وواشنطن عقب إصدار البيت الأبيض قرارًا بإغلاق القنصلية الروسية فى سان فرانسيسكو فى إطار مبدأ "المعاملة بالمثل".

ووفقا للوكالة الفرنسية "أ ف ب" فإنه تزامنًا مع قرار إغلاق القنصلية الروسية فقد غادر حوالى ثلثى موظفى البعثات الدبلوماسية الأمريكية روسيا، موضحة أن هذه الخطوة تعنى أن سقف التواجد الدبلوماسى الأمريكى فى روسيا يبلغ 455 شخصا أى بمستوى الحضور الدبلوماسى الروسى فى الولايات المتحدة.

الإجراءات الدبلوماسية المشار إليها أعلاه، أكدت أن العلاقات الروسية / الأمريكية وصلت إلى مستويات أدنى مما كانت عليه فى عهد أوباما رغم أن آمال واسعة كانت مُعلقة على ترامب لتحقيق ما فشله مئات المسئولين المتعاقبين منذ بداية الحرب الباردة فى عام 1945 حتى الآن لكن ما حدث أن الطرفين عادوا خطوات كثيرة للوراء.

سكريبال والعودة للنقطة صفر

وبعد الأزمة الأوكرانية وقضية التدخلات الروسية جاءت أزمة أخرى لتؤكد أن الروس عازمون على رد كثير من صفعات أصابتهم بالعقود الثلاثة الماضية، وفى 14 مارس، اتهمت بريطانيا موسكو بتسميم سيرجى سكريبال "66 عاما" وهو ضابط مخابرات عسكرية سابق برتبة كولونيل وأبنته يوليا "33 عامًا"، قد ظهرت عليهما يوم 4 مارس الجارى أعراض التأثر بغاز أعصاب، وعثر عليهما فاقدى الوعى فى مركز تسوق فى ساليزبيرى .. ويرقد الاثنان الآن فى المستشفى، فيما قالت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن السلطات البريطانية تعتقد أن وضع غاز الأعصاب على باب الجاسوس يشير إلى أن هذا الإجراء تم الأغلب بموافقة الكرملين.

وتعود قصة هذا الضابط إلى عام 2004 عندما اعتقل جهاز الأمن الاتحادى "إف إس بى"، وهو جهاز المخابرات فى روسيا، سكريبال بتهمة الخيانة العظمى، وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا، وبعد 6 سنوات تم تسليم الجاسوس إلى الولايات المتحدة فى إطار صفقة لتبادل الجواسيس، وفى وقت لاحق من ذلك العام سافر سكريبال إلى بريطانيا وأقام بها منذ ذلك الحين.

محاولة تسميم سكريبال أدت إلى اشتعال حرب دبلوماسية ضارية بين روسيا والغرب كان نتاجها حتى الآن طرد ما يقرب من 150 دبلوماسيا روسيا من حوالى 24 دولة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا.

وعلى سبيل التحديد فإن أمريكا وحدها أعلنت فى 26 مارس الجارى طرد 60 دبلوماسيا روسيا وإغلاق القنصلية الروسية فى مدينة سياتل، وذلك تضامنا مع بريطانيا، واللافت أن السفير الروسى لدى الولايات المتحدة أناتولى أنطونوف، وصف قضية التسميم "ذريعة أمريكية" لاتخاذ إجراءات غير ملائمة ضد الدبلوماسيين الروس، وردا على هذه الخطوة الأمريكية، أعلنت روسيا طرد 58 من موظفى السفارة الأمريكية فى روسيا واثنين من العاملين فى القنصلية الأمريكية فى مدينة يكاترينبورج، بالإضافة إلى إغلاق القنصلية المذكورة.

فيما كان قد أعلن وزير الخارجية الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أن بلاده ستطرد 60 دبلوماسيا أمريكيا وستغلق قنصلية الولايات المتحدة فى سان بطرسبرج ردا على الإجراءات التى اتخذتها واشنطن بحق موسكو.

وفى ظل تلك المشاحنات فقد أفادت وكالة أنباء "نوفوستى" الروسية يوم 6 أبريل الجارى أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات جديدة على روسيا شملت 38 شخصا وشركة ومسئولين فى الدولة الروسية من بينهم سكرتير مجلس الأمن الروسى نيكولاى باتروشيف، والمدير السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية، ميخائيل فرادكوف، ووزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، فيما توعدت روسيا بـ"رد قاس" على العقوبات الأمريكية الجديدة ضد عدد من رجال الأعمال والشركات والمسؤولين الروس، وقالت فى بيان لها :"لن نترك الهجوم الحالى أو أى هجوم جديد مناهض لروسيا دونَ ردّ قاس".

بالنسبة لأزمة سكريبال لا يزال التصعيد مستمرًا بين الجانبين البريطانى والروسى ما بين تحذيرات روسية لمواطنيها لاستغلال سفرهم لبريطانيا ووضع أشياء فى حقائبهم، وما بين تصريحات هجومية للمسئولين البريطانيين على الجانب الروسى وكان نتاج هذا موجة جديدة من طرد الدبلوماسيين، ففى 31 مارس الماضى، أعلنت روسيا إبلاغ بريطانيا بأنها يتعين عليها سحب "ما يزيد قليلا عن 50" دبلوماسيا آخرا. وأوضحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية :"طالبنا بالتكافؤ.. يزيد عدد الدبلوماسيين البريطانيين على نظرائهم الروس بمقدار 50"، ورغم أن هناك أحاديث دائرة بشأن الغاز المستخدم فى عملية التسميم هل هو روسى أم لا؟، لكن هذا لا يمنع أن العلاقات بين الغرب وروسيا قد توترت إلى حد غير مسبوق منذ عقود.

سوريا.. ساحة استعراض القوة

المناوشات من قريب وبعيد كان لابد لها من ترجمة فعلية على أرض الواقع، وبالفعل وجود تلك القوى الكبرى متنفس لها على الأراضى السورية، وعلى مدار السنوات السبع الماضية حاول كل منهم استعراض قواه، وقد وصل الاحتدام بين هذه الأطراف المتشابكة لذروته فى الأيام الأخيرة حول استخدام السلاح الكيماوى فى مدينة دوما بالغوطة الشرقية ليحمل دونالد ترامب نظيره الروسى مسئولية استخدام السلاح الفتاك، ليرد المسئولون الروس بأن كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا يسعون للمواجهة مع روسيا!، متجاهلين أن الشعب السورى هو الضحية.

كل ما سبق يؤكد أن المعتقدين فى تحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها فى الغرب واهمين، ومهما تغيرت أسماء المسئولين فى إدارات الدول المختلفة يبقى الوضع على ما هو عليه، وعلى المتضررين اللجوء إلى أجهزتهم الاستخباراتية لتدبير عمليات فى الخفاء!، فقد خدعوك فقالوا إن الحرب الباردة انتهت.