رفح تحولت لثكنة عسكرية ومدينة للأكمنة للقضاء على التهريب عبر الأنفاق

فى غضون أشهر قليلة، تحولت مدينة رفح المصرية من مدينة هادئة لا يكسر صمتها إلا القبض على بعض مهربى الأنفاق أو مصادرة بضائع أو الكشف عن نفق، إلى مدينة أخرى تماما أغلق شوارعها أفراد الأمن. فعلى كل شارع جانبى يوجد كمين شرطة وسواتر ترابية وأسلحة رشاشة ثقيلة، وفى رفح ما لا يقل عن 5 آلاف جندى أمن مركزى متمركزين بسياراتهم وأسلحتهم الثقيلة فى شوارعها وميادينها، بالإضافة إلى مئات الأفراد بالزى المدنى.

وليلاً.. قلما تشاهد أحد المدنيين، فالطريق من العريش إلى رفح لا يصادفك به إلا 3 أكمنة فقط فى الخروبة وقبلها فى الريسة وفى الماسورة، وبعد أن تدخل إلى رفح تجد 51 كمينا بالتمام والكمال، والشارع الرئيسى فقط به أكثر من 25 كمينا والباقى على الشوارع الجانبية، وبالتالى، كما قال لى السائق الذى أستقل السيارة معه، فإن المسافة من العريش لمدخل رفح باتت أقصر زمنيا من مسافة 5 كيلو من بداية مدينة رفح حتى ميدان صلاح الدين، نتيجة كثرة الأكمنة بالطوب والحجارة والمتاريس، وتحول الشارع الرئيسى لثكنة عسكرية، وقال السائق "كل ذلك من أجل الأنفاق والمهربين، وما ذنب الناس الآخرين". وأضاف المفروض أن تكون الأكمنة قرب مناطق الأنفاق وليس فى المدينة كلها حتى لا يهجر الأهالى المدينة.

عمر عياد، طالب يدرس الهندسة من مدينة رفح، قال: "لا أعرف أسباب تحويل الشارع الرئيسى لثكنة عسكرية، الشارع لا علاقة له بالأنفاق، مناطق الأنفاق بعيدة والمفروض أن تكون القوات فيها وليس فى الشارع، وبعدين الناس قرفت من التأخير ومن عشرات الأكمنة، ومع ذلك أقسم بالله أن نقل البضائع للأنفاق شغال ونقلها لا يتم من الطريق الرئيسى، هذا معروف فلماذا يتم حصار الأهالى؟!". وأضاف: "نطالب أجهزة الأمن إذا أرادت الأنفاق أن تتجه لها وتترك البسطاء فى حالهم، المناطق هناك قرب البراهمة وشمال بوابة صلاح الدين، يعنى تعتبر خارج مدينة رفح".

والملاحظ أن أجهزة الأمن أغلقت كل الطرق الجانبية من بداية رفح إلى نهايتها، وهى طرق لا تؤدى إلى الأنفاق، فى حين أن المسافة من بوابة صلاح الدين باتجاه البحر المتوسط، وهى أخطر نقاط التهريب، طرقها الجانبية غير مغلقة، وبالتالى وفقا لآراء أهالى فى رفح المفروض نقل الأكمنة الحالية إلى مناطق الأنفاق، وبالتالى القضاء على التهريب وفتح الشارع الرئيسى. الكثافة الأمنية فى رفح نجحت فى القضاء على نسبة كبيرة من التهريب وضبط كميات هائلة من البضائع وسيارات تهريب الوقود.