بالتوازى مع مهرجان المسرح الاحترافى الوطنى بالجزائر، والذى يقام فى الفترة من حتى 6 يونيو، يقام ملتقى فكرى عن الكتابة المسرحية فى الوطن العربى بين الاقتباس والاستنبات والترجمة، فى الفترة من 25 إلى 27 مايو الجارى، وتتأسس على موضوع الاقتباس والترجمة والإعداد كظواهر طفت على المشهد المسرحى العربى منذ نشأته إلى يومنا هذا، فجلّ النصوص المسرحية التى قدمها هى فعل اقتباسى وترجمى أكثر مما هى فعل تأليفى مسرحى أصيل بداية من مارون النقاش الذى قدم أول مسرحية مقتبسة عن نص "البخيل" لـ"موليير"مرورا بعشرات بل مئات المسرحيات التى ارتكزت على الاقتباس والترجمة بديلين عن الكتابة المسرحية.
ويشارك الناقد المعروف وعميد المعهد العالى للفنون المسرحية الأسبق د.حسن عطية، فى الملتقى بدراسة عن الكتابة الدرامية للمسرح من الاقتداء الواعى بالغرب، باعتباره الأسبق فى التقدم فى مجال الإبداع المسرحى، ثم النجاح فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى من التخلص من الشعور بالدونية للآخر، والعمل على الإبداع المعبر عن مجتمع يدرك هويته وقيمته، ثم التراخى والعودة للاقتداء اللاوعى والنقل عن الغرب فى العقود الأخيرة، مع تخلخل شعوره بقيمته وثقافته، فصار التجريب تقليدا عن الآخر، وتضاءل حضور الكاتب المتميز، وحاكى المخرجين العرب ما يسبقه الغرب فى إنجازه، فصار مسرحنا العربى صورة ممسوخة غير قادر على التعبير عن هوية وطنه وطموح مجتمعه.