مصرى يفوز بجائزة عالمية فى الاستخدام النووى لتحسين المحاصيل الزراعية

الخميس، 04 ديسمبر 2014 02:59 م
مصرى يفوز بجائزة عالمية فى الاستخدام النووى لتحسين المحاصيل الزراعية هيئة الطاقة الذرية- أرشيفية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاز الدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب الأستاذ المتفرغ بقسم البحوث ‏النباتية بمركز البحوث النووية المصرى، بجائزة الامتياز والإنجازات المتميزة فى استنباط طفرات النباتات ‏على المستوى العالمى واستخدام الطرق النووية فى تحسين المحاصيل الزراعية.‏

وأوضحت هيئة الطاقة الذرية، اليوم الخميس، أن العالم المصرى اجتاز كل المعايير المطلوبة للحصول ‏على الجائزة التى تضمنت وجود سجل متميز من الإنجازات للفائزين فى إطلاق عدد من الأصناف ‏ذات طفرات وسمات تساهم فى تحسين المحاصيل والنباتات الهامة، كما تضمنت المعايير تقبل ‏المزارعين لتلك الأصناف التى تم استنباطها مع إشراك هؤلاء المزارعين فى تسريع وتيرة زراعة تلك ‏الأصناف وتوسيع نطاقها، إلى جانب وجود أثر اجتماعى واقتصادى ملموس لتلك الأصناف من ‏حيث زيادة المكاسب العائدة من استخدامها سواء على مستوى المزارعين أو على مستوى اقتصاد الدولة.‏

وتأتى هذه الخطوة تأكيدا لتحقيق هيئة الطاقة الذرية المصرية، يوما بعد يوم، إنجازا علميا مشرفا على ‏المستوى العالمى بما يدعو للفخر بأبنائها من العلماء والباحثين والعاملين الإداريين الذين حققوا ‏نجاحات متتالية فى كافة المجالات لرفعة شأن الهيئة ورفع راية العلم ودفع الوطن قدماً للأمام.‏

وحصل الدكتور المصرى عبد الشافى إبراهيم رجب على الجائزة فى الاحتفالية العالمية بمناسبة الذكرى ‏الخمسين لإنشاء الشعبة المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ‏والمعنية باستخدام التقنيات النووية فى الأغذية والزراعة وتم توزيع الجوائز على هامش انعقاد الدورة ‏الثامنة للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرا.‏

من جانبه، أثنى الدكتور عاطف عبد الحميد عبد الفتاح رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية على الدور الذى ‏قدمه العالم الدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب فى تحقيق المزيد من الإنجازات البناءة والتقدم المثمر ‏فى مجالات البحث العلمى للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وطموحها المستمر، كما أثنى على ‏دور علماء الهيئة فى حصد العديد من الجوائز المتميزة فى كافة المجالات العلمية.‏

ودعا الدكتور المصرى عاطف عبد الحميد شباب الباحثين من العلماء لبذل المزيد من المجهودات العلمية ‏واتخاذ صفوة العلماء قدوة لهم للمشاركة فى النهوض بالبحث العلمى لإحداث نقلة نوعية والانطلاق ‏بمصرنا الغالية إلى الآفاق العالمية، مؤكدا أن الهيئة تمتلك من الإمكانات العلمية والبحثية ‏والمعملية ما يؤكد دعم شباب الباحثين فى إنجاح أبحاثهم وأن الهيئة لا تدخر وسعا إلا وتقدم كافة ‏الدعم لأبنائها فى مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية وبما يخدم المجتمع المصرى فى ‏المجالات الزراعية والصناعية والطبية وغيرها.‏

وأوضح العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب أن استخدام الطرق النووية فى تحسين ‏المحاصيل الزراعية يعد أحد أهم التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، حيث أن تطوير المحاصيل ‏الزراعية وتحسينها يتم من خلال الطفرات الطبيعية (نظرية الطفور للتطور) ونظرا لأن الطفرات ‏الطبيعية تحدث بمعدلات منخفضة جدا (واحد فى المليون) وعلى فترات طويلة، عمل ‏الإنسان على محاكاة الطبيعة فى استحداث الطفرات صناعيا باستخدام الطرق النووية حتى لا يظل ‏الإنسان معتمدا على الطبيعة كمصدر وحيد للتصنيف الوراثى، وبالتالى تحسين الإنتاج الزراعى عن ‏طريق إنتاج أصناف زراعية محسنة جديدة.

وأضاف العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم، أن الطفرات المستحدثة بالوسائل النووية لعبت دورا كبيرا ‏فى توفير الغذاء فى كثير من دول العالم، وبالتالى تحقيق الأمن الغذائى والتغلب على سوء التغذية، ‏حيث تم إنتاج ما يزيد على ثلاثة آلاف صنف زراعى جديد فى جميع دول العالم فى مختلف ‏المحاصيل (محاصيل الحبوب- البقول- الزيت-الفاكهة- الزينة).‏

وأشار العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم إلى أن هيئة الطاقة الذرية المصرية تنبهت إلى خطورة الفجوة الكبيرة فى إنتاج زيوت الطعام ‏فى مصر مبكرا منذ أوائل الثمانينات من القرن العشرين، ولذلك اهتمت باستحداث وتنمية أصناف ‏زراعية جديدة فى بعض محاصيل الزيت كمحاصيل السمسم والقرطم باستخدام الوسائل النووية ‏والتكنولوجيا الحيوية ذات الصلة.‏

ونوه العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم، بأن السمسم يعتبر من محاصيل الزيت الهامة فى مصر حيث يزرع من أجل بذوره التى ‏تحتوى على 53 فى المائة زيت من أجود أنواع الزيوت ويعرف بزيت "السيرج" وهو زيت ثابت جدا ‏لفترات طويلة لأنه يحتوى على مضادات أكسدة (سيسامول) عبارة عن مركبات فينولية التى تشتق ‏من السيسمولين ويستخدم زيت السمسم كمذيب أو حامل فى الأدوية والكريمات.‏

وتناول الدكتور المصرى عبد الشافى إبراهيم مشكلات زراعة السمسم ومنها نقص الأصناف المحسنة التى ‏تزرع عند الفلاحين وكذلك انفتاح القرون وسقوط نسبة كبيرة من البذور عند الحصاد تصل إلى 30 ‏فى المائة وأيضاً الإصابة بأمراض الذبول، مشيرا إلى أن السمسم محصول صيفى يتنافس مع ‏المحاصيل الرئيسية فى منطقة الدلتا، موضحا أن هذه المشكلات ناتجة عن عدم اهتمام مربى ‏النبات بالسمسم كاهتمامه بالمحاصيل الرئيسية.‏

وكان إيراد الفدان من السمسم من الأصناف المحلية فى الموسم يبلغ 3200 جنيه بينما بلغ إيراده ‏من الأصناف الجديدة من 4600 إلى 6400 جنيه، وكانت تكلفة زراعة الفدان من الأصناف ‏المحلية فى الموسم 2000 جنيه وهى نفس التكلفة بالنسبة للأصناف الجديدة.

وكان صافى ربح ‏الفدان من الأصناف المحلية فى الموسم يبلغ 1200 جنيه بينما بلغ بالنسبة للأصناف الجديدة من ‏‏2600 إلى 4400 جنيه، وبفرض أن المساحة المزروعة بالسمسم فى الموسم الواحد تبلغ 100 ‏ألف فدان فإن صافى الربح على المستوى القومى فى الموسم الواحد بالنسبة للأصناف ‏المحلية كان يبلغ 120 مليون جنيه مقابل من 260 إلى 440 مليون جنيه، وبالتالى فإن ‏صافى الربح فى عشر سنوات منذ توزيع الأصناف الجديدة من تقاوى السمسم على ‏المزارعين يبلغ من 6ر2 إلى 4ر4 مليار جنيه مقابل 2ر1 مليار جنيه بالنسبة للأصناف ‏المحلية القديمة.‏

وأكد العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم أن هيئة الطاقة الذرية عملت على برنامج استحداث وتنمية أصناف زراعية محسنة وخلال ‏أكثر من 25 عاما من العمل العلمى المتواصل ليتمكن فى النهاية من استحداث واستنباط عدد ‏من الطفرات عالية الإنتاجية وجودة الزيت ومقاومة الأمراض والآفات من خلال استحداث الطفرات ‏والتأكد من ثبات صفاتها الوراثية ثم تقييمها على مدى عشرين عاماً فى تجارب حقلية للإنتاجية ‏العالية والمقاومة للأمراض والآفات وصفات الجودة ودراسة درجة الثبات الوراثى ودرجة التأقلم فى ‏مواقع بيئية مختلفة.‏

وأوضح العالم المصرى الدكتور عبد الشافى إبراهيم أنه فى عام 1997 تقدمت هيئة الطاقة الذرية بطلب تسجيل ثلاث طفرات مستنبطة ‏ومستحدثة فى معامل ومزارع الهيئة إلى لجنة تسجيل الأصناف بوزارة الزراعة طبقا للقرار الوزارى ‏رقم 103 لسنة 1996 وتم إرسال لجنة تسجيل أصناف بذور السلالات الجديدة إلى لجان فنية ‏بمركز البحوث الزراعية لتقييمها لمدة سنتين على مستوى محطات البحوث وسنه ثالثة على ‏مستوى حقول المزارعين وتم التقدم بالتقارير النهائية إلى لجنة تسجيل الأصناف والتى وافقت على ‏تسجيلها كأصناف تجارية تحت مسمى طاقة 1 – طاقة 2 – طاقة 3 بتاريخ 12/1/2000، وبناء ‏على ذلك صدر قرار وزير الزراعة رقم 1726 لسنة 2000 باعتماد تسجيل أصناف السمسم ‏الجديدة والترخيص بتداول تقاوى هذه الأصناف لدى المزارعين.‏
والدكتور عبد الشافى إبراهيم رجب هو رئيس شعبة تطبيقات النظائر المشعة بمركز البحوث ‏النووية بهيئة الطاقة الذرية المصرية سابقا، من مواليد السنبلاوين بالدقهلية فى 24 أبريل عام 1948، ‏وحاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية (محاصيل) بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف من كلية ‏الزراعة جامعة الإسكندرية 1971، وحاصل على ماجستير فى العلوم الزراعية (محاصيل) من كلية ‏الزراعة جامعة القاهرة عام 1978، وحاصل على الدكتوراه فى العلوم الزراعية (محاصيل) من كلية ‏الزراعة جامعة القاهرة عام 1982، وعضو علمى بهيئة الطاقة الذرية (1973 – 1979)، ومدرس ‏بهيئة الطاقة الذرية (1979- 1982)، وأستاذ مساعد تربية ووراثة نبات (1987- 1992)، ‏وأستاذ محاصيل (تربية نبات منذ عام 1992، و رئيس وحدة تربية ووراثة النبات ( 1995- ‏‏1999)، ورئيس قسم البحوث النباتية (1999- 2000)، ووكيل شعبة تطبيقات النظائر المشعة ‏للشئون التكنولوجية (2000- 2002).‏







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة