أكد الروائى الكبير، "صنع الله إبراهيم"، أن اغتيال شهدى عطية كان الأكثر بشاعة فى عهد جمال عبد الناصر، مضيفًا أنه بالرغم من مرور 50 عامًا على استشهاده داخل سجن أبو زعبل إلا أنه لا يزال فى ذاكرة الشعب المصرى بأجمعه.
وقال صنع الله، خلال الأمسية التى عقدتها دار الثقافة الجديدة، أمس السبت وعرضت خلالها فيلما تسجيليًا عن "شهدى عطية"، إنه كان مع شهدى فى زنزانة واحدة بالسجن، حيث جرت محاكمتهما بالإسكندرية أمام محكمة عسكرية فى إحدى القضايا الشيوعية، مضيفا أن عملية تعذيبهم، وعلى رأسهم شهدى جرت فى فجر يوم 15 يونيو 1960، بعد أن تم نقلهم من سجن الحضرة بالإسكندرية إلى سجن أبو زعبل وعذبوهم بأبشع الطرق، وأوضح صنع الله أن اغتيال شهدى كان له ردود فعل عالمية، مما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يأمر بالتحقيق فى اغتياله، مضيفا أن الضباط أمروه بأن يشهد زورًا أن شهدى لم يتعرض لأى نوع من التعذيب بل كانت وفاته طبيعية، إلا أنه لم يرضخ لهم رغم تهديدهم له بالقتل.
من جانبه أكد الدكتور أحمد القصير "مقرر لجنة أصدقاء شهدى عطية ومؤلف ومخرج الفيلم التسجيلى عن شهدى عطية" أن شهدى هو أحد أبرز رموز الحركة الوطنية المصرية فى القرن العشرين، واستشهد داخل سجن أبو زعبل فى 15 يونيو 1960، بعد أن تم تعذيبه بأبشع الطرق على يد الضباط فى السجن، مضيفا أن شهدى تعرض للتعذيب بشكل أكبر وأبشع منهم بسبب شخصيته القيادية ولأنه الزعيم السياسى لمنظمة حدتو "الحركة الديمقراطية الوطنية للتحرر الوطنى".
وأوضح القصير أن لجنة أصدقاء عطية حينما احتفت بذكرى استشهاده الخمسين فى 15 يونيو الماضى قررت أن تعد فيلمًا تسجيليًا عنه ليكون شاهدا على إنجازاته للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن شهدى كان له دور نضالى بارز، حيث أشرف على تأسيس اللجنة الوطنية للطلبة والعمال والتى قادت الهبة الشعبية التى أدت لجلاء القوات البريطانية عن مصر عام 1946، كما أنه وضع برنامجًا وطنيًا اجتماعيًا مع زميله "عبد المعبود الجبيلى".
وأضاف أن البرنامج الذى وضعه شهدى ينص على الاستقلال التام اقتصاديا وسياسيا واجتماعيًا، تحقيق الديمقراطية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، توزيع أراضى الإقطاعيين، ملكية الدولة للمشروعات الكبيرة.
وقالت المخرجة عرب لطفى إن الفيلم التسجيلى "شهدى عطية" يعد نوعًا من التقرير لحالة شهدى عطية، لتعريف الأجيال الجديدة بنضاله، مضيفة أن الفيلم تكلم عن شىء مسكوت عنه منذ فترة طويلة، وهى اغتيال شهدى عطية
.
وأضافت أن نضال شهدى هو الذى أعطاه قدره وقيمته السياسية، وليس واقعة اغتياله وتعذيبه داخل السجن هى التى أعطته القيمة الحالية.
وأشارت لطفى إلى أن الفيلم يفتقد للعديد من الأشياء منها أن المادة المصورة تم إقحامها داخل أحاديث الشخصيات، كما أن الفيلم لم يقدم قراءة تاريخية للأفكار التى تبناها شهدى عطية أو حياته وكفاحه، وبالتالى لم يستطع أن ينفذ للأجيال الجديدة لكى تعرف عنه.