- حقيقية حريق الكنيسة وإعادة انشائها ومحتويات المذبح واكتشاف أثار قدم السيد المسيح على حجرالاحتفال
بدأت الأنظار فى العالم تتجه لكنيسة السيدة العذراء بسخا بمحافظة كفر الشيخ، كأقدم الكنائس المصرية، والتى شهدت رحلة بيت العائلة المقدسة، والتى تم إدراجها ضمن زيارة وفد الفاتيكان فى المرحلة الثانية، وتعددت وجوه القاء الضوء على الكنيسة، وكان لليوم السابع السبق فى إجراء عدد من التحقيقات عنها.
كاهن كنيسة العذراء يشرح لليوم السابع محتويات المذبح
والتقينا بالقمص متياس موريس، كاهن كنيسة السيدة العذراء بسخا، والقس ياكوبوس أسعد، كاهن عام مطرانية كفر الشيخ ودمياط.
من جانبه، قال القمص متياس موريس، كاهن كنيسة السيدة العذراء بسخا، الكنيسة تم اعادة تجديدها وبناءها على أحدث الطرز المعمارية، ومستعدون لإستقبال أى عدد من الوفود السياحية حتى ولو وصل ل 115 سائح، ليرى العالم تلك الكنيسة الأثرية، ويرى فيها عبق التاريخ وأثر السيد المسيح الذى لايوجد فى أى كنيسه مصرية أو فى العديد من دول العالم، " أثار قدم السيد المسيح على الحجر، ولفظ الجلاله الله" مؤكداً أن الحجر الأسود بالكعبة له مكانته لدى المسلمين، ولدينا أثار قدم المسيح على حجر بكنيسه سخا، فهو قيمه كبيرة.
اليوم السابع داخل الكنيسة
وأضاف كاهن كنيسة السيدة العذراء بسخا، آن الأوان لوضع الكنيسة على الخريطة العالمية، وجاءت الفرصة سانحه هذه الأيام، مؤكداً أن العائلة المقدسه أقامت فى ذلك المكان المبارك أسبوعاً، تم توجهت لعدد من النقاط فى عدد من المحافظات سواء بالمرور أو بالإقامة كما حدث فى سخا.
وقال القمص متياس موريس، إن تاريخ سخا يعود إلى الفراعنة، وكانت تسمى "خاست"، وفى العصر اليونانى "أكسويس"، وفى العصر الرومانى كان اسمها "بلاد السباخ"، وفى القرن الـ 10 سميت "يخا أيسوس"، أى القدم، ثم استقرت على اسم "سخا"، وحتى القرن الـ 18 فى بداية الدولة الفاطمية، وكان هذا المكان ديرًا، ولم يكن قد تحول إلى كنيسة، ثم تم بناء كنيسة.
كهنة كنيسة السيدة العذراء وأعضاء لجنة الثقافة والسياحة ببيت العائلة بكفر الشيخ
وأضاف القمص متياس موريس، دخلت العائلة المقدسة منطقة سخا، أوائل القرن الميلادى الأول، ومكثت فيها قرابة 3 شهور، ومنها استكملت رحلتها فى مصر، وعند انتشار المسيحية، تم بناء كنيسة "العذراء مريم" فى مدينة "سخا" بمحافظة كفر الشيخ، مؤكداً أن الكنيسة بنيت على موضع دير كان يسمى دير المغطس، بسبب غمر الماء له، وكان عامرًا بالرهبان حتى نهاية القرن الثالث عشر، وحين هدم الدير اختفى الرهبان، وظلت قدم السيد المسيح، فكتبوا على الحجر كلمة "الله واحد" كعلامة تميز الحجر عن أى حجر آخر، وأخفى هذا الحجر زمنًا طويلًا، خوفًا من سرقته فى بعض العصور، وعندما كان متواجداً بالكنيسة سمع أن هناك حجراً عليه أثار قدم السيد المسيح، ولم يكن موجوداً، وبعد عدة سنوات تمت عمليات الحفر، فوجدنا الحجر، فصدقت الرواية التى قيلت له، واكتشف هذا الحجر مرة أخرى عام 1984، ونال اعتراف الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى.
كاهن الكنيسة يشرح محتويات اثار الكنيسة
قال القمص متياس موريس، راعى كنيسة العذراء مريم بسخا، أن تاريخ الكنيسة يعود إلى رحلة العائلة المقدسة السيدة مريم، ويوسف النجار، و"الطفل" سيدنا عيسى عليه السلام"، وأقامت به خلال رحلة الهروب إلى أرض مصر، قادمة من فلسطين بأرض الشام، عبر سيناء والشرقية وسمنود وسخا ووادى النطرون، حتى أقصى الصعيد.
وقال كاهن كنيسة السيدة العذراء، تم بناء الكنيسة فى القرن الثالث الميلادى فى المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة، وتهدم معظمها فى القرن السادس عشر الميلادى إلى أن أمر محمد على باشا والى مصر بإعادة بنائها مرة أخرى مع الحفاظ على الطابع الأثرى لها والحفاظ على الأجزاء الأثرية المتبقية منها، وتم إعادة بناء الكنيسة أيام الرئيس جمال عبدالناصر، وفى عام 1968 أعيد بناء صحن الكنيسة، وخلال عملية البناء، وتم العثور على رفات أجساد بعض القديسين منهم القديس البطريرك الانبا ساويرس الانطاكى والقديس الانبا زخارياس أسقف سخا إلى جانب رفات أخرى.
جانب من شرح كاهن كنيسة السيدة العذراء
أضاف القمص متياس، راعى كنيسة السيدة العذراء بسخا، وفى عام 2008 وقع حريق كبير بالكنيسة نتيجة اشتعال دولاب خشبى أثرى، مؤكداً حقيقية الحريق لم يكن بسبب ماس كهربائى كما قيل ولكن كانت هناك ايقونه "دولاب خش" وفى شهر يونيو، كان موسم امتحانات الثانوية العامة والجامعات، وكل طالب يتوجه للامتحان أو يعود منه، يضع شمعه، ووضع أحد الطلاب طوق ورد صناعى بلاستيك، ويوم الأحد 15 يونيو 2008م، نبه عم ابنوس رحمه الله بنزع الطوق حتى لايلمس الطوق الشمعه، ونظراً لوجود صلاة يوم الأحد لم نتنبه، فحدث الحريق يوم الاثنين، 16 يونيو 2008م.
وأضاف القمص متياس، الكنيسة كانت مكونة من جزئين، الأول الهيكل وصحن الكنيسة، كان أثرياً، وما تم هدمه وإعادة إنشاء الصحن فقط، وليس الهيكل، لأن الصحن كان به قباب وخاف المهندسين من سقوط تلك القباب، وتم اتخاذ القرار بهدم صحن الكنيسة، فالجزء الاثرى فى الهيكل كما هو، مؤكداً أن المهندس محمد بدوى مهندس الحى قال لى بعد ترميم الكنيسة أن الاقباط كانوا يبكون بسبب حريق الكنيسة، ولكن هبة من الله أعاد الكنيسة لأفضل مما كانت عليه، فتم بناء الكنيسة بطريقه جميله لم نكن نتوقع أن تكون بهذا الشكل.
جانب من الاثار بالكنيسة
وقال كاهن كنيسة السيدة العذراء، شارك المسيحيون والمسلمون فى إخماد الحريق ونقل مقتنيات الكنيسة بعيداً عن النيران، وأمر اللواء أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ الأسبق بترميم الكنيسة، وساهمت الكنيسة فى أعمال الترميم، واستمرت أعمال الترميم حتى عام 2014، وافتتح الكنيسة بعد ترميمها المستشار محمد عزت عجوزة محافظ كفر الشيخ الأسبق فى الأول من يونيو من 2014م فى ذكرى نزول العائلة المقدسة بأرض مصر".
وقال القمص متياس، إن الكنيسة تضم الهيكل "المذبح"، الذى تقدم عليه الذبيحه الغير دموية "وتسمى القربان، ومايقدمه الاقباط من قربان غير دموى "الخبز وعصير العنب" كرمز للجسد ورمز للدم، مثلما يقدم من قربان مثل هيكل سليمان، وذبيحه اسماعيل لدى المسلمين.
جانب من الكنيسة
وأضاف القمص متياس، أن الهيكل به مون لـ 3 أزمنة مختلفه، منها يعود للقرن الثالث الميلادى والقرن الـ11 والـ19، والأفضل من المون كان مون القرن الثالث لانها مونه سمل حديد وهى فى الطبقة السفلى فى الهيكل، أما مونة ال19 مونه بالطين، وعلى مر الزمان ارتفعت الأرض، وتم تكبير الجزء الأعلى أيام ترميم محمد على عام 1846 م، وكان هناك جزء عميق كان يضع به لوح خشب يضع عليه الكربان وكأس العنب، وبعد الحريق تم الترميم، ونظراً لشدة النيران تم انتشال الرخام اكتشفت مراحل المذبح الثلاثة، وتم وضع واجهه زجاجية لبيان مراحل المذبح "القرن الثالث وال 11، أيام الحاكم بأمر الله والقرن 19 أيام محمد على، مشيراً إلى أن المذبح الثانى تم اقامته أيام الحاكم بأمر الله، برغم ما أصدره من تعليمات مشددة منها منع خروج النساء، وأمر بإقامة المشربيات بالمنازل حتى لاترى النساء، ومنه صانعى الأحذية من صناعة أحذية النساء لضمان عدم خروجهم للشوارع .
وأضاف القمص متياس موريس، تضم كنيسة العذراء مريم بقايا أحد الأعمدة الأثرية، وهى عبارة عن تاج حجرى، مكتوب على ظهره كلمة الله، وبعض القائمين على الكنيسة كتبوا تحتها رقم 1، خوفاً من تحطيمها، وبعدها أُخفى الحجر لفترة طويلة، بدفنه تحت الأرض، وتم اكتشافه أثناء الحفر عام 198
شرح تفصيلى لمحتويات اثار الكنيسة
وقال القس ياكوبوس أسعد، كاهن عام مطرانية كفر الشيخ ودمياط .، بالكنيسة كأس مخصص للتناول، وصينية مصنوعة من الفضة، والماستير، وهو عبارة عن ملعقة، ويعتبر تحفة أثرية نادرة، مدون عليه تاريخ سنة 1213، كما تحتوى على شمعدان مصنوع من الفضة، أهداه الخديو إسماعيل إلى الكنيسة عام 1862، وبها عدداً من المقتنيات الأثرية النادرة، يعود تاريخها للقرن الـ19 الميلادي، تلقتها الكنيسة على سبيل الهدايا من بعض أثرياء الأقباط، أو نذور للكنيسة، ومنها درج للبخور، وصليب، وتيجان كتلك التى توضع على رأس العروسين عند عمل الإكليل، وتحتوى على مخطوط أثرى نادر داخل الكنيسة يُعتقد أنه مكتوب بيد القمص يوحنا الناسخ، وسمى "البابا كيرلس الخامس"، بالمخطوط عظات الآحاد، وبالكنيسة مخطوط عن دير المحرق، مؤكداً أن قصة تفجير المياه تحت قدم اسماعيل عندما شعر بالعطش، سبقها قصة يسوع المسيح، عندما شعر بالعطش فلامست قدمه الحجر، فتدفقت المياه تحت رجليه، كما طبعت آثار قدمه على الحجر، كما تحتفظ الكنيسة بمنطقة الهياكل، التى تُقام فيها الطقوس الدينية، وعادةً ما تمتلئ بالزائرين، خاصة فى عيد دخول السيد المسيح أرض مصر.
الحجر عليه أثر قدم السيد المسيح وعلى الجانب الأخر لفظ الجلاله الله 1
قال القمص متياس موريس، وضعت الكنيسة زيتًا فى تجويف قدم المسيح المنطبعة على الصخر، وبه حدث الكثير من المعجزات كالشفاء من الأمراض، وإعطاء النسل الصالح، وطرد الأرواح الشريرة، كالرجل الذى كان يسكنه الجن، وحين اقترب من موضع قدم المسيح غادرته الروح النجسة أمامنا، ورفع ساقيه عن الأرض ثلاث مرات وهو يخبط فيها بيديه بعنف.
أضاف القمص متياس موريس، كاهن كنيسة سخا، إن المؤرخ المصرى المقريزى أكد فى القرن الخامس عشر أن دير المغطس كان يحج إليه المسيحين من سائر الأنحاء فى يوم 24 بشنس كما يحجون إلى كنيسة القيامة فى القدس، مؤكداً أن العذراء تظهر دائماً فى هذا اليوم لذلك سمى عيد ظهور العذراء مريم، وهدم هذا الدير فى القرن الخامس عشر وحتى الآن يُقام القداس كل عام فى نفس التاريخ، ويأتى المسيحيون من كل أنحاء العالم.
لافته توضح رحلة العائلة المقدسة
وقال القس متياس موريس، كاهن كنيسة سخا، تحتفل الكنيسة فى الأول من يونيو، بعيد دخول المسيح أرض مصر، يحضره الكثير من شعب الكنيسة، يزف الصليب فى هيكل الكنيسة، يمسك الكاهن بالمبخرة، يرتفع البخور المقدس ليغمر وجوه الشمامسة الذين يلبسون التونية "ملابس الخدمة الكنسية"، ويحملون صلبانًا خشبية يطوفون بها فى هيكل الكنيسة على أصوات الألحان القبطية، ثم يخرجون منه إلى شعب الكنيسة، فيستقبلهم الناس بالزغاريد، ويحاولون مس الصليب بأيديهم، وفى نهاية زفة الصلبان يمسك أحد الشمامسة بالحجر المقدس الذى تظهر عليه قدم المسيح، بالإضافة إلى رفات القديسين فى أنابيبها الخشبية، ويحاول الناس من جانبى الكنيسة نيل البركة بلمسه، بعدها يعود الكهنة للهيكل، ويبدأ طقس تطييب رفات القديسين.
جانب من اللوحات الاثرية بالكنيسة
قال القس متياس موريس، كاهنم كنيسة سخا، يصنع حنوط البركة، وهو المادة المستخدمة فى التطييب فى طبق حديدى، يسكب الكاهن زيتًا من العطر، وزيت الناردين المعطر، وهو أحد الزيوت المقدسة لدى المسيحيين، سكبته امرأة على وجه المسيح وفرح بذلك، ويوضع المزيج مع مواد كيميائية عطرة لتصنع منها ما يشبه العجينة التى تتلى فوقها الصلوات والتراتيل، ويدهن به الأنبوب المعدنى الذى يحتفظ برفات القديس، وتطييب الرفات، ويوزع القس الحنوط على الكهنة وشعب الكنيسة أجزاء مما صنعه من حنوط مبارك، يدهنون به أجساد القديسين، ويتقافز الناس من الخارج يلقون بالمناديل والإيشاربات والشيلان لتلتصق بالحنوط فتنال البركة، يقفز الجميع إلى داخل حلقة التطييب أو يرمى متعلقاته كمن يقفز فى بركة سباحة، ويساعد من فى الداخل طالبى البركة بالخارج، لتتبارك مناديلهم برفات القديسين.
كاهن مطرانية كفر الشيخ ودمياط
أشار القس متياس موريس، كاهن كنيسة سخا، تحتفظ الكنيسة بالكثير من رفات القديسين فى مقصورات خشبية، حيث تحرص الكنائس القبطية على الاحتفاظ بأجزاء من أجساد قديسيها أو متعلقاتهم الشخصية فى أنابيب معدنية تغطى بأستار، وتوضع فى مقصورات تضاء لها الشموع، ومن بين تلك الأجساد الطاهرة رفات القديس زخارياس، أسقف سخا فى الفترة من 695 م - 725 م، وتم اكتشاف رفاته أثناء تجديد الكنيسة عام 1968، وكان عالمًا وكاتبًا، ووضع رفاته فى أنبوبة خاصة.. صليب يعود للقرن الثامن الميلادى، وكذلك رفات القديس الأنبا ساويرس الأنطاكى فى فترة هروبه إلى مصر، فقد أقام بسخا عند رجل يدعى دوروثاؤس، وعندما توفى سنة 538، ونقل جسده غرب الإسكندرية ببرج العرب، احتفظت الكنيسة ببعض رفاته.
أحد مداخل قاعة من قاعات الكنيسة
احدى قاعات عقد اللقاءات بالكنيسة
احدى قاعات استقبال الضيوف بالكنيسة