استمرارا للفوضى السياسية التى تعج بالمملكة المتحدة فى إطار سعيها للخروج من الاتحاد الأوروبى، أظهر استطلاع لنوايا التصويت فى بريطانيا قبل انتخابات البرلمان الأوروبى أن حزب بريكست الجديد بزعامة نايجل فاراج احتفظ بالصدارة بفارق كبير عن حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض.
ووفقا لأحدث استطلاع أجرته مؤسسة (أوبينيوم) لصالح صحيفة "أوبزرفر"، يحظى حزب فاراج الجديد بنسبة تأييد بلغت 34% قبل الانتخابات التى تجرى فى 23 مايو وتشارك بريطانيا فيها بسبب عدم تمكنها من تنفيد الانسحاب من الاتحاد الأوروبى فى موعده الذى كان محددا بنهاية مارس الماضى. ولم تتغير نسبة تأييد الحزب عن استطلاع الأسبوع الماضى.
وأظهر الاستطلاع أن حزب العمال جاء فى المرتبة الثانية بنسبة 20% بتراجع نقطة مئوية واحدة فيما ظل حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماى فى المركز الرابع بنسبة تأييد بلغت 12% رغم ارتفاع نسبته نقطة مئوية واحدة عن الأسبوع الماضى. وجاء الديمقراطيون الأحرار، الذين يدعمون البقاء فى الاتحاد الأوروبى ودعوا إلى إجراء استفتاء ثان على الخروج، فى المرتبة الثالثة بنسبة تأييد بلغت 15% فى ارتفاع بثلاث نقاط مئوية عن الأسبوع الماضى.
ودشن فاراج الحزب الجديد فى أبريل واتهم القادة السياسيين فى بلاده بخيانة نتيجة الاستفتاء التى جاءت بتأييد الانسحاب من الاتحاد الأوروبى. وينسب كثيرون فرض استفتاء الخروج الذى جرى فى عام 2016 إلى حزب استقلال المملكة المتحدة الذى كان ينتمى إليه فاراج.
وستطرح الحكومة البريطانية اتفاق ماى للخروج أمام البرلمان لإجراء تصويت بشأنه فى مطلع يونيو بعد أن أخفقت فى الحصول على موافقة البرلمان ثلاث مرات.
ومن ناحية أخرى، قالت الصحيفة نفسها فى تقرير آخر إن شخصيات رفيعة المستوى فى حزب "العمال" البريطانى، انخرطت فى معركة يائسة لدعم الحزب مساء أمس، وسط تحذيرات من أن موقفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يساعد على "إزالة سموم عن الديمقراطيين الليبراليين".
وأضافت الصحيفة البريطانية أنه مع بقاء أيام قليلة قبل الانتخابات الأوروبية التى من المتوقع أن يفوز فيها حزب "بريكست" الذى يرأسه نايجل فاراج ، فإن وزراء حكومة الظل من بين أولئك الذين يشعرون بالقلق من أن موقف حزب العمال الغامض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ساعد في إحياء الديمقراطيين الليبراليين. يأتي ذلك في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي الجديدة التي راقبها "الأوبزرفر" إلى أن حزب فينس كابل، "الديمقراطيين الليبراليين"، يتقدم في المرتبة الأولى في لندن وقد يفوز على حزب العمال بشكل عام.
وحذر أحد الشخصيات البارزة فى الحزب: "إذا كانت نتيجة موقف حزب العمال من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهذه الانتخابات الأوروبية هي إعطاء الزخم لليبراليين، فهذه مشكلة حقيقية".
وقال كلايف لويس ، وزير خزانة الظل ، "لن يدعم الناخبون العماليون مدى الحياة" الحزب هذا الأسبوع بسبب موقفه من بريكست، مضيفا "يبدو الأمر وكأننا منحنا (الديمقراطيين الليبراليين) المكافئ السياسى للإنعاش".
ومن ناحية أخرى، تعهد عمدة لندن، صادق خان بأنه سيشن حملة من أجل البقاء "ليلا ونهارا" في أي استفتاء ثان، حيث حث الناخبين ، في مقال لصحيفة الأوبزرفر ، على دعم حزب العمال لوقف فوز حزب فاراج.
البرلمان الأوروبى يتجه للتحقيق مع فاراج بسبب هدايا بنصف مليون إسترلينى
كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن زعيم حزب "بريكست" نايجل فاراج يواجه تحقيقًا من قِبل سلطات البرلمان الأوروبى بشأن مزاعم بأنه فشل فى الإعلان عن تلقيه هدايا تقدر بما يقرب من نصف مليون جنيه استرليني حصل عليها من قطب تأمين يخضع للتحقيق من قِبل الوكالة الوطنية للجريمة.
وكشف الأسبوع الجارى إن رئيس الحزب حصل على هدايا تقدر بـ 450 ألف إسترلينى من قبل آرون بانكس، تشمل سيارة بسائقها، ورحلات فخمة إلى الولايات المتحدة ليجتمع مع السياسيين اليمينيين.
ولكن لم يتم الإعلان عن أى من الهدايا، المفصلة فى الفواتير التى أطلعت عليها القناة الرابعة الإخبارية، في سجل فاراج الخاص بالتقديم فى البرلمان الأوروبى، والذي تم تصميمه لمنع أعضاء البرلمان الأوروبى من الحفاظ على تضارب المصالح سرا.
وفي خطاب أطلعت عليه صحيفة "الإندبندنت" ، دعا أحد كبار ممثلي البرلمان الأوروبي - أعضاء البرلمان الأوروبي المسئولين عن المسائل المالية والإدارية - رئاسة البرلمان إلى "التحقيق في هذه المخالفات الواضحة بشكل عاجل".
وأوضحت الصحيفة أن الدفع للإسراع بإجراء التحقيق يأتى قبل أيام من استعداد الناخبين البريطانيين للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية ، حيث يعتقد إلى حد كبير أن حزب فاراج "بريكست" يتجه نحو تحقيق فوز كبير فى الانتخابات حاملا رسائل معادية للاتحاد الأوروبي وللمؤسسات.