منذ اندلاع الحرب داخل سوريا، والمناطق الحضارية ومناطق التراث الإنسانى، تدفع الثمن مثلها مثل آلاف الضحايا الذين سقطوا نتيجة الحرب الدائرة بين الجيش السورى والجماعات الإرهابية هناك.
ومن وقت اندلاع الحرب فى سوريا فى عام 2011، شهدت أماكن التراث الحضارى والإنسانى، سرقات وتدمير كبير، ليكون حال آثار سوريا العريقة بين منهوبة أو مخربة.
وبحسب تقرير نشره موقع "روسيا اليوم" الاخبارى الروسى، فإن أكثر من 400 تمثال ومثلها من القطع الأثرية كانت فى طريقها من تدمر إلى دمشق، بعد ساعات قليلة وصارت المدينة بيد داعش لكن أكثر من 90% من مقتنيات المتاحف تم إنقاذها خلال الأزمة"، أما الخسائر الكبرى فتركزت فى المواقع الأثرية أو المناطق التى خرجت عن السيطرة.
وبحسب مدير المبانى والتوثيق الأثرى أحمد ديب، هناك 10 آلاف تل أثرى مكتشف فى سوريا، كثير منها تعرض للتخريب والتنقيب غير الشرعى، ونحو 710 مواقع ومبان أثرية تعرضت للتخريب، وتراوحت الأضرار بين التخريب الجزئى، والاندثار أو التهدم الكامل، وأعد الموقع قائمة بعدد المواقع المتضررة فى كل محافظة سورية.
قائمة مواقع التراث المتضررة فى سوريا
فيما يقدر مدير الآثار والمتاحف فى سوريا محمود حمود، عدد القطع التى هربت خارج البلاد "بما لا يقل عن مليون قطعة، وذلك قياساً إلى توثيق وتحليل الصور التى تم توثيقها والتقاطها للمواقع الأثرية بعد تحريرها" ويؤكد حمود أن "عشرات الهكتارات نقبت وكان الحفر فى كل مكان، ومن كل موقع خرجت آلاف القطع الأثرية".
ولفت التقرير إلى أن مشكلة توثيق الآثار لا تقتصر على ما يتم استخراجه عبر التنقيب السرى بل إن التوثيق لم يكن يشمل كثيراً من الآثار.
يقول "ديب" : مع خروج الرقة عن السيطرة "واجهتنا مشكلة كبيرة، كان فى متحفها نحو 6 آلاف قطعة أثرية، وقد تم السطو عليها إضافة إلى السطو على القطع التى كنا خبأناها في مكان آمن، من أمهات القطع، وفى هذه الحالة كان علينا مخاطبة الإنتربول لأنها قطع مسجلة لدينا، وحين راسلناهم، طلبوا منا صورًا وبيانات للقطع، ولم تكن لدينا صور وبيانات دقيقة، وعلى ذلك تم إطلاق مشروع التوثيق الأثرى فى 2013، وحتى فى المتحف الوطنى لم يكن لدينا بيانات لأكثر من 120 ألف قطعة، وقد تم توثيق نحو 60% من مقتنيات المتاحف".
وحول حال الآثار المهربة إلى جانب الآثار العراقية، يمكن أن تجد الآثار السورية تباع بالمزاد فى الأسواق العالمية: "فى تركيا وحدها هناك 20 إلى 25 ألف قطعة تمت مصادرتها حسب السلطات التركية".
وأعدت مديرية الآثار "لائحة حمراء" تحوى نموذجاً للقطع الأثرية السورية بحيث يمكن أى جهة أن تستدل على جغرافية الأثر عبر اللائحة، موضحة أن لبنان هو الدولة الوحيدة التى تعاونت فى هذا الشأن".
ويضيف"حمود"، إن لبنان أعاد مئات القطع إلى سوريا و"الآن هناك المئات من القطع في متحف بيروت، وتمت مصادرتها في لبنان، وخلال أيام سيذهب فريق من سوريا لدراسة إعادتها".